لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 412 - الجزء 3

  فمادَتْ. وفي حديث علي: فَسَكَنَتْ من المَيَدانِ بِرُسُوبِ الجبال، وهو بفتح الياء، مصدر مادَ يَميدُ.

  وفي حديثه أَيضاً يَذُمُّ الدنيا: فهي الحَيُودُ المَيُودُ، قَعُولٌ منه.

  ومادَ السَّرابُ: اضطَرَبَ: ومادَ مَيْداً: تمايل.

  ومادَ يَمِيدُ إِذا تَثَنَّى وتَبَخْتَرَ.

  ومادت الأَغْصانُ: تمايلت.

  وغصن مائدٌ وميَّاد: مائل.

  والمَيْدُ: ما يُصِيبُ من الحَيْرةِ عن السُّكْر أَو الغَثَيانِ أَو ركوب البحر، وقد ماد، فهو مائد، من قوم مَيْدى كرائب ورَوْبى.

  أَبو الهيثم: المائد الذي يركب البحر فَتَغْثي نَفسُه من نَتْن ماء البحر حتى يُدارَ بِه، ويَكاد يُغْشَى عليه فيقال: مادَ به البحرُ يَمِيدُ به مَيْداً.

  وقال أَبو العباس في قوله: أَن تَميدَ بكم، فقال: تَحَرَّكَ بكم وتَزَلْزَلَ.

  قال الفراء: سمعت العرب تقول: المَيْدى الذين أَصابهم المَيْدُ من الدُّوارِ.

  وفي حديث أُمّ حَرامٍ: المائدُ في البحر له أَجْرُ شهيد؛ هو الذي يُدارُ برأْسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأَمواج.

  الأَزهري: ومن المقلوب الموائِدُ والمآوِدُ الدَّواهي.

  ومادَتِ الحنظلةُ تَمِيدُ: أَصابها نَدًى أَو بَلَل فتغيرت، وكذلك التمر.

  وفَعَلْتُه مَيْدَ ذاك أَي من أَجله ولم يسمع من مَيْدى ذلك.

  ومَيْدٌ: بمعنى غَيْرٍ أَيضاً، وقيل: هي بمعنى على كما تقدم في بَيْد.

  قال ابن سيده: وعسى ميمه أَن تكون بدلاً من باء بَيْد لأَنها أَشهر.

  وفي ترجمة مَأَدَ يقال للجارية التارَّة: إِنها لمأْدةُ الشباب؛ وأَنشد أَبو عبيد:

  مادُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا

  غير مهموز.

  ومِيداءُ الطريق: سَنَنُه.

  وبَنَوْا بيوتهم على مِيداءٍ واحد أَي على طريقة واحدة؛ قال رؤبة:

  إِذا ارْتَمى لم يَدْرِ ما مِيداؤُه

  ويقال: لم أَدر ما مِيداءُ ذلك أَي لم أَدر ما مَبْلَغُه وقِياسُه، وكذلك مِيتاؤُه، أَي لم أَدر ما قَدْرُ جانبيه وبُعْده؛ وأَنشد:

  إِذا اضْطَمَّ مِيداءُ الطَّريقِ عليهما ... مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجِبالِ زَهوقُ

  ويروى مِيتاءُ الطريقِ.

  والزَّهُوقُ: المُتَقَدِّمة من النُّوق.

  قال ابن سيده: وإِنما حملنا مِيداء وقضينا بأَنها ياء على ظاهر اللفظ مع عدم [م ود].

  وداري بِمَيْدى دارِه، مفتوح الميم مقصور، أَي بحذائها؛ عن يعقوب.

  ومَيّادةُ: اسم امرأَة.

  وابنُ مَيّادةَ: شاعر؛ وزعموا أَنه كان يضرب خَصْرَي أُمّه ويقول:

  اعْرَنْزِمي مَيّادَ لِلْقَوافي

  والمَيْدانُ: واحد المَيادينِ؛ وقول ابن أَحمر:

  وصادَفَتْ ... نَعِيماً ومَيْداناً مِنَ العَيْشِ أَخْضَرَا

  يعني به ناعماً.

  ومادَهُم يَمِيدُهُم: لغة في مارَهُم من الميرة؛ والمُمْتادُ مُفْتَعَلٌ، منه؛ ومائِدٌ في شعر أَبي ذؤَيب:

  يَمانِية، أَحْيا لَها، مَظَّ مائِدٍ ... وآلِ قَراسٍ، صَوْبُ أَرْمِيةٍ كُحْلِ⁣(⁣١)

  اسم جبل.

  والمَظُّ: رُمَّان البَرّ.

  وقُراسٌ: جبل بارِدٌ مأْخوذ من القَرْسِ، وهو الَردُ.

  وآلُه: ما حوله، وهي أَجْبُلٌ بارِدَة.

  وأَرْمِيةٌ: جمع رَمِيٍّ، وهي السحابة العظيمة القَطْر، ويروى: صَوْبُ أَسْقِيةٍ، جمع سَقِيٍّ، وهي بمعنى أَرْمِية.

  قال ابن بري: صواب إِنشاده مَأْبِد، بالباء المعجمة بواحدة،


(١) قوله [مائد] هو بهمزة بعد الأَلف، وقراس، بضم القاف وفتحها، كما في معجم ياقوت واقتصر المجد على الفتح.