لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 437 - الجزء 3

  لَهَبُها، وهَمَدَتْ هُمُوداً إِذا طُفِئَت البتة.

  فإِذا صارت رَماداً قيل: هَبا يَهْبُو، وهو هابٍ.

  ونباتٌ هامِدٌ: يابس.

  وهَمَدَ شجرُ الأَرض أَي بَلِيَ وذهَب.

  وشجرة هامدةٌ: قد اسودّت وبَلِيَتْ.

  وثَمَرَةٌ هامدةٌ إِذا اسودّت وعَفِنَتْ.

  وترى الأَرض هامدةً أَي جافَّة ذات تُراب.

  وأَرضٌ هامدة: مُقْشَعِرّة لا نبات فيها إِلا اليابس المُتَحَطِّم، وقد أَهْمَدَها القَحْطُ.

  وفي حديث عليّ: أَخرَجَ من⁣(⁣١) هَوامِدِ الأَرض النباتَ؛ الهامِدةُ: الأَرضُ المُسْتَنّة، وهُمُودُها: أَن لا يكون فيها حياةٌ ولا نَبْت ولا عُود ولم يصبها مطر.

  والهامد من الشجر: اليابس.

  وهَمَدَ الثوبُ يَهْمُدُ هُمُوداً: تَقَطَّع وبليَ، وهو من طول الطسّ تنظر إِليه فتحسَبه صحيحاً فإِذا مَسِسْتَه تَناثَر من البِلى، وقيل: الهامِدُ البالي من كل شيء.

  ورُطبةٌ هامِدةٌ إِذا صارت قَشِرةً وصَقِرةً.

  وأَهْمَدَ في المكان: أَقام.

  والإِهمادُ: الإِقامةُ؛ قال رؤبةُ بن العجاج:

  لَمَّا رَأَتْني راضِياً بالإِهمادْ ... كالكُرَّزِ المَرْبوطِ بعيْنَ الأَوْتادْ

  يقول: لما رأَتني راضياً بالجلوس لا أَخرج ولا أَطلب كالبازي الذي كُرِّزَ أُسْقِطَ ريشُه، وأَهْمَدَ في السير أَسرع؛ قال: وهذا الحرف من الأَضْدادِ.

  ابن سيده: والإِهمادُ السُّرْعةُ.

  وقال غيره: السرعة في السير؛ قال: فهو من الأَضداد، قال رؤَبة بن العجاج:

  ما كانَ إِلَّا طَلَقُ الإِهْماد ... وكَرُّنا بالأَغْرُبِ الجِياد

  حتى تَحاجَزْنَ عنِ الرُّوّاد ... تَحاجُزَ الرِّيِّ ولم تَكاد

  والطَّلَق: الشَّوْطُ؛ يقال: عَدا الفرس طَلَقاً أَو طلَقين، كما تقول: شَوْطاً أَو شَوْطين.

  والأَغْرُبُ: جمع غَرْب، وهي الدول الكبيرة، أَي تابَعُوا الاستقاءَ بالدِّلاءِ حتى رَوِيَتْ.

  وأَهْمَدَ الكلبُ أَي أَحضَرَ.

  ويقال للهامد: هَمِيدٌ.

  يقال: أَخذَنا المُصَدِّقُ بالهَمِيدِ أَي بما مات من الغنم.

  ابن شميل: الهَمِيدُ المال المكتوب على الرجل في الدِّيوان فيقال: هاتوا صدَقَتَه وقد ذهب المالُ.

  يقال: أَخَذَنا الساعِي بالهَمِيد.

  ابن بُزُرج: أَهْمَدوا في الطَّعامِ أَي اندفعوا فيه.

  وهَمْدانُ: قَبِيلةٌ من اليمن.

  هند: هِنْدٌ وهُنَيدةٌ: اسم للمائة من الإِبل خاصة؛ قال جرير:

  أَعْطَوْا هُنَيْدةَ يَحْدُوها ثَمانِيةٌ ... ما في عَطائِهِمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ

  وقال أَبو عبيدة وغيره: هي اسم لكل مائة من الإِبل؛ وأَنشد لسلمة بن الخُرْشُبِ الأَنمارِيِّ:

  ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها ... وتسعينَ عاماً ثم قُوِّمَ فانْصاتَا⁣(⁣٢)

  ابن سيده: وقيل هي اسم للمائة ولِما دُوَيْنَها ولما فُوَيْقَها، وقيل: هي المائتان، حكاه ابن جني عن الزيادي قال: ولم أَسمعه من غيره.

  قال: والهُنَيْدَةُ مائةُ سنة.

  والهِنْدُ مائتان؛ حكي عن ثعلب.

  التهذيب: هُنَيْدةُ مائة من الإِبل معرفة لا تنصرف ولا يدخلها الأَلف واللام ولا تجمع ولا واحد لها من جنسها؛ قال أَبو وجزة:

  فِيهِمْ جِيادٌ وأَخْطارٌ مُؤثَّلةٌ ... مِنْ هِنْد هِنْد وإِرباءٌ على الهِنْدِ


(١) قوله [أخرج من] كذا بالأَصل، والذي في النهاية أخرج به من ولعل المعنى أخرج به أي بالماء.

(٢) قوله [وتسعين] هذا ما في الأصل والصحاح في غير موضع والذي في الأساس وخمسين.