لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 495 - الجزء 3

  وشَذَّانُ الإِبل وشُذَّانُها: ما افترق منها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  شُذَّانُها رائعة لِهَدْرِه

  رائعة: مرتاعة.

  الليث: شذ الرجل إِذا انفرد عن أَصحابه؛ وكذلك كل شيء منفرد، فهو شاذ؛ وكلمة شاذة.

  ويقال: أَشْذَذْتَ يا رجل إِذا جاء بقول شاذٍّ نادٍّ.

  ابن الأَعرابي: يقال ما يدع فلان شاذّاً ولا نادّاً إِلا قتله إِذا كان شجاعاً لا يلقاه أَحد إِلا قتله.

  ويقال: شاذّ أَي متنحٍّ.

  شعذ: الشَّعْوَذَةُ: خِفَّةٌ في اليد وأُخْذٌ كالسحر يُري الشيءَ بغير ما عليه أَصله في رأْي العين؛ ورجل مُشَعْوِذٌ ومُشَعْوَذٌ وليس من كلام البادية.

  والشَّعْوَذَةُ: السُّرْعَةُ، وقيل: هي الخفة في كل أَمْرٍ.

  والشَّعْوَذِيُّ: رسول الأُمراء في مهماتهم على البريد، وهو مشتق منه لسرعته.

  وقال الليث: الشَّعْوَذَةُ والشَّعْوَذيُّ مستعمل وليس من كلام أَهل البادية.

  شقذ: الشَّقْذِ والشَّقِيذُ والشَّقَذانُ: الذي لا يكاد ينام.

  وفي التهذيب: الشَّقِذُ العَيْنِ الذي لا يكاد ينام.

  إِنه لَشَقِذُ العين إِذا كان لا يَقْهَرُه النُّعاسُ؛ زاد الجوهري: ولا يكون إِلا عَيُوناً يصيب الناس بالعين.

  قال ابن سيده: وهو العَيُونُ الذي يصيب الناس بالعَين، وقيل: هو الشديد البصر السريع الإِصابة؛ وقد شقِذ، بالكسر، شَقَذاً.

  وشقِذَ الرجلُ: ذهب وبَعُدَ.

  وأَشْقَذَه: طرده، وهو شَقِذٌ وشَقَذان، بالتحريك.

  الأَصمعي: أَشْقَذْتُ فلاناً إِشقاذاً إِذا طردته.

  وشَقِذَ هو يَشْقَذُ إِذا ذهب، وهو الشَّقَذانُ؛ قال عامر بن كثير المحاربي:

  فإِني لستُ من غَطَفانَ أَصْلي ... ولا بيني وبينهم اعْتِشَارُ

  إِذا غَضِبُوا عليّ وأَشْقَذُوني ... فصرتُ كأَنني فَرَأٌ مُتارُ

  متار: يُرْمَى تارة بعد تارة.

  ومعنى متار: مفزع.

  يقال: أَتَرْتُه أَي أَفزعته وطردته، فهو مُتار؛ قال ابن بري: أَصله أَتأَرته فنقلت الحركة إِلى ما قبلها وحذفت الهمزة.

  قال: وقال ابن حمزة: هذا تصحيف وإِنما هو مُنارٌ بالنون.

  يقال: أَنرته بمعنى أَفزعته، ومنه النَّوارُ، وهي النَّفُورُ.

  والاعتشار: بمعنى العِشْرَة؛ قال: وقد ذكره الجوهري في فصل تور شاهداً على قولهم فلان يُتار على أَن يؤخذ أَي يُدارُ.

  وطَرَدٌ مِشْقَذٌ: بعيد؛ قال بخدج:

  لاقى النُّخيلاتُ حناذاً مِحْنَذا ... مني، وشَلاً للأَعادي مِشْقَذا

  أَراد أَبا نخلة فلم يُبَلْ كيف حرّف اسمه لأَنه كان هاجياً له.

  والشَّقْذاءُ: العُقاب الشديدة الجوع.

  وعقاب شَقَذى.

  شديدة الجوع والطلب؛ قال يصف فرساً:

  شَقْذاءُ يَحْتَثُّها في جَرْيِها ضَرَم

  والشِّقْذان: الضَّبُّ والوَرَلُ والطُّحَنُ وسامُّ أَبرص والدَّسَّاسَةُ، وأَخذته شِقْذَةٌ؛ وجعلت امرأَة من العرب الشّقْذانَ واحِداً فقالت تهجو زوجها وتشبهه بالحرباء:

  إِلى قَصْرِ شِقْذانٍ كَأَنَّ سِبالَه ... ولحيته في خُرْؤُمَانٍ مُنَوَّر

  الخرؤُمانة: بقلة خبيثة الريح تنبت في الأَعطان