لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 496 - الجزء 3

  والدِّمَنِ؛ وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على الواحد من الحَرابيِّ.

  والشَّقْذُ والشِّقْذُ والشَّقِذُ والشَّقَذانُ: الحِرْباءُ، وجمعه شِقْذانٌ مثل كَرَوانٍ وكِرْوانٍ، وقيل: هو حرباء دقيق مَعْصُوبٌ صَعْلُ الرأْس يلزق بِسُوقِ العِضَاه.

  والشِّقَذُ والشَّقَذُ والشُّقَذُ: ولد الحِرْباء؛ عن اللحياني، والجمع من كل ذلك الشُّقاذى والشِّقْذانُ؛ قال:

  فَرَعَتْ بها حَتَّى إِذا ... رَأَتِ الشُّقاذى تَصْطَلي

  اصطلاؤُها: تحرّيها للشمس في شدة الحر؛ وقال بعضهم: الشُّقاذى في هذا البيت الفَراش؛ قال: وهذا خطأٌ لأَن الفَراشَ لا يصطلي بالنار، وإِنما وصف الحمر فذكر أَنها رعت الربيع حتى اشتد الحر واصْطَلَتِ الحَرابي وعَطِشَتْ فاحتاجتِ الوُرُودَ؛ وقال ذو الرمة يصف فلاة قطعها:

  تَقَاذَف والعُصْفُور في الجُحرِ لاجِئٌ ... مَعَ الضَّبِّ، والشِّقْذانُ تَسْمُو صُدورُها

  أَي تشخص في الشجر، وقيل: الشِّقْذانُ الحشرات كلها والهوام، واحدتها شَقِذَةٌ وشَقِذٌ وشِقْذٌ؛ قال: ولا أَدري كيف تكون الشَّقِذَةُ واحدةَ الشِّقْذان إِلا أَن يكون على طرح الزائد.

  والشَّقْذُ والشَّقَذانُ والشِّقْذان، الأَخيرة عن ثعلب: الذئب والصقر والحرباء.

  والشِّقْذانُ؛ فراخ الحُبارى والقطا ونحوهما.

  والشَّقْذانَةُ: الخفيفة الروح؛ عن ثعلب.

  وما له شَقَذٌ ولا نَقَذٌ أَي ما له شيء.

  ومتاع ليس به شَقَذٌ أَي نقص ولا خلل.

  ابن الأَعرابي: ما به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ أَي ما به حَراكٌ.

  وفلان يشاقذني أَي يعاديني.

  الأَزهري في ترجمة عقذ: امرأَة عَقْذانة وشَقْذانَةٌ وعَدْوانَةٌ أَي بذية سليطة.

  شمذ: الليث: الشَّمْذُ رفع الذنب.

  شَمَذَتِ الناقة تَشْمِذُ، بالكسر، شَمْذاً وشِماذاً وشُموذاً، وهي شامذ، والجمع شوامذ وشُمَّذ، أَي لقحت فشالت بذنَبها لِتُري اللقاح بذلك؛ وربما فعلت ذلك مَرَحاً ونَشاطاً؛ قال الشاعر يصف ناقة:

  على كُلِّ صَهْباءِ العَثانِينِ شَامِذٍ ... جُمَالِيَّةٍ، في رأْسها شَطَنَانِ

  وقيل: الشامذ من الإِبل الخَلِفَة؛ وقول أَبي زبيد يصف حرباء:

  شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ عَلى المُرْيَةِ ... كَرْهاً بالصِّرْف ذي الطُّلَّاء

  يقول: الناقة إِذا أُبِسَّ بها اتقت المُبِسَّ باللبن، وهذه تتقيه بالدم؛ وهذا مثل.

  والعقرب شامذ من حيث قيل لما شَالَ من ذنبها: شَوْلَةٌ.

  قال أَبو الجرَّاح: من الكِباشِ ما يشتمذ ومنها ما يَغُلُّ؛ فالاشتماذ: أَن يضرب الأَلية حتى ترتفع فَيَسْفِذَ، والغَلُّ: أَن يَسْفِذَ من غير أَن يفعل ذلك.

  والشَّيْمَذانُ: الذئب⁣(⁣١) سمي بذلك لشموذه بذنبه؛ وقول بخدج يهجو أَبا نخيلة:

  لاقى النُّخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا ... مني، وشَلاً للأَعادِي مِشْقَذَا

  وقافياتٍ عَارِمَاتٍ شُمَّذا

  إِنما ذلك مَثَلٌ، شَبَّه القوافي بالإِبل الشُّمَّذِ وهي ما قدَّمناه من أَنها التي ترفع أَذنابها نشاطاً ومَرَحاً أَو


(١) قوله [الشيمذان الذئب] كذا بالأَصل، وفي القاموس وشرحه، واليشمذان هذا هو الأَصل، والشيذمان مقلوبه وهو الذئب.