لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 49 - الجزء 4

  وبادِرَةُ السيف: شَباتُه. وبادِرَةُ النَّبات: رأْسُه أَوَّل ما يَنْفَطِرُ عنه.

  وبادِرَةُ الحِنَّاءِ: أَولُ ما يَبْدأُ منه.

  والبادِرَةُ: أَجْوَدُ الوَرْس وأَحْدَثُه نباتاً.

  وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ؛ وحَدْرَةٌ: مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ، وبَدْرَةٌ: تَبْدُرُ بالنظر، وقيل: حَدْرَةٌ واسعةٌ وبَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ؛ قال امرؤ القيس:

  وعيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ... شُقَّتْ مَآقِيهِما مِنْ أُخُرْ

  وقيل: عين بَدْرَةٌ يَبْدُر نظرها نظرَ الخيل؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: هي الحديدة النظر، وقيل: هي المدوّرة العظيمة، والصحيح في ذلك ما قاله ابن الأَعرابي.

  والبَدْرُ: القَمَرُ إِذا امْتَلأَ، وإِنما سُمِّيَ بَدْراً لأَنه يبادر بالغروب طلوعَ الشمس، وفي المحكم: لأَنه يبادر بطلوعه غروبَ الشمس لأَنهما يَتراقَبانِ في الأُفُقِ صُبْحاً؛ وقال الجوهري: سمي بَدْراً لِمُبادرته الشمس بالطُّلُوع كأَنَّه يُعَجِّلُها المَغِيبَ، وسمي بدراً لتمامه، وسميت ليلةَ البَدْرِ لتمام قمرها.

  وقوله في الحديث عن جابر: إِن النبي، ، أُتيَ ببدر فيه خَضِراتٌ من البُقول؛ قال ابن وهب: يعني بالبَدْرِ الطبقَ، شبه بالبَدْرِ لاستدارته؛ قال الأَزهري: وهو صحيح.

  قال: وأَحسبه سُمي بَدْراً لأَنه مدوَّر، وجمعُ البَدْر بُدُورٌ.

  وأَبْدَرَ القومُ: طلع لهم البَدْرُ؛ ونحن مُبْدِرُونَ.

  وأَبْدَرَ الرجلُ إِذا سرى في ليلة البَدْرِ، وسمي بَدْراً لامتلائه.

  وليلةُ البَدْر: ليلةُ أَربع عشرة.

  وبَدْرُ القومِ: سَيِّدُهم، على التشبيه بالبَدْرِ؛ قال ابن أَحمر:

  وقَدْ نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه ... عَلَيْه، ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَودِّدِ

  ويروى البَدْءَ.

  والبادِرُ: القمر.

  والبادِرَةُ: الكلمةُ العَوْراءُ.

  والبادِرَةُ: الغَضْبَةُ السَّرِيعَةُ؛ يقال: احذروا بادِرَتَه.

  والبَدْرُ: الغلامُ المبادِر.

  وغلامٌ بَدْرٌ: ممتلئ.

  وفي حديث جابر: كنا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ أَي يبلغ.

  يقال: بَدَرَ الغلامُ إِذا تم واستدار، تشبيهاً بالبدر في تمامه وكماله، وقيل: إِذا احمرّ البُسْرُ يقال له: قد أَبْدَرَ.

  والبَدْرَةُ: جِلْدُ السَّخْلَة إِذا فُطِمَ، والجمع بُدورٌ وبِدَرٌ؛ قال الفارسي: ولا نظير لبَدْرَةٍ وبِدَر إِلا بَضْعَةٌ وبِضَعٌ وهَضْبَةٌ وهِضَبٌ.

  الجوهري: والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها ما دامت تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ، وللسَّمْنِ عُكَّةٌ، فإِذا فُطمت فَمَسْكُها للبن بَدْرَةٌ، وللسَّمنِ مِسْأَدٌ، فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها للبن وَطْبٌ، وللسمن نِحْيٌ.

  والبَدْرَةُ: كيس فيه أَلف أَو عشرة آلاف، سميت ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ، والجمع البُدورُ، وثلاثُ بَدرات.

  أَبو زيد: يقال لِمَسْك السخلة ما دامت تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ، فإِذا فُطم فَمَسْكُه البَدْرَةُ، فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ.

  والبادِرَتانِ من الإِنسان: لَحْمتانِ فوق الرُّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ الثُّنْدُوَةِ، وقيل: هما جانبا الكِرْكِرَةِ، وقيل: هما عِرْقان يَكْتَنِفانِها؛ قال الشاعر:

  تَمْري بَوادِرَها منها فَوارِقُها

  يعني فوارق الإِبل، وهي التي أَخذها المخاض ففَرِقتْ نادَّةً، فكلما أَخذها وجع في بطنها مَرَتْ أَي ضربت بخفها بادرَةَ كِركِرَتِها وقد تفعل ذلك عند العطش.

  والبادِرَةُ من الإِنسان وغيره: اللحمة التي بين المنكب والعُنق، والجمعُ البَوادِرُ؛ قال خِراشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِيُّ:

  هَلَّا سأَلْتِ، ابنةَ العَبْسِيِّ: ما حَسَبي ... عِنْدَ الطِّعانِ، إِذا ما غُصَّ بالرِّيقِ؟