[فصل الثاء المثلثة]
  وقال الجوهري: الثَّأْرُ المُنِيمُ الذي إِذا أَصابه الطالبُ رضي به فنام بعده؛ وقال أَبو زيد: اسْتَثْأَرَ فلان فهو مُسْتَثْئِرٌ إِذا استغاث لِيَثْأَرَ بمقتوله:
  إِذا جاءهم مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْره ... دعاءً: أَلا طِيرُوا بِكُلِّ وأَىَ نَهْدِ
  قال أَبو منصور: كأَنه يستغيث بمن يُنْجِدُه على ثَأْرِه.
  وفي حديث محمد بن سلمة يوم خيبر: أَنا له يا رسول الله المَوْتُور الثَّائرُ أَي طالب الثَّأْر، وهو طلب الدم.
  والثُّؤْرُورُ: الجلْوازُ، وقد تقدّم في حرف التاء أَنه التؤرور بالتاء؛ عن الفارسي.
  ثبر: ثَبَرَه يَثْبُرُه ثَبْراً وثَبْرَةً، كلاهما: حَبَسَه؛ قال:
  بنَعْمانَ لم يُخْلَقْ ضعيفاً مُثَبَّراً
  وثَبَرَه على الأَمر يَثْبُرُه: صرفه.
  والمُثَابَرَةُ على الأَمر: المواظبة عليه.
  وفي الحديث: مَنْ ثابَرَ على ثَنْتي عَشْرَةَ رَكْعَةً من السُّنَّةِ؛ المثابَرةُ: الحِرْصُ على الفعل والقول وملازمتهما.
  وثابَرَ على الشيء: واظب.
  أَبو زيد: ثَبَرْتُ فلاناً عن الشيء أَثْبُرُه رَدَدْتُه عنه.
  وفي حديث أَبي موسى: أَتَدْرِي ما ثَبَرَ الناس؟ أَي ما الذي صدّهم ومنعهم من طاعة الله، وقيل: ما أَبطأَ بهم عنها.
  والثُّبْرُ: الحَبْسُ.
  وقوله تعالى: وإِنِّي لأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً؛ قال الفرّاء: أَي مغلوباً ممنوعاً من الخير؛ ابن الأَعرابي: المثبور الملعون المطرود المعذب.
  وثَبَرَه عن كذا يَثْبُرُه، بالضم، ثَبْراً أَي حبسه؛ والعرب تقول: ما ثَبَرَك عن هذا أَي ما منعك منه وما صرفك عنه؟ وقال مجاهد: مَثْبُوراً أَي هالكاً.
  وقال قتادة في قوله: هُنالِكَ ثُبوراً؛ قال: ويلاً وهلاكاً.
  ومَثَلُ العَرَبِ: إِلى أُمِّه يَأْوِي مَن ثُبِرَ أَي من أُهْلِكَ.
  والثُّبُورُ: الهلاك والخسران والويل؛ قال الكميت:
  ورَأَتْ قُضاعَةُ، في الأَيامِنِ ... رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ
  أَي مخسور وخاسر، يعني في انتسابها إِلى اليمن.
  وفي حديث الدعاء: أَعوذ بك من دَعْوَة الثُّبُورِ؛ هو الهلاك، وقد ثَبَرَ يَثْبُرُ ثُبُوراً.
  وثَبَرَه الله: أَهلكه إِهلاكاً لا ينتعش، فمن هنالك يدعو أَهل النار: وا ثُبُوراه فيقال لهم: لا تدْعوا اليوم ثُبُوراً واحداً وادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً.
  قال الفرّاء: الثُّبُور مصدر ولذلك قال ثُبُوراً كَثيراً لأَن المصادر لا تجمع، أَلا ترى أَنك تقول قعدت قعوداً طويلاً وضربته ضرباً كثيراً؟ قال: وكأَنهم دعوا بما فعلوا كما يقول الرجل: وَا نَدامتَاه وقال الزجاج في قوله: دعوا هنالك ثبوراً؛ بمعنى هلاكاً، ونصبه على المصدر كأَنهم قالوا ثبرنا ثبوراً، ثم قال لهم: لا تدعوا اليوم ثبوراً، مصدر فهو للقليل والكثير على لفظ واحد.
  وثَبَرَ البحرُ: جَزَرَ.
  وتَثَابَرَتِ الرجالُ في الحرب: تواثبت.
  والمَثْبِرُ، مثال المجلس: الموضعُ الذي تلد فيه المرأَةُ وتضع الناقةُ، من الأَرض، وليس له فعل، قال ابن سيده: أُرى أَنما هو من باب المخْدَع.
  وفي الحديث: أَنهم وجدوا الناقة المُنْتِجَةَ تفحص في مثبرها؛ وقال نُصَير: مَثْبِرُ الناقة أَيضاً حيث تُعَضَّى وتُنْحَرُ؛ قال أَبو منصور: وهذا صحيح ومن العرب مسموع، وربما قيل لمجلس الرجل: مَثْبِرٌ.
  وفي حديث حكيم بن حزام: أَنَّ أُمه ولدته في الكعبة وأَنه حمل في نِطَعٍ وأُخذ ما تحت مَثْبِرِها فغسل عند حوض زمزم؛ المَثْبِرُ: مَسْقَطُ