لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 123 - الجزء 4

  إِني لأَعْظُمُ في صَدْرِ الكَمِيِّ، على ... ما كانَ فيَّ مِنَ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ

  أَعاد المعنيين لاختلاف اللفظين، كما قال:

  وهِنْدٌ أَتَى من دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ

  الجوهري: وجَنْدَرْتُ الكتاب إِذا أَمررت القَلَم على ما دَرَسَ منه ليتبين؛ وكذلك الثوب إِذا أَعدت وَشْيَه بعدما كان ذهب، قال: وأَظنه معرّباً.

  جذر: جَذَرَ الشيءَ يَجْذُرُه جَذْراً: قطعه واستأْصله.

  وجَذْرُ كل شيء: أَصلُه.

  والجَذْرُ: أَصل اللسان وأَصلُ الذَّكَرِ وأَصل كل شيء.

  وقال شمر: إِنه لَشَدِيدُ جَذْرِ اللسان وشديد جَذْرِ الذكَر أَي أَصله؛ قال الفرزدق:

  رَأَتْ كَمَراً مثل الجَلامِيد أَفْتَحَتْ ... أَحالِيلَها، حتى اسْمَأَدَّتْ جُذورُها

  وفي حديث حذيفة بن اليمان: نزلت الأَمانَةُ في جَذْر قلوب الرجال أَي في أَصلها؛ الجَذْرُ: الأَصلُ من كل شيء؛ وقال زهير يصف بقرة وحشية:

  وسامِعتَيْنِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما ... إِلى جَذْرِ مَدْلُوكِ الكُعُوبِ مُحَدَّدِ

  يعني قرنها.

  وأَصلُ كل شيء: جَذْرُه، بالفتح؛ عن الأَصمعي، وجِذره، بالكسر؛ عن أَبي عمرو.

  أَبو عمرو: الجذر، بالكسر، والأَصمعي بالفتح.

  وقال ابن جَبَلَةَ: سأَلت ابن الأَعرابي عنه فقال: هو جَذْرٌ، قال: ولا أَقول جِذْرٌ، قال: والجَذْر أَصل حِسابٍ ونَسَبٍ.

  والجَذْرُ: أَصلُ شجر ونحوه.

  ابن سيده: وجَذْرُ كل شيء أَصله، وجَذْرُ العُنُقِ: مَغْرِزُها؛ عن الهجري؛ وأَنشد:

  تَمُجُّ ذَفَارِيهنَّ ماءً كَأَنَّه ... عَصِيمٌ، على جَذْرِ السَّوالِفِ، مُغْفُرُ

  والجمع جُذُورٌ.

  والحسابُ الذي يقال له عَشَرَةٌ في عَشَرَة وكذا في كذا تقول: ما جَذْرُه أَي ما يبلغ تمامه؟ فتقول: عَشَرَةٌ في عشرة مائةٌ، وخمسة في خمسة خمسةٌ وعشرون، أَي فَجَذْرُ مائة عَشَرَةٌ وجَذْرُ خمسةٍ وعشرين خمسةٌ.

  وعشرةٌ في حساب الضَّرْبِ: جَذْرُ مائة ابنُ جَنَبَةَ.

  الجَذْرُ جَذْرُ الكلام وهو أَن يكون الرجل محكماً لا يستعين بأَحد ولا يردّ عليه أَحد ولا يعاب فيقال: قاتَلَه الله كيف يَجْذِرُ في المجادلة؟ وفي حديث الزبير: احْبِس الماءَ حتى يبلغ الجَذْرَ؛ يريد مَبْلَغَ تمامِ الشُّرْبِ من جَذْرِ الحساب وهو، بالفتح والكسر، أَصل كل شيء؛ وقيل: أَراد أَصل الحائط، والمحفوظ بالدال المهملة، وقد تقدّم.

  وفي حديث عائشة: سأَلتُه عن الجَذْرِ، قال: هو الشَّاذَرْوانُ الفارِغُ من البناء حولَ الكعبة.

  والمُجَذَّرُ: القصير الغليظُ الشَّثْنُ الأَطرافِ، وزاد التهذيب: من الرجال؛ قال:

  إِنَّ الخِلافةَ لم تَزَلْ مَجْعُولَةً ... أَبداً على جاذِي اليَدَيْنِ مُجَذَّرِ

  وأَنشد أَبو عمرو:

  البُحْتُر المُجَذَّر الزَّوَّال

  يريد في مشيته، والأُنثى بالهاء، والجَيْذَرُ مثله؛ قال ابن بري: هذا العجز أَنشده الجوهري وزعم أَن أَبا عمرو أَنشده، قال: والبيت كله مغير والذي أَنشده أَبو عمرو لأَبي السَّوداءِ العِجْلِيِّ وهو:

  البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ

  وقبله:

  تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ ... لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ،

  البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ،