[فصل الجيم]
  وإِنما نهاهم عنها لأَنه كَرِه لهم إِدْمانَ أَكل اللحوم وجعلَ لها ضَراوَةً كضراوة الخمر أَي عادة كعادتها، لأَن من اعتاد أَكل اللحوم أَسرف في النفقة، فجعل العادة في أَكل اللحوم كالعادة في شرب الخمر، لما في الدوام عليها من سَرَفِ النفقة والفساد.
  يقال: أَضْرَى فلان في الصيد وفي أَكل اللحم إِذا اعتاده ضراوة.
  وفي الصحاح: المَجازِرُ يعني نَدِيَّ القوم وهو مُجْتَمَعَهُم لأَن الجَزُورَ إِنما تنحر عند جمع الناس.
  قال ابن الأَثير: نهى عن أَماكن الذبح لأَن إِلْفَها ومُداوَمَةَ النظر إِليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي القلب ويذهب الرحمة منه.
  وفي حديث آخر: أَنه نهى عن الصلاة في المَجْزَرَةِ والمَقْبُرَة.
  والجِزَرُ والجَزَرُ: معروف، هذه الأَرُومَةُ التي تؤكل، واحدتها جِزَرَةٌ وجَزَرَةٌ؛ قال ابن دريد: لا أَحسبها عربية، وقال أَبو حنيفة: أَصله فارسي.
  الفرّاء: هو الجَزَرُ والجِزَرُ للذي يؤكل، ولا يقال في الشاء إِلا الجَزَرُ، بالفتح.
  الليث: الجَزيرُ، بلغة أَهل السواد، رجل يختاره أَهل القرية لما ينوبهم من نفقات من ينزل به من قِبَل السلطان؛ وأَنشد:
  إِذا ما رأَونا قَلَّسوا من مَهابَةٍ ... ويَسْعى علينا بالطعامِ جَزِيرُها
  جسر: جَسَرَ يَجْسُرُ جُسُوراً وجَسارَةً: مضى ونفَذ.
  وجَسَرَ على كذا يَجْسُر جَسارَةً وتَجاسَر عليه؛ أَقدم.
  والجَسُورُ: المِقْدامُ.
  ورجل جَسْر وجَسُورٌ: ماضٍ شجاعٌ، والأُنثى جَسْرَةٌ وجَسُورٌ وجَسُورَةٌ.
  ورجل جَسْرٌ: جسيمٌ جَسُورٌ شجاع.
  وإِن فلاناً لَيُجَسَّرُ فلاناً أَي يُشَجِّعُه.
  وفي حديث الشَّعْبِيِّ: أَنه كان يقول لسيفه: اجْسُرْ جَسَّارُ، هو فعَّال من الجَسَارة وهي الجَراءَةُ والإِقدام على الشيء.
  وجَمَلٌ جَسْرٌ وناقة جَسْرَة ومُتَجاسِرَة: ماضية.
  قال الليث: وقَلَّما يقال جمل جَسْرٌ؛ قال:
  وخَرَجَت مائِلَةَ التَّجاسُرِ
  وقيل: جمل جَسْرٌ طويل، وناقة جَسْرَة طويلة ضَخْمَةٌ كذلك.
  والجَسْرُ، بالفتح: العظيم من الإِبل وغيرها، والأُنثى جَسْرَة، وكلُّ عضْوٍ ضَخْمٍ: جَسْرٌ؛ قال ابن مقبل:
  هَوْجاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ
  أَي ضخم؛ قال ابن سيده: هكذا عزاه أَبو عبيد إِلى ابن مقبل، قال: ولم نجده في شعره.
  وتَجاسَرَ القوم في سيرهم؛ وأَنشد:
  بَكَرَتْ تَجاسَرُ عن بُطونِ عُنَيْزَةٍ
  أَي تسير؛ وقال جرير:
  وأَجْدَرَ إِنْ تَجاسَرَ ثم نادَى ... بِدَعْوَى: يَالَ خِنْدِفَ أَن يُجَابا
  قال: تَجاسَرَ تطاول ثم رفع رأْسه.
  وفي النوادر: تَجَاسَر فلان لفلان بالعصا إِذا تحرك له.
  ورجل جَسْرٌ: طويل ضخم؛ ومنه قيل للناقة: جَسْرٌ.
  ابن السكيت: جَسَرَ الفَحْلُ وفَدَرَ وجَفَرَ إِذا ترك الضِّراب؛ قال الراعي:
  تَرَى الطَّرِفَاتِ العُبْطَ من بَكَراتِها ... يَرُعْنَ إِلى أَلواحِ أَعْيَسَ جاسِرِ
  وجارية جَسْرَةُ الساعدين أَي ممتلئتهما؛ وأَنشد:
  دارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ
  والجَسْرُ والجِسْرُ: لغتان، وهو القنطرة ونحوه مما يعبر عليه، والجمع القليل أَجْسُرٌ؛ قال:
  إِن فِرَاخاً كَفِراخِ الأَوْكُرِ ... بِأَرْضِ بَغْدادَ، وَراءَ الأَجْسُرِ