لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 137 - الجزء 4

  والكثير جُسُورٌ. وفي حديث نَوْفِ بن مالك قال: فوقع عُوجٌ على نيل مصر فجسَرَهُمْ سَنَةً أَي صار لهم جِسْراً يَعْبُرونَ عليه، وتفتح جيمه وتكسر.

  وجَسْرٌ: حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلان.

  وبنو القَيْنِ بن جُسَير: قَوْمٌ أَيضاً.

  وفي قُضاعَة جَسْرٌ من بني عمران بن الحَافِ، وفي قيس جَسْرٌ آخرُ وهو جَسْرُ بن مُحارب بن خَصَفَةَ؛ وذكرهما الكميت فقال:

  تَقَشَّفَ أَوْباشُ الزَّعانِفِ حَوْلَنا ... قَصِيفاً، كأَنَّا من جُهَيْنَةَ أَوْ جَسْرِ

  وما جَسْرَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أَبْتَغِي ... ولكِنْ أَبا القَيْنِ اعْتَدَلْنا إِلى الجَسرِ

  جشر: الجَشَر: بَقْلُ الربيع.

  وجَشَرُوا الخَيْلَ وجَشَّروها: أَرْسَلُوها في الجَشْرِ.

  والجَشْرُ: أَن يخرجوا بخيلهم فَيَرْعَوْها أَمام بيوتهم.

  وأَصبحوا جَشْراً وجَشَراً إِذا كانوا يَبِيتُون مكانهم لا يرجعون إِلى أَهليهم.

  والجَشَّار: صاحبُ الجَشَرِ.

  وفي حديث عثمان، ¥، أَنه قال: لا يغرّنكم جَشَرُكُمْ من صلاتكم فإِنما يَقْصُرُ الصلاةَ من كان شاخصاً أَو يَحْضُرُه عدوّ.

  قال أَبو عبيد: الجَشَرُ القومُ يخرجون بدوابهم إِلى المرعى ويبيتون مكانهم ولا يأْوون إِلى البيوت، وربما رأَوه سفراً فقصروا الصلاة فنهاهم عن ذلك لأَن المُقَامَ في المرعى وإِن طال فليس بسفر.

  وفي حديث ابن مسعود: يا مَعْشَرَ الجُشَّارِ لا تغتروا بصلاتكم؛ الجُشَّار جمع جاشِرٍ.

  وفي الحديث: ومنا من هو في جَشْرَةٍ.

  وفي حديث أَبي الدرداء: من ترك القرآن شهرين فلم يقرأْه فقد جَشَرَه أَي تباعد عنه.

  يقال: جَشَرَ عن أَهله أَي غاب عنهم.

  الأَصمعي: بنو فلان جَشَرٌ إِذا كانوا يبيتون مكانهم لا يأْوون بيوتهم، وكذلك مال جَشَرٌ لا يأْوي إِلى أَهله.

  ومال جَشَرٌ: يرعى في مكانه لا يؤوب إِلى أَهله.

  وإِبل جُشَّرٌ: تذهب حيث شاءت، وكذلك الحُمُرُ؛ قال:

  وآخرونَ كالحمير الجُشَّرِ

  وقوم جُشْرٌ وجُشَّرٌ: عُزَّابٌ في إِبلهم.

  وجَشَرْنا دوابَّنا: أَخرجناها إِلى المرعى نَجْشُرُها جَشْراً، بالإِسكان، ولا نَرُوحُ.

  وخيل مُجَشَّرةٌ بالحِمَى أَي مَرْعِيَّة.

  ابن الأَعرابي: المُجَشَّرُ الذي لا يرعى قُرْبَ الماء؛ والمنذري: الذي يرعى قرب الماء؛ أَنشد ابن الأَعرابي لابن أَحمر في الجَشْرِ:

  إِنَّكَ لو رأَيتَني والقَسْرَا ... مُجَشِّرِينَ قد رَعَينا شَهْرَا

  لم تَرَ في الناسِ رِعاءً جَشْرَا ... أَتَمَّ مِنَّا قَصَباً وسَيْرَا

  قال الأَزهري: أَنشدنيه المنذري عن ثعلب عنه.

  قال الأَصمعي: يقال: أَصبح بنو فلان جَشَراً إِذا كانوا يبيتون في مكانهم في الإِبل ولا يرجعون إِلى بيوتهم؛ قال الأَخطل:

  تَسْأَلُه الصُّبْرُ من غَسَّانَ، إِذْ حَضَرُوا ... والحَزْنُ كَيْفَ قَراه الغِلْمَةُ الجَشَرُ

  الصُّبْرُ والحَزْنُ: قبيلتان من غسان.

  قال ابن بري: صواب إِنشاده: كيف قراك، بالكاف، لأَنه يصف قتل عمير بن الحُبَابِ وكَوْنَ الصُّبْر والحَزْنِ، وهما بطنان من غسان، يقولون له بعد موته وقد طافوا برأْسه: كيف قَراك الغِلْمَةُ الجَشَرُ؟ وكان يقول لهم: إِنما أَنتم جَشَرٌ لا أُبالي بكم، ولهذا يقول فيها مخاطباً لعبد الملك بن مروان: