لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 143 - الجزء 4

  والمُجْفَرُ: العظيم الجنبين من كل شيء.

  واسْتَجْفَرَ إِذا عظم؛ حكاه شمر وقال: جُفْرَةُ البطن باطِنُ المُجْرَئِشِّ.

  والجُفْرَةُ: جَوْفُ الصدر، وقيل: ما يجمع البطن والجنبين، وقيل: هو مُنحَنَى الضلوع، وكذلك هو من الفرس وغيره، وقيل: جُفْرَةُ الفرس وسَطُه، والجمع جُفَرٌ وجِفَارٌ.

  وجُفْرَةُ كل شيء: وسطه ومعظمه.

  وفَرَسٌ مُجْفَرٌ وناقة مُجْفَرَة أَي عظيمة الجُفْرةِ، وهي وسطه؛ قال الجَعْدِيُّ:

  فَتَآيا بِطَرِير مُرْهَفٍ ... جُفْرَةَ المَحْزِمِ مِنْه فَسَعَلْ

  والجُفْرَةُ: الحُفْرَةُ الواسعة المستديرة.

  والجُفَرُ: خُروق الدعائم التي تحفر لها تحت الأَرض.

  والجَفْرُ: البئر الواسعة التي لم تُطْوَ، وقيل: هي التي طوي بعضها ولم يطو بعض، والجمع جِفَارٌ؛ ومنه جَفْرُ الهَبَاءَةِ، وهو مُسْتَنْقَع ببلاد غَطَفَان.

  والجُفْرَةُ، بالضم: سَعَةٌ في الأَرض مستديرة، والجمعُ جِفَارٌ مثل بُرْمَةٍ وبرام، ومنه قيل للجوف: جُفْرةٌ.

  وفي حديث طلحة: فوجدناه في بعض تلك الجِفَارِ، وهو جمع جُفْرة، بالضم.

  وفي الحديث ذكر جُفرة، بضم الجيم وسكون الفاء، جفرة خالد من ناحية البصرة تنسب إِلى خالد بن عبد الله بن أَسِيدٍ، لها ذكر في حديث عبد الملك بن مروان.

  والجَفِيرُ: جَعْبَة من جلود لا خشب فيها أَو من خشب لا جلد فيها.

  والجَفِيرُ أَيضاً: جَعْبَةٌ من جلود مشقوقة في جنبها، يُفعل ذلك بها ليدخلها الريح فلا يأْتكل الريش.

  الأَحمر: الجَفِير والجَعْبَةُ الكِنَانة.

  الليث: الجَفِير شبه الكنانة إِلا أَنه واسعٌ أَوسعُ منها يجعل فيه نُشَّابٌ كثير.

  وفي الحديث: من اتخذ قوساً عربية وجَفِيرَها نفى الله عنه الفقر؛ الجَفير: الكنانة والجَعْبة التي تجعل فيها السهام، وتخصيصُ القِسِيِّ العربية كراهيةَ زِيِّ العجم.

  وجَفَرَ الفحلُ يَجْفُر، بالضم، جُفُوراً: انقطع عن الضِّراب وقَلَّ ماؤه، وذلك إِذا أَكثر الضراب حتى حَسَرَ وانقطع وعَدَلَ عنه.

  ويقال في الكبش: رَبَضَ ولا يقال جَفَرَ.

  ابن الأَعرابي: أَجْفَرَ الرجلُ وجَفَرَ وجَفَّرَ واجْتَفَرَ إِذا انقطع عن الجماع، وإِذا ذَلَّ قيل: قد اجْتَفَرَ.

  وأَجْفَرَ الرجلُ عن المرأَة: انقطع.

  وجَفَّرَه الأَمرُ عنه: قَطَعَه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

  وتُجْفِروا عن نساء قَدْ تَحِلُّ لَكُمْ ... وفي الرُّدَيْنِيِّ والْهِنْدِيِّ تَجْفِيرُ

  أَي أَن فيهما من أَلم الجراح ما يُجَفِّرُ الرجلَ عن المرأَة، وقد يجوز أَن يعني به إِماتتهما إِياهم لأَنه إِذا مات فقد جَفَرَ.

  وطعام مَجْفَرٌ ومَجْفَرَةٌ؛ عن اللحياني: يقطع عن الجماع.

  ومن كلام العرب: أَكلُ البِطِّيخ مَجْفَرَةٌ.

  وفي الحديث أَنه قال لعثمان بن مظعون: عليك بالصوم فإِنه مَجْفَرَةٌ؛ أَي مَقْطَعَةٌ للنكاح.

  وفي الحديث أَيضاً: صُوموا ووَفِّرُوا أَشْعاركم⁣(⁣١).

  فإِنها مَجْفَرَةٌ.

  قال أَبو عبيد: يعني مَقْطَعَة للنكاح ونقصاً للماء.

  ويقال للبعير إِذا أَكثر الضراب حتى ينقطع: قد جَفَرَ يَجْفِرُ جُفُوراً، فهو جافر؛ وقال ذو الرمة في ذلك:

  وقد عَارَضَ الشِّعْرى سُهَيْلٌ، كَأَنَّه ... قَرِيعُ هَجانٍ، عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ

  وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: أَنه رأَى رجلاً


(١) قوله: [ووفروا أشعاركم] يعني شعر العانة. وفي رواية فإِنه أَي الصوم مجفر، بصيغة اسم الفاعل من أجفر، وهذا أَمر لمن لا يجد أهبة النكاح من معشر الشباب، كذا بهامش النهاية.