لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 152 - الجزء 4

  البئرَ حتى جَهَر أَي بَلَغ الماءَ، وقيل: جَهَرها أَخرج ما فيها من الحَمْأَةِ والماء.

  الجوهري: جَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها أَي نَقَّيْتُها وأَخرجتُ ما فيها من الحمأَة، قال الأَخفش: تقول العرب جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ إِذا كان ماؤُها قد غُطِّيَ بالطِّين فَنُقِّي ذلك حتى يظهر الماء ويصفو.

  وفي حديث عائشة، ووَصَفَتْ أَباها، ®، فقالت: اجْتَهَرَ دَفْنَ الرَّواء؛ الاجْتِهارُ: الاستخراج، تريد أَنه كَسَحَها.

  يقال: جَهَرْتُ البئرَ واجْتَهَرْتها إِذا كَسَحْتها إِذا كانت مُنْدَفِنَةً؛ يقال: ركيةٌ دَفينٌ ورَكايا دُفُنٌ، والرَّواءُ: الماءُ الكثير، وهذا مثل ضربته عائشة، ^، لإِحكامه الأَمر بعد انتشاره، شبهته برجل أَتى على آبار مندفنة وقد اندفن ماؤُها، فنزحها وكسحها وأَخرج ما فيها من الدفن حتى نبع الماء.

  وفي حديث خيبر: وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه؛ أَي استخرجوه وأَكلوه.

  وجَهَرْتُ البئر إِذا كانت مندفنة فأَخرجت ما فيها.

  والمَجْهُورُ: الماء الذي كان سُدْماً فاستسقى منه حتى طاب؛ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ:

  قد حَلأَتْ ناقَتِي بَرْدٌ وصِيحَ بها ... عن ماءِ بَصْوَةَ يوماً، وهْوَ مَجْهُورُ

  وحَفَرُوا بئراً فَأَجْهَرُوا: لم يصيبوا خيراً.

  والعينُ الجَهْراءُ: كالجاحظَة؛ رجل أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ.

  والأَجْهَرُ من الرجال: الذي لا يبصر في الشمس، جَهِرَ جَهَراً، وجَهَرَتْه الشمسُ: أَسْدَرَتْ بَصَرَه.

  وكبشٌ أَجْهَرُ ونَعْجَةٌ جَهْراءُ: وهي التي لا تبصر في الشمس؛ قال أَبو العيال الهذليُّ يصف مَنيحَةً منحه إِياها بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَليُّ:

  جَهْراءُ لا تأْلو إِذا هي أَظْهَرَتْ ... بَصَراً، ولا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنيني

  هذا نص ابن سيده وأَورده الأَزهري عن الأَصمعي وما عزاه لأَحد وقال: قال يصف فرساً يعني الجَهْراءَ؛ وقال أَبو منصور: أُرى هذا البيت لبعض الهُذَلِيين يصف نعجة؛ قال ابن سيده: وعمَّ به بعضهم.

  وقال اللحياني: كُلُّ ضعيف البصر في الشمس أَجْهَرُ؛ وقيل: الأَجهر بالنهار والأَعشى بالليل.

  والجُهْرَةُ: الحَوَلَةُ، والأَجْهَرُ: الأَحْوَلُ.

  رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ، والاسم الجُهْرَةُ؛ أَنشد ثعلب للطرماح:

  على جُهْرَةٍ في العينِ وهو خَدوجُ

  والمُتَجاهر: الذي يريك أَنه أَجْهَرُ؛ وأَنشد ثعلب:

  كالنَّاظِر المُتَجاهر

  وفرس أَجْهَرُ: غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه.

  والجَهْوَرُ: الجَريءُ المُقْدِمُ الماضي.

  وجَهَرْنا الأَرض إِذا سلكناها من غير معرفة.

  وجَهَرْنا بني فلان أَي صَبَّحْناهُم على غِرَّةٍ.

  وحكي الفرّاء: جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا مَخَضْته.

  ولَبَنٌ جَهِيرٌ: لم يُمْذَقْ بماء.

  والجَهِيرُ: اللبن الذي أُخرج زُبْدُه، والثَّمِيرُ: الذي لم يخرج زبده، وهو التَّثْمِير.

  ورجل مِجْهَرٌ، بكسر الميم، إِذا كان من عادته أَن يَجْهَر بكلامه.

  والمُجاهَرَةُ بالعداوة: المُبادَأَةَ بها.

  ابن الأَعرابي: الجَهْرُ قِطْعَةٌ من الدهرِ، والجَهْرُ السَّنَةُ التامَّةُ؛ قال: وحاكم أَعرابي رجلاً إِلى القاضي فقال: بِعْتُ منه غُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عني؛ قال ابن الأَعرابي: مُذْ قِطْعَةٍ من الدهر.

  والجَوْهَرُ: معروف، الواحدةُ جَوْهَرَةٌ.

  والجَوْهَرُ: كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به.

  وجَوْهَرُ كُلِّ شيء: ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه؛ قال ابن سيده: وله تحديد لا يليق بهذا الكتاب،