لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 224 - الجزء 4

  قال أَبو ذؤيب:

  وقد طُفْتُ من أَحْوالِهَا وأَرَدْتُها ... لِوَصْلٍ، فأَخْشَى بَعْلَها وأَهَابُها

  ثلاثةَ أَعْوَامٍ، فلما تَجَرَّمَتْ ... تَقَضَّى شَبابِي، واسْتَحارَ شبابُها

  قال ابن بري: تجرّمت تكملت السنون.

  واستحار شبابها: جرى فيها ماء الشباب؛ قال الأَصمعي: استحار شبابها اجتمع وتردّد فيها كما يتحير الماء؛ وقال النابغة الذبياني وذكر فرج المرأَة:

  وإِذا لَمَسْتَ، لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثِماً ... مُتَحَيِّراً بِمكانِه، مِلْءَ اليَدِ⁣(⁣١)

  والحَيْرُ: الغيم ينشأُ مع المطر فيتحير في السماء.

  وتَحَيَّر السحابُ: لم يتجه جِهَةً.

  الأَزهري: قال شمر والعرب تقول لكل شيء ثابت دائم لا يكاد ينقطع: مُسْتَحِيرٌ ومُتَحَيِّرٌ؛ وقال جرير:

  يا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بِعَارِضٍ ... فَخْمِ الكَتائِبِ، مُسْتَحِيرِ الكَوْكَبِ

  قال ابن الأَعرابي: المستحير الدائم الذي لا ينقطع.

  قال: وكوكب الحديد بريقه.

  والمُتَحيِّرُ من السحاب: الدائمُ الذي لا يبرح مكانه يصب الماء صبّاً ولا تسوقه الريح؛ وأَنشد:

  كَأَنَّهُمُ غَيْثٌ تَحَيَّر وابِلُه

  وقال الطرماح:

  في مُسْتَحِيرِ رَدَى المَنُونِ ... ومُلْتَقَى الأَسَل النَّواهِل

  قال أَبو عمرو: يريد يتحير الردى فلا يبرح.

  والحائر: الوَدَكُ: ومَرَقَةٌ مُتَحَيَّرَةٌ: كثيرة الإِهالَةِ والدَّسَمِ.

  وتَحَيَّرَتِ الجَفْنَةُ: امتلأَت طعاماً ودسماً؛ فأَما ما أَنشده الفارسي لبعض الهذليين:

  إِمَّا صَرَمْتِ جَدِيدَ الحِبالِ ... مِنِّي، وغَيَّرَكِ الأَشْيَبُ

  فيا رُبَّ حَيْرَى جَمادِيَّةٍ ... تَحَدَّرَ فيها النَّدَى السَّاكِبُ

  فإِنه عنى روضة متحيرة بالماء.

  والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ، وجمعها مَحارٌ؛ قال ذو الرمة

  فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحَارَا

  أَراد: ما في المحار.

  وفي حديث ابن سيرين في غسل الميت: يؤخذ شيء من سِدْرٍ فيجعل في مَحارَةٍ أَو سُكُرُّجَةٍ؛ قال ابن الأَثير: المَحارَةُ والحائر الذي يجتمع فيه الماء، وأَصل المَحْارَةِ الصدفة، والميم زائدة.

  ومَحارَةُ الأُذن: صدفتها، وقيل: هي ما أَحاط بِسُمُومِ الأُذُنِ من قَعْرِ صَحْنَيْها، وقيل: مَحارَةُ الأُذن جوفها الظاهر المُتَقَعِّرُ؛ والمحارة أَيضاً: ما تحت الإِطارِ، وقيل: المحارة جوف الأُذن، وهو ما حول الصِّماخ المُتَّسِعِ.

  والمَحارَةُ: الحَنَكُ وما خَلْفَ الفَراشَةِ من أَعلى الفم.

  والمحارة: مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلى الخياشيم.

  والمَحارَةُ: النُّقْرَةُ التي في كُعْبُرَةِ الكَتِف.

  والمَحارَةُ: نُقْرَةُ الوَرِكِ.

  والمَحارَتانِ: رأْسا الورك المستديران اللذان يدور فيهما رؤوس الفخذين.

  والمَحارُ، بغير هاء، من الإِنسان: الحَنَكُ، ومن الداية حيث يُحَنِّكُ البَيْطارُ.

  ابن الأَعرابي: مَحارَةُ الفرس أَعلى فمه من باطن.

  وطريق مُسْتَحِيرٌ: يأْخذ في عُرْضِ مَسَافَةٍ لا يُدرى أَين مَنْفَذُه؛ قال:

  ضاحِي الأَخادِيدِ ومُسْتَحِيرِه ... في لاحِبٍ يَرْكَبْنَ ضِيفَيْ نِيرِه

  واستحار الرجل بمكان كذا ومكان كذا: نزله أَياماً.


(١) في ديوان النابغة: متحيِّزاً.