لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الياء المثناة تحتها]

صفحة 220 - الجزء 1

  الأَعرابي، ¦:

  لا تَرِدَنَّ الماءَ، إلَّا آيِبَه ... أَخشَى عليكَ مَعْشَراً قَراضِبَه،

  سودَ الوجُوه، يأْكُلونَ الآهِبَه

  والآهِبةُ: جمع إهابٍ.

  وقد تقدَّم.

  والتَّأْوِيبُ في السَّيْرِ نَهاراً نظير الإِسْآدِ في السير ليلاً.

  والتَّأْوِيبُ: أَن يَسِيرَ النهارَ أَجمع ويَنْزِلَ الليل.

  وقيل: هو تَباري الرِّكابِ في السَّير.

  وقال سلامةُ بن جَنْدَلٍ: يَوْمانِ:

  يومُ مُقاماتٍ وأَنْدِيَةٍ ... ويومُ سَيْرٍ إلى الأَعْداءِ، تَأْوِيب

  التَأْوِيبُ في كلام العرب: سَيرُ النهارِ كلِّه إلى الليل.

  يقال: أَوَّبَ القومُ تَأْوِيباً أَي سارُوا بالنهار، وأَسْأَدُوا إذا سارُوا بالليل.

  والأَوْبُ: السُّرْعةُ.

  والأَوْبُ: سُرْعةُ تَقْلِيبِ اليَدَيْن والرجلين في السَّيْر.

  قال:

  كأَنَّ أَوْبَ مائحِ ذِي أَوْبِ ... أَوْبُ يَدَيْها بِرَقاقٍ سَهْبِ

  وهذا الرجز أَورد الجوهريُّ البيتَ الثاني منه.

  قال ابن بري: صوابه أَوْبُ، بضم الباء، لأَنه خبر كان.

  والرِّقاقُ: أَرضٌ مُسْتَوِيةٌ ليِّنةُ التُّراب صُلْبةُ ما تحتَ التُّراب.

  والسَّهْبُ: الواسِعُ؛ وصَفَه بما هو اسم الفلاةِ، وهو السَّهْبُ.

  وتقول: ناقةٌ أَؤُوبٌ، على فَعُولٍ.

  وتقول: ما أَحْسَنَ أَوْبَ دَواعِي هذه الناقةِ، وهو رَجْعُها قوائمَها في السير، والأَوْبُ: تَرْجِيعُ الأَيْدِي والقَوائِم.

  قال كعبُ بن زهير:

  كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها، وقد عَرِقَتْ ... وقد تَلَفّعَ، بالقُورِ، العَساقِيلُ

  أَوْبُ يَدَيْ ناقةٍ شَمْطاءَ، معْوِلةٍ ... ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ

  قال: والمُآوَبةُ: تَباري الرِّكابِ في السير.

  وأَنشد:

  وإنْ تُآوِبْه تَجِدْه مِئْوَبا

  وجاؤُوا من كلّ أَوْبٍ أَي مِن كُلِّ مآبٍ ومُسْتَقَرٍّ.

  وفي حديث أنس، ¥: فَآبَ إلَيه ناسٌ أَي جاؤُوا إليه من كل ناحيَةٍ.

  وجاؤُوا مِنْ كُلّ أَوْبٍ أَي من كل طَريقٍ ووجْه وناحيةٍ.

  وقال ذو الرمة يصف صائداً رمَى الوَحْشَ:

  طَوَى شَخْصَه، حتى إذا ما تَوَدَّفَتْ ... على هِيلةٍ، مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، نِفَالها

  على هِيلةٍ أَي على فَزَعٍ وهَوْلٍ لما مَرَّ بها من الصَّائِد مرَّةً بعدَ أُخرى.

  مِنْ كلِّ أَوْبٍ أَي من كل وَجْه، لأَنه لا مكمن لها من كل وَجْه عن يَمينها وعن شِمالها ومن خَلْفِها.

  ورَمَى أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ.

  ورَمَيْنا أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي رِشْقاً أَو رِشْقَيْن.

  والأَوْبُ: القَصْدُ والاسْتِقامةُ.

  وما زالَ ذلك أَوْبَه أَي عادَتَه وهِجِّيراه، عن اللحياني.

  والأَوْبُ: النَّحْلُ، وهو اسم جَمْع كأَنَّ الواحِدَ آيِبٌ.

  قال الهذليُّ:

  رَبَّاءُ شَمَّاء، لا يَأْوِي لِقُلَّتها ... إلَّا السَّحابُ، وإلَّا الأَوْبُ والسَّبَلُ

  وقال أَبو حنيفة: سُمِّيت أَوْباً لإِيابِها إلى المَباءَة.

  قال: وهي لا تزال في مَسارِحِها ذاهِبةً وراجِعةً،