لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 221 - الجزء 1

  حتى إذا جَنَحَ الليلُ آبَتْ كُلُّها، حتى لا يَتَخَلَّف منها شيء.

  ومَآبةُ البِئْر: مثل مَباءَتِها، حيث يَجْتَمِع إليه الماءُ فيها.

  وآبَه اللَّه: أَبْعَدَه، دُعاءٌ عليه، وذلك إذا أَمَرْتَه بِخُطَّةٍ فَعَصاكَ، ثم وقَع فيما تَكْرَه، فأَتاكَ، فأَخبرك بذلك، فعند ذلك تقول له: آبَكَ اللَّه، وأَنشد⁣(⁣١):

  فآبَكَ، هَلَّا، واللَّيالِي بِغِرَّةٍ ... تُلِمُّ، وفي الأَيَّامِ عَنْكَ غُفُولُ

  وقال الآخر:

  فآبَكِ، ألَّا كُنْتِ آلَيْتِ حَلْفةً ... عَلَيْه، وأَغْلَقْتِ الرِّتاجَ المُضَبِّبا

  ويقال لمن تَنْصَحُه ولا يَقْبَلُ، ثم يَقَعُ فيما حَذَّرْتَه منه: آبَكَ، مثل وَيْلَكَ.

  وأَنشد سيبويه:

  آبَكَ، أيّه بِيَ، أَو مُصَدِّرِ ... مِنْ خُمُر الجِلَّةِ، جَأْبٍ حَشْوَرِ

  وكذلك آبَ لَك.

  وأَوَّبَ الأَدِيمَ: قَوَّرَه، عن ثعلب.

  ابن الأَعرابي: يقال أَنا عُذَيْقُها المُرَجَّبُ وحُجَيْرُها المُأَوَّبُ.

  قال: المُأَوَّبُ: المُدَوَّرُ المُقَوَّرُ المُلَمْلَمُ، وكلها أَمثال.

  وفي ترجمة جلب ببيت للمتنخل:

  قَدْ حالَ، بَيْنَ دَرِيسَيْه، مُؤَوِّبةٌ ... مِسْعٌ، لها، بعِضاه الأَرضِ، تَهْزِيزُ

  قال ابن بري: مُؤَوِّبةُ: رِيحٌ تأْتي عند الليل.

  وآبُ: مِن أَسماءِ الشهور عجمي مُعَرَّبٌ، عن ابن الأَعرابي.

  ومَآبُ: اسم موضِعٍ⁣(⁣٢) من أرض البَلْقاء.

  قال عبدُ اللَّه بن رَواحةَ:

  فلا، وأَبي مَآبُ لَنَأْتِيَنْها ... وإنْ كانَتْ بها عَرَبٌ ورُومُ

  أيب: ابن الأَثير في حديث عكرمة، ¥، قال: كان طالوتُ أَيَّاباً.

  قال الخطابي: جاءَ تفسيره في الحديث أَنه السَّقاءُ

فصل الباء الموحدة

  بأب: فَرَسٌ بُؤَبٌ: قَصير غليظُ اللَّحم فسيحُ الخَطْوِ بَعيدُ القَدْرِ.

  ببب: بَبَّةُ حكاية صو صبي.

  قالت هِنْدُ بنتُ أَبي سُفْيانَ تُرَقِّصُ ابْنها عبدَ اللَّه بنَ الحَرِث:

  لأُنْكِحَنَّ بَبَّه ... جارِيةً خِدَبَّه،

  مُكْرَمةً مُحَبَّه ... تَجُبُّ أَهلَ الكَعْبه

  أَي تَغْلِبُ نساءَ قُرَيْشٍ في حُسْنِها.

  ومنه قول الراجِز:

  جَبَّتْ نِساءَ العالَمينَ بالسَّبَبْ


(١) قوله [وأنشد] أي لرجل من بني عقيل يخاطب قلبه: فآبك هلَّا الخ. وأنشد في الأَساس بيتا قبل هذا:

أخبرني يا قلب أنك ذوعرا بليلي فذق ما كنت قبل تقول

(٢) قوله [اسم موضع] في التكملة مآب مدينة من نواحي البلقاء وفي القاموس بلد بالبلقاء.