لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 283 - الجزء 4

  ويروي عن ذَرِّيِّه يعني فِرِنْدَه منسوب إِلى الذَّرِّ الذي هو النمل الصغار، لأَن فرند السيف يشبه بآثار الذر؛ وبيت دُرَيْد يروى على الوجهين جميعاً:

  وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ... وطُول السُّرَى دُرِّيَّ عَضْب مُهَنَّدِ

  وذَرِّيَّ عضب.

  ودَرَرُ الطريق: قصده ومتنه، ويقال: هو على دَرَرِ الطريق أَي على مَدْرَجَتِه، وفي الصحاح: أَي على قصده.

  ويقال: دَارِي بِدَرَر دَارِك أَي بحذائها.

  إِذا تقابلتا، ويقال: هما على دَرَرٍ واحد، بالفتح، أَي على قصد واحد.

  ودَرَرُ الريح: مَهَبُّها؛ وهو دَرَرُك أَي حِذاؤك وقُبالَتُكَ.

  ويقال: دَرَرَك أَي قُبالَتَكَ؛ قال ابن أَحمر:

  كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها ... والقُفُّ مما تراه فَوْقَه دَرَرَا

  واسْتَدَرَّتِ المِعْزَى: أَرادت الفحل.

  الأُمَوِيُّ: يقال للمعزى إِذا أَرادت الفحل: قد اسْتَدَرَّت اسْتِدْراراً، وللضأْن: قد اسْتوْبَلَتِ اسِتيبالاً، ويقال أَيضاً: اسْتَذْرَتِ المِعْزَى اسْتِذْرَاءً من المعتل، بالذال المعجمة.

  والدَّرُّ: النَّفْسُ، ودفع الله عن دَرِّه أَي عن نَفْسه؛ حكاه اللحياني.

  ودَرُّ: اسم موضع؛ قالت الخنساء:

  أَلا يا لَهْفَ نَفْسِي بعدَ عَيْشٍ ... لنا، بِجُنُوبِ دَرَّ فَذي نَهِيقِ

  والدَّرْدَرَةُ: حكاية صوت الماء إِذا اندفع في بطون الأَودية.

  والدُّرْدُورُ: موضع في وسط البحر يجيش ماؤُه لا تكاد تَسْلَمُ منه السفينة؛ يقال: لَجَّجُوا فوقعوا في الدُّرْدُورِ.

  الجوهري: الدُّرْدُور الماء الذي يَدُورُ ويخاف منه الغرق.

  والدُّرْدُرُ: مَنْبِتُ الأَسنان عامة، وقيل: منبتها قبل نباتها وبعد سقوطها، وقيل: هي مغارزها من الصبي، والجمع الدَّرَادِر؛ وفي المثل: أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فكيف أَرجوك بِدُرْدُرٍ؟ قال أَبو زيد: هذا رجل يخاطب امرأَته يقول: لم تَقْبَلِي الأَدَبَ وأَنت شابة ذات أُشُرٍ في ثَغْرِكِ، فكيف الآن وقد أَسْنَنْتِ حتى بَدَتْ دَرَادِرُكِ، وهي مغارز الأَسنان؟.

  ودَرِدَ الرجلُ إِذا سقطت أَسنانه وظهرت دَرادِرُها، وجمعه الدُّرُدُ، ومثله: أَعْيَيْتَني من شُبَّ إِلى دُبَّ أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إِلى أَن دَبَبْتَ.

  وفي حديث ذي الثُدَيَّةِ المقتولِ بالنَّهْروان: كانت له ثُدَيَّةٌ مثل البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَج تجيء وتذهب، والأَصل تَتَدَرْدَرُ فحذفت إِحدى التاءين تخفيفاً؛ ويقال للمرأَة إِذا كانت عظيمة الأَليتين فإِذا مشت رجفتا: هي تدردر؛ وأَنشد:

  أُقْسِمُ، إِن لم تأْتِنا تَدَرْدَرُ ... لَيُقْطَعَنَّ من لِسانٍ دُرْدُرُ

  قال: والدُّرْدُرُ ههنا طَرف اللسان، ويقال: هو أَصل اللسان، وهو مَغْرِز السِّنِّ في أَكثر الكلام.

  ودَرْدَرَ البُسْرَةَ: دلكها بدُرْدُرِه ولاكَها؛ ومنه قول بعض العرب وقد جاءه الأَصمعي: أَتيتني وأَنا أُدَرْدِرُ بُسْرَة.

  ودَرَّايَةُ: من أَسماء النساء.

  والدَّرْدَارُ: ضرب من الشجر⁣(⁣١) معروف.

  وقولهم: دُه دُرَّيْنِ وسعدُ القَيْنُ، من أَسماء الكذب والباطل، ويقال: أَصله أَن سَعْدَ القَيْنَ


(١) قوله: [ضرب من الشجر] ويطلق أَيضاً على صوت الطبل كما في القاموس.