لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة فوقها]

صفحة 226 - الجزء 1

  ونَحَتْ لَه عَنْ أَرْزِ تَأْلَبَةٍ ... فِلْقٍ، فِراغِ مَعابِلٍ، طُحْلِ⁣(⁣١)

  قال شمر، قال بعضهم: الأَرْزُ ههنا القَوْسُ بعَيْنِها.

  قال: والتَّأْلَبَةُ: شجرة تُتَّخذ منها القِسِيُّ.

  والفِراغُ: النِّصالُ العِراضُ، الواحدُ فَرْغٌ.

  وقوله: نَحَتْ له يعني امْرأَةً تَحَرَّفَتْ له بِعَيْنِها فأَصابتْ فُؤَادَه.

  قال العجاج يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه:

  بِأَدَماتٍ قَطَواناً تَأْلَبا ... إذا عَلا رَأْسَ يَفاعٍ قَرَّبَا⁣(⁣٢)

  أدَماتٌ: أَرض يِعَيْنِها.

  والقَطَوانُ: الذي يُقارِب خُطاه.

  والتَّأْلَبُ: الغَلِيظُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ، شُبِّه بالتَّأْلَب، وهو شَجَرٌ تُسَوَّى مِنه القِسِيُّ العَرَبِيَّةُ.

  تبب: التَّبُّ: الخَسارُ.

  والتَّبابُ: الخُسْرانُ والهَلاكُ.

  وتَبّاً له، على الدُّعاءِ، نُصِبَ لأَنه مصدر محمول على فِعْلِه، كما تقول سَقْياً لفلان، معناه سُقِيَ فلان سَقْياً، ولم يجعل اسماً مُسْنَداً إلى ما قبله.

  وتَبّاً تَبيباً، على المُبالَغَةِ.

  وتَبَّ تَباباً وتَبَّبَه: قال له تَبّاً، كما يقال جَدَّعَه وعَقَّره.

  تقول تَبّاً لفلان، ونصبه على المصدر باضمار فعل، أَي أَلْزَمه اللَّه خُسْراناً وهَلاكاً.

  وتَبَّتْ يَداه تَبّاً وتَباباً: خَسِرتَا.

  قال ابن دريد: وكأَنَّ التَّبَّ المَصْدرُ، والتَّباب الاسْمُ.

  وتَبَّتْ يَداه: خَسِرتا.

  وفي التنزيل العزيز: تَبَّتْ يَدا أَبي لَهَبٍ أي ضَلَّتا وخَسِرَتا.

  وقال الراجز:

  أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقةٍ لم تُسْتَقَلْ ... تَبَّتْ يدا صافِقِها، ماذا فَعَلْ

  وهذا مَثَلٌ قِيل في مُشْتَري الفَسْوِ.

  والتَّبَبُ والتَّبابُ والتَّتْبِيبُ: الهَلاكُ.

  وفي حديث أَبي لَهَبٍ: تَبّاً لكَ سائرَ اليَوْمِ، أَلِهذا جَمَعْتَنا.

  التَّبُّ: الهَلاكُ.

  وتَتَّبُوهم تَتْبِيباً أَي أَهْلَكُوهم.

  والتَتْبِيبُ: النَّقْصُ والخَسارُ.

  وفي التنزيل العزيز: وما زادُوهم غير تَتْبِيبٍ؛ قال أَهل التفسير: ما زادُوهم غير تَخْسِير.

  ومنه قوله تعالى: وما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إلا في تَبابٍ؛ أَي ما كَيْدُه إلا في خُسْرانٍ.

  وتَبَّ إذا قَطَعَ.

  والتابُّ: الكبير من الرجال، والأُنثى تابَّةٌ.

  والتَّابُّ: الضعِيفُ، والجمْع أَتْبابٌ، هذلية نادرة.

  واسْتَتَبَّ الأَمرُ: تَهَيَّأً واسْتَوَى.

  واسْتَتَبَّ أَمْرُ فلان إذا اطَّرَد واسْتَقامَ وتَبَيَّنَ، وأَصل هذا من الطَّرِيق المُسْتَتِبِّ، وهو الذي خَدَّ فيه السَّيَّارةُ خُدُوداً وشَرَكاً، فوَضَح واسْتَبانَ لمن يَسْلُكه، كأَنه تُبِّبَ من كثرة الوطءِ، وقُشِرَ وَجْهُه، فصار مَلْحُوباً بَيِّناً من جَماعةِ ما حَوالَيْه من الأَرض، فَشُبِّه الأَمرُ الواضِحُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ به.

  وأَنشد المازِنيُّ في المَعَاني:

  ومَطِيَّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه ... يَشْكُو الكَلالَ إليَّ، دامي الأَظْلَلِ


(١) قوله [ونحت الخ] أورده الصاغاني في مادة فرغ بهذا الضبط وقال في شرحه الفراغ القوس الواسعة جرح النصل. نحت تحرّفت أي رمته عن قوس. وله لامرئ القيس. وأرز قوة وزيادة. وقيل الفراغ النصال العريضة وقيل الفراغ القوس البعيدة السهم ويروى فراغ بالنصب أي نحت فراغ والمعنى كأن هذه المرأة رمته بسهم في قلبه.

(٢) قوله [بأدمات الخ] كذا في غير نسخة وشرح القاموس أيضاً.