لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الزاي المعجمة]

صفحة 325 - الجزء 4

  آخِرُه، لأَن الزفير إِدخال النفس والشهيق إِخراجه، والاسم الزَّفْرَةُ، والجمع زَفَرَاتٌ، بالتحريك، لأَنه اسم وليس بنعت؛ وربما سكنها الشاعر للضرورة، كما قال:

  فَتَسْتَرِيح النَّفْسُ من زَفْراتِها

  وقال الزجاج: الزَّفْرُ من شِدّةِ الأَنِينِ وقبيحه، والشهيق الأَنين الشديد المرتفع جدّاً، والزَّفِير اغْتِراقُ النَّفَسِ للشِّدَّةِ.

  والزُّفْرَةُ، بالضم: وَسَطُ الفرس؛ يقال: إِنه لعظيم الزُّفْرَةِ.

  وزُفْرَةُ كل شيء وزَفْرَتُه: وَسَطُه.

  والزَّوافِرُ: أَضلاعُ الجنبين.

  وبعير مَزْفُورٌ: شديد تلاحم المفاصل.

  وما أَشَدَّ زُفْرَتَه أَي هو مَزْفُورُ الخَلْقِ.

  ويقال للفرس: إِنه لعظيم الزُّفْرَةِ أَي عظيم الجوف؛ قال الجعدي:

  خِيطَ على زَفْرَةٍ فَتَمَّ، ولم ... يَرْجِعْ إِلى دِقَّةٍ، ولا هَضَمِ

  يقول: كأَنه زافر أَبداً من عظم جوفه فكأَنه زَفَرَ فَخِيطَ على ذلك؛ وقال ابن السكيت في قول الراعي:

  حُوزِيَّةٌ طُوِيَتْ على زَفَراتِها ... طَيَّ القَنَاطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا

  قال فيه قولان: أَحدهما كأَنها زَفَرَتْ ثم خَلِفَتْ على ذلك، والقول الآخر: الزَّفْرَةُ الوَسَطُ.

  والقناطر: الأَزَجُ.

  والزِّفْرُ، بالكسر: الحِمْل، والجمع أَزْفارٌ؛ قال:

  طِوالُ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ لم يَجِدوا ... رِيحَ الإِماء، إِذا رَاحَت بأَزْفارِ

  والزَّفْرُ: الحَمْلُ.

  وازْدَفَرَه: حمله.

  الجوهري: الزَّفْرُ مصدر قولك زَفَرَ الحِمْلَ يَزْفِرُه زَفْراً أَي حَمَلَه وازْدَفَرَه أَيضاً.

  ويقال للجمل الضخم: زُفَرُ، والأَسد زُفَرُ، والرجل الشجاع زُفَر، والرجل الجوادِ زُفَر.

  والزِّفْرُ: القِرْبَةُ.

  والزِّفْرُ: السِّقاء الذي يحمل فيه الراعي ماءه، والجمع أَزْفارٌ، ومنه الزِّوافِرُ الإِماءُ اللواتي يحملن الأَزفار، والزَّافِرُ: المُعِينُ على حَمْلِها؛ وأَنشد:

  يا ابْنَ التي كانتْ زَماناً في النَّعَمْ ... تَحْمِلُ زَفْراً وتَؤُولُ بالغَنَمْ

  وقال آخر:

  إِذا عَزَبُوا في الشتَّاء عَنَّا رَأَيْتَهُمْ ... مَدالِيجَ بالأَزْفارِ، مثلَ العَوَاتِق

  وزَفَرَ يَزْفِرُ إِذا اسْتَقَى فحمل.

  والزُّفَرُ: السَّيِّدُ، وبه سمي الرجل زُفَرَ.

  شمر: الزُّفَرُ من الرجال القوي على الحمالاتِ.

  يقال: زَفَرَ وازْدَفَرَ إِذا حَمَلَ؛ قال الكميت:

  رِئاب الصُّدْوعِ، غِيَاث المَضُوع ... لأْمَتُك الزُّفَرُ النَّوْفَلُ

  وفي الحديث: أَن امرأَة كانت تَزْفِرُ القِرَبَ يوم خَيْبَرَ تسقي الناسَ؛ أَي تحمل القرب المملوءة ماء.

  وفي الحديث: كان النساء يَزْفِرْنَ القِرَبَ يَسْقِينَ الناسَ في الغَزْوِ؛ أَي يحملنها مملوءةً ماءً؛ ومنه الحديث: كانت أُمُّ سُلَيْطٍ تَزْفِرُ لنا القِرَبَ يومَ أَحُدٍ.

  والزُّفَرُ: السَّيِّدُ؛ قال أَعشى باهلة:

  أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها ... يَأْبَى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ

  لأَنه يَزْدَفِرُ بالأَموال في الحَمَالات مطيقاً له، وقوله منه مؤكدة للكلام، كما قال تعالى: يغفر لكم من ذنوبكم؛ والمعنى: يأْبى الظلامة لأَنه النوفل الزفر.