[فصل السين المهملة]
  سَواخِرٌ في سَواءٍ اليَمِّ تَحْتَفِزُ ويقال: سَخَرْتُه بمعنى سَخَّرْتُه أَي قهرته.
  ورجل سُخْرَة: يُسَخَّرُ في الأَعمال ويَتَسَخَّرُه من قَهَره.
  وسَخَرَتِ السفينةُ: أَطاعت وجرت وطاب لها السيرُ، والله سخَّرَها تسخِيراً.
  والتسخيرُ: التذليلُ.
  وسفُنٌ سواخِرُ إِذا أَطاعت وطاب لها الريح.
  وكل ما ذل وانقاد أَو تهيأَ لك على ما تريد، فقد سُخِّرَ لك.
  والسُّخَّرُ: السَيْكَرانُ؛ عن أَبي حنيفة.
  سخبر: السَّخْبَرُ: شجر إِذا طال تدلت رؤُوسه وانحنت، واحدته سَخْبَرَة، وقيل: السخبر شجر من شجر الثُّمام له قُضُب مجتمعة وجُرْثُومة؛ قال الشاعر:
  واللؤمُ ينبُت في أُصُولِ السَّخْبَر
  وقال أَبو حنيفة: السخبر يشبه الثُّمام له جُرْثُومة وعيدانه كالكرّات في الكثرة كأَنَّ ثمره مكاسح القَصب أَو أَرق منها، وإِذا طال تدلت رؤوسه وانحنت.
  وبنو جعفر بن كلاب يُلقَّبون فروعَ السخْبَرِ؛ قال دريد بن الصمة:
  مما يجيءُ به فروعُ السَّخْبَرِ
  ويقال: ركب فلان السخْبَرَ إِذا غَدَرَ؛ قال حسان ابن ثابت:
  إِنْ تَغْدِرُوا فالغَدْرُ منكم شِيمةٌ ... والغَدْرُ يَنْبُتُ في أُصُولِ السَّخْبَرِ
  أَراد قوماً منازلهم ومحالُّهم في منابت السخبر؛ قال: وأَظنهم من هذيل؛ قال ابن بري: إِنما شبه الغادر بالسخبر لأَنه شجر إِذا انتهى استرخى رأْسه ولم يبق على انتصابه، يقول: أَنتم لا تثبتون على وفاء كهذا السخبر الذي لا يثبت على حال، بينا يُرى معتدلاً منتصباً عاد مسترخياً غير منتصب.
  وفي حديث ابن الزبير: قال لمعاوية لا تُطْرِقْ إِطْراقَ الأُقْعُوانِ في أُصول السخبر؛ هو شجر تأْلَفُه الحَيَّاتُ فتسكن في أُصوله، الواحدة سخبرة؛ يقول: لا تتغافَلْ عما نحن فيه.
  سدر: السِّدْرُ: شجر النبق، واحدتها سِدْرَة وجمعها سِدْراتٌ وسِدِراتٌ وسِدَرٌ وسُدورٌ(١)؛ الأَخيرة نادرة.
  قال أَبو حنيفة: قال ابن زياد: السِّدْرُ من العِضاه، وهو لَوْنانِ: فمنه عُبْرِيٌّ، ومنه ضالٌ؛ فأَما العُبْرِيُّ فما لا شوك فيه إِلا ما لا يَضِيرُ، وأَما الضالُ فهو ذو شوك، وللسدر ورقة عريضة مُدَوَّرة، وربما كانت السدرة محْلالاً؛ قال ذو الرمة:
  قَطَعْتُ، إِذا تَجَوَّفَتِ العَواطي ... ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيّاً وضالا
  قال: ونبق الضَّالِ صِغارٌ.
  قال: وأَجْوَدُ نبقٍ يُعْلَمُ بأَرضِ العرَبِ نَبِقُ هَجَرَ في بقعة واحدة يُسْمَى للسلطانِ، هو أَشد نبق يعلم حلاوة وأَطْيَبُه رائحةً، يفوحُ فَمْ آكلِه وثيابُ مُلابِسِه كما يفوحُ العِطْر.
  التهذيب: السدر اسم للجنس، والواحدة سدرة.
  والسدر من الشجر سِدْرانِ: أَحدهما بَرِّيّ لا ينتفع بثمره ولا يصلح ورقه للغَسُولِ وربما خَبَط ورَقَها الراعيةُ، وثمره عَفِصٌ لا يسوغ في الحلق، والعرب تسميه الضالَ، والسدر الثاني ينبت على الماء وثمره النبق وورقه غسول يشبه شجر العُنَّاب له سُلَّاءٌ كَسُلَّائه وورقه كورقه غير أَن ثمر العناب أَحمر حلو وثمر السدر أَصفر مُزٌّ يُتَفَكَّه به.
  وفي الحديث: من قطَع سِدْرَةً صَوَّبَ الله رأْسَه في النار؛ قال ابن الأَثير: قيل أَراد به سدرَ مكة لأَنها حَرَم، وقيل
(١) قوله: [سدور] كذا بالأَصل بواو بعد الدال، وفي القاموس سقوطها، وقال شارحه ناقلاً عن المحكم هو بالضم.