لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 355 - الجزء 4

  سدرَ المدينة، نهى عن قطعه ليكون أُنْساً وظلاً لمنْ يُهاجِرُ إِليها، وقيل: أَراد السدر الذي يكون في الفلاة يستظل به أَبناء السبيل والحيوان أَو في ملك إِنسان فيتحامل عليه ظالم فيقطعه بغير حق، ومع هذا فالحديث مضطرب الرواية فإِن أَكثر ما يروى عن عروة بن الزبير، وكان هو يقطع السدر ويتخذ منه أَبواباً.

  قال هشام: وهذه أَبواب من سِدْرٍ قَطَعَه أَي وأَهل العلم مجمعون على إِباحة قطعه.

  وسَدِرَ بَصَرُه سَدَراً فهو سَدِرٌ: لم يكد يبصر.

  ويقال: سَدِرَ البعيرُ، بالكسر، يَسْدَرُ سَدَراً تَحيَّرَ من شدة الحرّ، فهو سَدِرٌ.

  ورجل سادر: غير متشتت⁣(⁣١).

  والسادِرُ: المتحير.

  وفي الحديث: الذي يَسْدَرُ في البحر كالمتشحط في دمه؛ السَّدَرُ، بالتحريك: كالدُّوارِ، وهو كثيراً ما يَعْرِض لراكب البحر.

  وفي حديث عليّ: نَفَرَ مُسْتَكْبِراً وخَبَطَ سادِراً أَي لاهياً.

  والسادِرُ: الذي لا يَهْتَمُّ لشيء ولا يُبالي ما صَنَع؛ قال:

  سادِراً أَحْسَبُ غَيِّي رَشَدَاً ... فَتَنَاهَيْتُ وقد صابَتْ بِقُرْ⁣(⁣٢)

  والسَّدَرُ: اسْمِدْرَارُ البَصَرِ.

  ابن الأَعرابي: سَدِرَ قَمِرَ، وسَدِرَ من شدّة الحرّ.

  والسَّدَرُ: تحيُّر البصر.

  وقوله تعالى: عند سِدْرَةِ المُنْتَهى؛ قال الليث: زعم إِنها سدرة في السماء السابعة لا يجاوزها مَلَك ولا نبي وقد أَظلت الماءَ والجنةَ، قال: ويجمع على ما تقدم.

  وفي حديث الإِسْراءِ: ثم رُفِعْتُ إِلى سِدرَةِ المُنْتَهَى؛ قال ابن الأَثير: سدرةُ المنتهى في أَقصى الجنة إِليها يَنْتَهِي عِلْمُ الأَوّلين والآخرين ولا يتعدّاها.

  وسَدَرَ ثَوْبَه يَسْدِرُه سَدْراً وسُدُوراً: شَقَّه؛ عن يعقوب.

  والسَّدْرُ والسَّدْلُ: إِرسال الشعر.

  يقال: شَعَرٌ مَسدولٌ ومسدورٌ وشَعَرٌ مُنسَدِرٌ ومُنْسَدِلٌ إِذا كان مُسْتَرْسِلٍا.

  وسَدَرَتِ المرأَةُ شَعرَها فانسَدَر: لغة في سَدَلَتْه فانسدل.

  ابن سيده: سدَرَ الشعرَ والسِّتْرَ يَسْدُرُه سَدْراً أَرسله، وانسَدَرَ هو.

  وانسَدَرَ أَيضاً: أَسرع بعض الإِسراع.

  أَبو عبيد: يقال انسَدَرَ فلان يَعْدُو وانْصَلَتَ يعدو إِذا أَسرع في عَدْوِه.

  اللحياني: سدَر ثوبَه سَدْراً إِذا أَرسله طولاً.

  وقال أَبو عمرو: تَسَدَّرَ بثوبه إِذا تجلَّل به.

  والسِّدارُ: شِبْه الكِلَّةِ تُعَرَّضُ في الخباء.

  والسَّيدارَةُ: القَلَنْسُوَةُ بِلا أَصْداغٍ؛ عن الهَجَرِيّ.

  والسَّديرُ: بِناءٌ، وهو بالفارسية سِهْدِلَّى أَي ثلاث شهب أَو ثلاث مداخلات.

  وقال الأَصمعي: السدير فارسية كأَنَّ أَصله سادِلٌ أَي قُبة في ثلاث قِباب متداخلة، وهي التي تسميها الناس اليوم سِدِلَّى، فأَعربته العرب فقالوا سَدِيرٌ والسَّدِيرُ: النَّهر، وقد غلب على بعض الأَنهار؛ قال:

  أَلابْنِ أُمِّكَ ما بَدَا ... ولَكَ الخَوَرْنَقُ والسَّدِير؟

  التهذيب: السدِيرُ نَهَر بالحِيرة؛ قال عدي:

  سَرَّه حالُه وكَثَرَةُ ما يَمْلِكُ ... والبحرُ مُعْرِضاً، والسَّدِيرُ

  والسدِيرُ: نهر، ويقال: قصر، وهو مُعَرَّبٌ وأَصله بالفارسية سِه دِلَّه أَي فيه قِبابٌ مُداخَلَةٌ.


(١) قوله: [غير متشتت] كذا بالأَصل بشين معجمة بين تاءين، والذي في شرح القاموس نقلاً عن الأَساس: وتكلم سادراً غير متثبت، بمثلثة بين تاء فوقية وموحدة.

(٢) وقوله: [صابت بقر] في الصحاح وقولهم للشدة إِذا نزلت صابت بقر أَي صارت الشدة في قرارها.