لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 357 - الجزء 4

  الأَشياءَ سِرّاً من قوم سِرِّيِّين.

  والسرِيرةُ: كالسِّرِّ، والجمع السرائرُ.

  الليث: السرُّ ما أَسْرَرْتَ به.

  والسريرةُ: عمل السر من خير أَو شر.

  وأَسَرَّ الشيء: كتمه وأَظهره، وهو من الأَضداد، سرَرْتُه: كتمته، وسررته: أَعْلَنْته، والوجهان جميعاً يفسران في قوله تعالى: وأَسرُّوا الندامةَ؛ قيل: أَظهروها، وقال ثعلب: معناه أَسروها من رؤسائهم؛ قال ابن سيده: والأَوّل أَصح.

  قال الجوهري: وكذلك في قول امرئ القيس: لو يُسِرُّون مَقْتَلِي؛ قال: وكان الأَصمعي يرويه: لو يُشِرُّون، بالشين معجمة، أَي يُظهرون.

  وأَسَرَّ إِليه حديثاً أَي أَفْضَى؛ وأَسررْتُ إِليه المودَّةَ وبالمودّةِ وسارَّه في أُذُنه مُسارَّةً وسِراراً وتَسارُّوا أَي تَناجَوْا.

  أَبو عبيدة: أَسررت الشيء أَخفيته، وأَسررته أَعلنته؛ ومن الإِظهار قوله تعالى: وأَسرُّوا الندامة لما رأَوا العذاب؛ أَي أَظهروها؛ وأَنشد للفرزدق:

  فَلَمَّا رَأَى الحَجَّاجَ جَرَّدَ سَيْفَه ... أَسَرَّ الحَرُورِيُّ الذي كان أَضْمَرا

  قال شمر: لم أَجد هذا البيت للفرزدق، وما قال غير أَبي عبيدة في قوله: وأَسرُّوا الندامة، أَي أَظهروها، قال: ولم أَسمع ذلك لغيره.

  قال الأَزهري: وأَهل اللغة أَنكروا قول أَبي عبيدة أَشدّ الإِنكار، وقيل: أَسروا الندامة؛ يعني الرؤساء من المشركين أَسروا الندامة في سَفَلَتِهم الذين أَضلوهم.

  وأَسروها: أَخْفَوْها، وكذلك قال الزجاج وهو قول المفسرين.

  وسارَّه مُسارَّةً وسِراراً: أَعلمه بسره، والاسم السَّرَرُ، والسِّرارُ مصدر سارَرْتُ الرجلَ سِراراً.

  واستَسَرَّ الهلالُ في آخر الشهر: خَفِيَ؛ قال ابن سيده: لا يلفظ به إِلَّا مزيداً، ونظيره قولهم: استحجر الطين.

  والسَّرَرُ والسِّرَرُ والسَّرارُ والسِّرارُ، كله: الليلة التي يَستَسِرُّ فيها القمرُ؛ قال:

  نَحْنُ صَبَحْنا عامِراً في دارِها ... جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها،

  عَشِيَّةَ الهِلالِ أَو سِرَارِها

  غيره: سَرَرُ الشهر، بالتحريك، آخِرُ ليلة منه، وهو مشتق من قولهم: استَسَرَّ القمرُ أَي خفي ليلة السرار فربما كان ليلة وربما كان ليلتين.

  وفي الحديث: صوموا الشهر وسِرَّه؛ أَي أَوَّلَه، وقيل مُسْتَهَلَّه، وقيل وَسَطَه، وسِرُّ كُلِّ شيء: جَوْفُه، فكأَنه أَراد الأَيام البيض؛ قال ابن الأَثير: قال الأَزهري لا أَعرف السر بهذا المعنى إِنما يقال سِرار الشهر وسَراره وسَرَره، وهو آخر ليلة يستسر الهلال بنور الشمس.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، سأَل رجلاً فقال: هل صمت من سرار هذا الشهر شيئاً؟ قال: لا.

  قال: فإِذا أَفطرت من رمضان فصم يومين.

  قال الكسائي وغيره: السرار آخر الشهر ليلة يَسْتَسِرُّ الهلال.

  قال أَبو عبيدة: وربما استَسَرَّ ليلة وربما استسرّ ليلتين إِذا تمّ الشهر.

  قال الأَزهري: وسِرار الشهر، بالكسر، لغة ليست بجيدة عند اللغويين.

  الفراء: السرار آخر ليلة إِذا كان الشهر تسعاً وعشرين، وسراره ليلة ثمان وعشرين، وإِذا كان الشهر ثلاثين فسراره ليلة تسع وعشرين؛ وقال ابن الأَثير: قال الخطابي كان بعض أَهل العلم يقول في هذا الحديث: إِنّ سؤالَه هل صام من سرار الشهر شيئاً سؤالُ زجر وإِنكار، لأَنه قد نهى أَن يُسْتَقْبَلَ الشهرُ بصوم يوم أَو يومين.

  قال: ويشبه أَن يكون هذا الرجل قد أَوجبه على نفسه بنذر فلذلك قال له: إِذا أَفطرت، يعني من رمضان، فصم يومين، فاستحب له