لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 356 - الجزء 4

  ابن سيده: والسدِيرُ مَنْبَعُ الماءِ.

  وسدِيرُ النخل: سوادُه ومُجْتَمَعُه.

  وفي نوادر الأَصمعي التي رواها عنه أَبو يعلى قال: قال أَبو عمرو بن العلاء السَّدِيرُ العُشْبُ.

  والأَسْدَرانِ: المنكِبان، وقيل: عِرقان في العين أَو تحت الصدغين.

  وجاء يَضْرِبُ أَسْدَرَيْه؛ يُضْرَبُ مثلاً للفارغ الذي لا شغل له، وفي حديث الحسن: يضرب أَسدريه أَي عِطْفيه ومنكبيه يضرب بيديه عليهما، وهو بمعنى الفارغ.

  قال أَبو زيد: يقال للرجل إِذا جاء فارغاً: جاء يَنفُضُ أَسْدَرَيْه، وقال بعضهم: جاء ينفض أَصْدَرَيْه أَي عطفيه.

  قال: وأَسدراه مَنْكِباه.

  وقال ابن السكيت: جاء ينفض أَزْدَرَيْه، بالزاي وذلك إِذا جاء فارغاً ليس بيده شيء ولم يَقْضِ طَلِبَتَه.

  أَبو عمرو: سمعت بعض قيس يقول سَدَلَ الرجُل في البلاد وسدَر إِذا ذهب فيها فلم يَثْنِه شيء.

  ولُعْبَة للعرب يقال لها: السُّدَّرُ والطُّبَن.

  ابن سيده: والسُّدَّرُ اللعبةُ التي تسمى الطُّبَنَ، وهو خطٍّ مستدير تلعب بها الصبيان؛ وفي حديث بعضهم: رأَيت أَبا هريرة: يلعب السُّدَّر؛ قال ابن الأَثير: هو لعبة يُلْعَبُ بها يُقامَرُ بها، وتكسر سينها وتضم، وهي فارسية معربة عن ثلاثة أَبواب؛ ومنه حديث يحيى بن أَبي كثير: السُّدّر هي الشيطانة الصغرى يعني أَنها من أَمر الشيطان؛ وقول أُمية بن أَبي الصلت:

  وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَها ... سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائِمُ، أَجْرَدُ⁣(⁣١)

  سَدِرٌ؛ للبحر، لم يُسْمع به إِلَّا في شعره.

  قال أَبو علي: وقال أَجرد لأَنه قد لا يكون كذلك إِذا تَموَّجَ.

  الجوهري: سَدِرٌ اسم من أَسماء البحر، وأَنشد بيت أُمية إِلَّا أَنه قال عِوَضَ حولها حَوْلَه، وقال عوض أَجرد أَجْرَبُ، بالباء، قال ابن بري: صوابه أَجرد، بالدال، كما أَوردناه، والقصيدة كلها دالية؛ وقبله:

  فأَتَمَّ سِتّاً فاسْتَوَتْ أَطباقُها ... وأَتى بِسابِعَةٍ فَأَنَّى تُورَدُ

  قال: وصواب قوله حوله أَن يقول حولها لأَن بِرْقِعَ اسم من أَسماء السماء مؤنثة لا تنصرف للتأْنيث والتعريف، وأَراد بالقوائم ههنا الرياح، وتواكلته: تركته.

  يقال: تواكله القوم إِذا تركوه؛ شبه السماء بالبحر عند سكونه وعدم تموجه؛ قال ابن سيده وأَنشد ثعلب:

  وكأَنَّ بِرقع، والملائك تحتها ... سدر، تواكله قوائم أَربع

  قال: سدر يَدُورُ.

  وقوائم أَربع: قال هم الملائكة لا يدرى كيف خلقهم.

  قال: شبه الملائكة في خوفها من الله تعالى بهذا الرجل السَّدِرِ.

  وبنو سادِرَة: حَيٌّ من العرب.

  وسِدْرَةُ: قبيلة؛ قال:

  قَدْ لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لُها ... وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى

  فأَما قوله:

  عَزَّ عَلى لَيْلى بِذِي سُدَيْرِ ... سُوءُ مَبِيتي بَلَدَ الغُمَيْرِ

  فقد يجوز أَن يريد بذي سِدْرٍ فصغر، وقيل: ذو سُدَيْرٍ موضع بعينه.

  ورجل سَنْدَرَى: شديد، مقلوب عن سَرَنْدَى.

  سرر: السِّرُّ: من الأَسْرار التي تكتم.

  والسر: ما أَخْفَيْتَ، والجمع أَسرار.

  ورجل سِرِّيٌّ: يصنع


(١) قوله: [برقع] هو كزبرح وقنفذ السماء السابعة اه قاموس.