لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة فوقها]

صفحة 233 - الجزء 1

  واتْلأَبَّ الشيءُ والطريقُ: امْتَدّ واسْتَوى، ومنه قول الأَعرابي يصف فرساً: إذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ.

  والاسم: التُّلأْبيبةُ مثل الطُّمَأْنِينةِ.

  واتْلأَبَّ الحِمارُ: أَقام صَدْرَه ورأْسَه.

  قال لبيد:

  فأَوْرَدَها مَسْجُورةً، تحتَ غابةٍ ... من القُرْنَتَيْنِ، واتْلأَبَّ يَحُومُ

  وذكر الأَزهري في الثلاثي الصحيح عن الأَصمعي: المُتْلَئِبُّ المُسْتَقِيمُ؛ قال: والمُسْلَحِبُّ مثلُه.

  وقال الفرَّاء: التُّلأْبِيبةُ من اتْلأَبَّ إذا امتدَّ، والمُتْلَئِبُّ: الطريقُ المُمْتَدّ.

  تنب: التَّنُّوبُ: شجر، عن أَبي حنيفة.

  توب: التَّوْبةُ: الرُّجُوعُ من الذَّنْبِ.

  وفي الحديث: النَّدَمُ تَوْبةٌ.

  والتَّوْبُ مثلُه.

  وقال الأَخفش: التَّوْبُ جمع تَوْبةٍ مثل عَزْمةٍ وعَزْمٍ.

  وتابَ إلى اللَّه يَتُوبُ تَوْباً وتَوْبةً ومَتاباً: أَنابَ ورَجَعَ عن المَعْصيةِ إلى الطاعةِ، فأَما قوله:

  تُبْتُ إلَيْكَ، فَتَقَبَّلْ تابَتي ... وصُمْتُ، رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صامَتي

  إنما أَراد تَوْبَتي وصَوْمَتي فأَبدَلَ الواو أَلفاً لضَرْبٍ من الخِفّة، لأَنّ هذا الشعر ليس بمؤَسَّس كله.

  أَ لا ترى أَن فيها:

  أَدْعُوكَ يا رَبِّ مِن النارِ، الَّتي ... أَعْدَدْتَ لِلْكُفَّارِ في القِيامة

  فجاء بالتي، وليس فيها أَلف تأْسيس، وتابَ اللَّه عليه: وفَّقَه لَها⁣(⁣١).

  ورَجل تَوَّابٌ: تائِبٌ إلى اللَّه.

  واللَّه تَوّابٌ: يَتُوبُ علَى عَبْدِه.

  وقوله تعالى: غافِرِ الذَّنْبِ وقابِلِ التَّوْب، يجوز أَن يكون عَنَى به المَصْدَرَ كالقَول، وأَن يكون جمع تَوْبةٍ كَلَوْزةٍ ولَوْزٍ، وهو مذهب المبرد.

  وقال أَبو منصور: أَصلُ تابَ عادَ إلى اللَّه ورَجَعَ وأَنابَ.

  وتابَ اللَّه عليه أَي عادَ عليه بالمَغْفِرة.

  وقوله تعالى: وتُوبُوا إلى اللَّه جَمِيعاً؛ أَي عُودُوا إلى طَاعتِه وأَنيبُوا إليه.

  واللَّه التوَّابُ: يَتُوبُ على عَبْدِه بفَضْله إذا تابَ إليه من ذَنْبه.

  واسْتَتَبْتُ فُلاناً: عَرَضْتُ عليه التَّوْبَةَ مما اقْتَرَف أَي الرُّجُوعَ والنَّدَمَ على ما فَرَطَ منه.

  واسْتَتابه: سأَلَه أَن يَتُوبَ.

  وفي كتاب سيبويه: والتَّتْوِبةُ على تَفْعِلةٍ: من ذلك.

  وذكر الجوهريّ في هذه الترجمة التابوت: أَصله تابُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، وهو فَعْلُوَةٌ، فلما سكنت الواو انْقلبت هاءُ التأْنيث تاءً.

  وقال القاسم بن معن: لم تَختلف لغةُ قُريشٍ والأَنصارِ في شيءٍ من القرآن إلَّا في التَّابُوتِ، فلغةُ قريش بالتاءِ، ولغةُ الأَنصار بالهاءِ.

  قال ابن بري: التصريفُ الذي ذكره الجوهري في هذه اللفظة حتى ردّها إلى تابوت تَصْرِيفٌ فاسِدٌ؛ قال: والصواب أَن يُذكر في فصل تبت لأَنَّ تاءَه أَصلية، ووزنه فاعُولٌ مثل عاقُولٍ وحاطُومٍ، والوقْفُ عليها بالتاءِ في أَكثر اللغات، ومن وقف عليها بالهاءِ فإنه أَبدلها من التاءِ، كما أَبدلها في الفُرات حين وقف عليها بالهاء، وليست تاءُ الفرات بتاءِ تأْنيث، وإنما هي أَصلية من نفس الكلمة.

  قال أَبو بكر بن مجاهد: التَّابُوتُ بالتاءِ قِراءَة الناس جميعاً، ولغة الأَنصار التابُوةُ بالهاءِ.


(١) أي للتوبة.