لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 457 - الجزء 4

  والصَّيْعَرِيَّةُ: اعْتِراضٌ في السَّير، وهو من الصَّعَرِ.

  والصَّيْعَرِيَّةُ: سِمَة في عنق الناقة خاصَّة.

  وقال أَبو علي في التذكرة: الصَّيْعَرِيَّة وَسْم لأَهل اليَمن، لم يكن يُوسم إِلا النُّوق؛ قال وقول المُسَيَّب بن عَلَس:

  وقد أَتَنَاسَى الهَمَّ عند احْتِضَارِه ... بِناجٍ، عليه الصَّيْعَرِيَّة، مُكْدَم⁣(⁣١)

  يدلُّ على أَنه قد يُوسَم بها الذُّكُور.

  وقال أَبو عبيد: الصَّيْعَريَّة سِمَة في عُنُق البعير، ولما سَمعَ طَرَفَةُ هذا البيت من المسيَّب قال له: اسْتَنْوَقَ الجمَلُ أَي أَنك كنتَ في صفة جَمل، فلما قلت الصَّيْعَرِيَّة عُدْت إِلى ما تُوصَف به النُّوق، يعني أَن الصَّيْعَرِيَّة سِمَة لا تكون إِلا للإِناث، وهي النُّوق.

  وأَحْمَرُ صَيْعَرِيٌّ: قانئٌ.

  وصَعْرَرَ الشيءَ فَتَصَعْرَرَ: دَحْرَجَه فتَدَحْرَجَ واسْتَدَارَ؛ قال الشاعر:

  يَبْعَرْن مِثْل الفُلْفُلِ المُصَعْرَرِ

  وقد صَعْرَرْت صُعْرُورَة، والصُّعْرُورَةُ: دُحْرُوجَة الجُعَلِ يَجمَعُها فَيُدِيرُها ويدفعها، وقد صَعْرَرَها، والجمع صَعارِير.

  وكلُّ حمل شجرة تكون مثلَ الأَبْهَلِ والفُلْفُلِ وشِبْهِه مما فيه صَلابَةٌ، فهو صُعْرُورٌ، وهو الصَّعارِيرُ.

  والصُّعْرُور: الصَّمْغُ الدَّقِيق الطويل الملْتَوِي، وقيل: هو الصَّمْغ عامَّة، وقيل: الصَّعارِير صمغ جامد يشبِه الأَصابِع، وقيل: الصُّعْرُور القِطعة من الصَّمْغ؛ قال أَبو حنيفة: الصُّعْرُورَة، بالهاء، الصَّمْغَة الصَّغيرة المُسْتَدِيرة؛ وأَنشد:

  إِذا أَوْرَقَ العَبْسِيُّ جاعَ عِيالُه ... ولم يَجِدُوا إِلا الصَّعارِيرَ مَطْعَما

  ذهَب بالعَبْسِيِّ مَجْرَى الجِنْس كأَنه قال: أَوْرَقَ العَبْسِيُّون، ولولا ذلك لقال: ولم يَجِدْ، ولم يَقُلْ: ولم يَجِدُوا، وعَنى أَن مُعَوَّله في قوتِه وقوتِ بَنَاته على الصَّيْدِ، فإِذا أَوْرَقَ لم يجدْ طَعاماً إِلا الصَّمْغ، قال: وهم يَقْتاتون الصَّمْغ.

  والصَّعَرُ: أَكلُ الصَّعارِير، وهو الصَّمْغ قال أَبو زيد: الصُّعْرُور، بغير هاء، صَمْغَة تطول وتَلتَوِي، ولا تكون صُعْرُورَةً إِلا مُلْتَوِيَة، وهي نحو الشّبر.

  وقال مرَّة عن أَبي نصْر: الصُّعْرُورُ يكون مثلَ القَلَم وينعطِف بمنزلة القَرْن.

  والصَّعَارِيرُ: الأَباخِس الطِّوال، وهي الأَصابع، واحدها أَبْخَس.

  والصَّعارِير: اللبَنُ المصمَّغ في اللبَإ قبل الإِفْصاح.

  والاصْعِرارُ: السَّيرُ الشديد؛ يقال: اصْعَرَّت الإِبل اصْعِراراً، ويقال: اصْعَرَّت الإِبل واصْعَنْفَرَت وتَمَشْمَشَتْ وامْذَقَرَّت إِذا تفرَّقت.

  وضرَبه فاصْعَنْرَرَ واصْعَرَّر، بإِدغام النون في الراء، أَي استدار من الوجع مكانه وتقبَّض.

  والصَّمْعَرُ: الشديد، والميم زائدة؛ يقال: رجل صَمْعَرِيٌّ.

  والصَّمْعَرَةُ: الأَرض الغلِيظة.

  وقال أَبو عمرو: الصَّعارِيرُ ما جَمَدَ من اللَّثَا.

  وقد سَمَّوْا أَصْعَرَ وصُعَيراً وصَعْرانَ، وثَعْلَبَةُ بن صُعَيرٍ المازِني.

  صعبر: الصَّعْبَرُ والصَّنَعْبرُ: شجَر كالسِّدْر.

  والصُّعْبُورُ: الصغير الرأْس كالصُّعْرُوبِ.

  صعتر: الصَّعْتَرُ من البُقول، بالصاد، قال ابن سيده: هو ضرب من النَّبات، واحدته صَعْتَرَة، وبها كُنِي البَوْلانيُّ أَبا صَعْتَرَة.

  قال أَبو حنيفة: الصَّعْتَرُ مما ينبت بأَرض العرَب، منه سُهْلِيٌّ ومنه جَبَلِيٌّ.

  وترجمة الجوهري عليه سعتر، بالسين، قال: وبعضهم


(١) وينسب هذا البيت إِلى المتلمّس.