لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 456 - الجزء 4

  رواه أَبو عبيد في باب الخمر وقال: هو الحامِض منه.

  قال الأَزهري: المُصْطار أَظنه مُفْتَعلاً من صار، قلبت التاء طاء.

  وجاء المُصْطارُ في شعر عَدِيّ ابن الرقاع في نعت الخمر في موضعين، بتخفيف الراء، قال: وكذلك وجدته مقيَّداً في كتاب الإِيادِي المَقْرُوِّ على شمر.

  ابن سيده في ترجمة سطر: السَّطْر العَتود من المَعَزِ، والصاد لغة، وقرئ: وزاده بصْطَةً ومُصَيْطِر، بالصاد والسين، وأَصل صاده سين قلبت مع الطاء صاداً لقرب مَخارجها.

  صعر: الَّصعَر: مَيَلٌ في الوَجْه، وقيل: الصَّعَرُ المَيَل في الخدِّ خاصة، وربما كان خِلْقة في الإِنسان والظَّليم، وقيل: هو مَيَلٌ في العُنُق وانْقِلاب في الوجه إِلى أَحد الشقَّين.

  وقد صَعَّرَ خَدَّه وصاعَرَه: أَماله من الكِبْرِ؛ قال المُتَلَمِّس واسمه جَرير بن عبد المسيح:

  وكُنَّا إِذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ... أَقَمْنا لَه من مَيلِه فَتَقَوَّما

  يقول: إِذا أَمال متكبِّرٌ خدَّه أَذْلَلْناه حتى يتقوَّم مَيْلُه، وقيل: الصَّعَرُ داءٌ يأْخذ البعير فيَلْوِي منه عُنُقَه ويُميلُه، صَعِرَ صَعَراً، وهو أَصْعَر؛ قال أَبو دَهْبَل: أَنشده أَبو عمرو بن العلاء:

  وتَرَى لهَا دَلاً إِذا نَطَقَتْ ... تَرَكَتْ بَناتِ فؤادِه صُعْرا

  وقول أَبي ذؤيب:

  فَهُنَّ صُعْرٌ إِلى هَدْرِ الفَنِيقِ ولم ... يُجْرَ، ولم يُسْلِه عَنْهُنَّ إِلقاحُ

  عدَّاه بإِلى لأَنه في معنى مَوائِلَ، كأَنه قال: فَهُنَّ مَوائِلُ إِلى هَدْر الفَنيق.

  ويقال: أَصاب البعيرَ صَعَرٌ وصَيَدٌ أَي أَصابه دَاءٌ يَلْوي منه عُنُقه.

  ويقال للمتكبِّر: فيه صَعَرٌ وصَيَدٌ.

  ابن الأَعرابي: الصَّعَر والصَّعَلُ صِغَرُ الرأْس.

  والصَّعَرُ: التَّكَبُّرُ.

  وفي الحديث: كلُّ صَعَّارٍ مَلْعون؛ أَي كل ذي كِبْرٍ وأُبَّهَةٍ، وقيل: الصَّعَّارُ المتكبر لأَنه يَمِيل بِخَدِّه ويُعْرِض عن الناس بوجهه، ويروى بالقاف بدل العين، وبالضاد المعجمة والفاء والزاي، وسيذكر في موضعه.

  وفي التنزيل: ولا تُصَعِّرْ خَدَّك للناس، وقرئ: ولا تُصاعِرْ؛ قال الفراء: معناهما الإِعراض من الكِبْرِ؛ وقال أَبو إِسحق: معناه لا تُعْرِض عن الناس تكبُّراً، ومجازُه لا تلزم خدَّك الصَّعَر.

  وأَصْعَره: كصَعَّرَه.

  والتَّصْعِيرُ: إِمالَةُ الخدِّ عن النظر إِلى الناس تَهاوُناً من كِبْرٍ كأَنه مُعرِضٌ.

  وفي الحديث: يأْتي على الناس زَمان ليس فيهم إِلَّا أَصْعَرُ أَو أَبْتَر؛ يعني رُذالة الناس الذين لا دين لهم، وقيل: ليس فيهم إِلا ذاهب بنفسه أَو ذَلِيل.

  وقال ابن الأَثير: الأَصْعَرُ المُعْرِض بوجهه كِبراً.

  وفي حديث عمَّار: لا يَلي الأَمْرَ بعدَ فلانٍ إِلا كلُّ أَصْعَر أَبْتَر أَي كلُّ مُعْرِض عن الحق ناقِص.

  ولأُقِيمَنَّ صَعَرك أَي مَيْلك، على المثَل.

  وفي حديث تَوْبَةِ كَعْب: فأَنا إِليه أَصْعَر أَي أَمِيل.

  وفي حديث الحجاج: أَنه كان أَصْعَرَ كُهاكِهاً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  ومَحْشَك أَمْلِحِيه، ولا تُدَافي ... على زَغَبٍ مُصَعَّرَةٍ صِغَارِ

  قال: فيها صَعَرٌ من صِغَرها يعني مَيَلٌا.

  وقَرَبٌ مُصْعَرٌّ: شديدٌ؛ قال:

  وقَدْ قَرَبْنَ قَرَباً مُصْعَرًّا ... إِذا الهِدَانُ حارَ واسْبَكَرَّا