لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 259 - الجزء 1

  قال الهذلي:

  بطَعْنٍ كرَمْحِ الشَّوْلِ، أَمْسَتْ غَوارِزاً ... جَواذِبُها، تَأْبى على المُتَغَبِّرِ

  ويقال للناقة إذا غرزت وذهب لبنُها: قد جَذَبَتْ تَجْذِبُ جِذاباً⁣(⁣١)، فهي جاذِبٌ.

  اللحياني: ناقة جاذِبٌ إذا جَرَّتْ فزادتْ على وقت مَضْرِبها.

  النضر: تَجذَّبَ اللبنَ إذا شَرِبَه.

  قال العُدَيْل:

  دَعَتْ بالجِمالِ البُزْلِ للظَّعْنِ، بَعْدَما ... تَجَذَّبَ راعي الإِبْلِ ما قد تَحَلَّبا

  وجَذَبَ الشاةَ والفَصِيلَ عن أُمهما يَجْذِبُهما جَذْباً: قطَعهما عن الرَّضاعِ، وكذلك المُهْرَ: فَطَمَه.

  قال أَبو النجم يصِف فَرساً:

  ثم جَذَبْناه فِطاماً نَفْصِلُه ... نَفْرَعُه فَرْعاً، ولَسْنا نَعْتِلُه

  أَي نَفْرَعُه باللجام ونَقْدَعُه.

  ونَعْتِلُه أَي نَجْذِبه جَذْباً عَنِيفاً.

  وقال اللحياني: جَذَبَتِ الأُمُّ ولدَها تَجْذِبُه: فطَمَتْه، ولم يَخُصَّ من أَي نوعٍ هو.

  التهذيب: يقال للصبيّ أَو السَّخْلةِ إذا فُصِلَ: قد جُذِبَ.

  والجَذَبُ: الشَّحْمةُ التي تكون في رأْس النَّخْلة يُكْشَطُ عنها اللِّيفُ، فتؤكل، كأَنها جُذِبَتْ عن النخلة.

  وجَذَبَ النخلةَ يَجْذِبُها جَذْباً: قَطَعَ جَذَبَها ليأْكله، هذه عن أَبي حنيفة.

  والجَذَبُ والجِذابُ جميعاً: جُمَّارُ النخلةِ الذي فيه خُشونةٌ، واحدتها جَذَبةٌ.

  وعمّ به أَبو حنيفة فقال: الجَذَبُ الجُمَّارُ، ولم يزد شيئاً.

  وفي الحديث: كان رسولُ اللَّه، ، يُحِبُّ الجَذَبَ، وهو بالتحريك: الجُمَّارُ.

  والجُوذابُ: طَعامٌ يُصْنَعُ بسُكَّرٍ وأَرُزٍّ ولَحْمٍ.

  أَبو عمرو يقال: ما أَغْنى عَنِّي جِذِبَّاناً، وهو زِمامُ النَّعْلِ، ولا ضِمْناً، وهو الشَّسْعُ.

  جرب: الجَرَبُ: معروف، بَثَرٌ يَعْلُو أَبْدانَ الناسِ والإِبِلِ.

  جَرِبَ يَجْرَبُ جَرَباً، فهو جَرِبٌ وجَرْبان وأَجْرَبُ، والأُنثى جَرْباءُ، والجمع جُرْبٌ وجَرْبى وجِرابٌ، وقيل الجِرابُ جمع الجُرْبِ، قاله الجوهري.

  وقال ابن بري: ليس بصحيح، إنما جِرابٌ وجُرْبٌ جمع أَجْرَبَ.

  قال سُوَيد بن الصَّلْت، وقيل لعُميِّر بن خَبَّاب، قال ابن بري: وهو الأَصح:

  وفِينا، وإنْ قِيلَ اصْطَلَحْنا تَضاغُنٌ ... كما طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ على النَّشْرِ

  يقول: ظاهرُنا عند الصُّلْح حَسَنٌ، وقلوبنا مُتضاغِنةٌ، كما تنبُتُ أَوْبارُ الجَرْبى على النَّشْر، وتحته داء في أَجْوافِها.

  والنَّشْرُ: نبت يَخْضَرُّ بعد يُبْسه في دُبُر الصيف، وذلك لمطر يُصيِبه، وهو مُؤْذٍ للماشية إذا رَعَتْه.

  وقالوا في جمعه أَجارِب أَيضاً، ضارَعُوا به الأَسْماءَ كأَجادِلَ وأَنامِلَ.

  وأَجْرَبَ القومُ: جَرِبَتْ إبلُهم.

  وقولهم في الدعاءِ على الإِنسان: ما لَه جَرِبَ وحَرِبَ، يجوز أَن يكونوا دَعَوْا عليه بالجَرَب، وأَن يكونوا أَرادوا أَجْرَبَ أَي جَرِبَتْ إبلُه، فقالوا حَرِبَ إتْباعاً


(١) قوله [جذاباً] هو في غير نسخة من المحكم بألف بعد الذال كما ترى.