لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الغين المعجمة

صفحة 10 - الجزء 5

  الراعي، فهي غَديرة، وقد أَغدَرها؛ قال الراجز:

  فَقَلَّما طَارَدَ حتى أَغْدَرَا ... وسْطَ الغُبَارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا

  وقال اللحياني: ناقة غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرةٌ إِذا كانت تخلَّف عن الإِبل في السوق.

  والغَدُور من الدوابّ وغيرها: المتخلف الذي لم يلحق.

  وأَغْدَرَ فلان المائة: خلَّفها وجاوزها.

  وليلة غَدِرَةٌ بَيّنَةُ الغَدَرِ، ومُغْدِرَةٌ: شديدة الظلمة تحبس الناس في منازلهم وكِنِّهِمْ فيَغْدَرون أَي يتخلفون.

  وروي عنه، عليه الصلاة والسلام، أَنه قال: المشي في الليلة المظلمة المُغْدِرَة إِلى المسجد يوجب كذا وكذا.

  وغَدِرَت الليلة، بالكسر، تَغْدَر غَدَراً وأَغْدَرَتْ، وهي مُغْدِرَةٌ، كل ذلك: أَظلمت.

  وفي الحديث: من صلى العشاء في جماعة في الليلة المُغْدِرَة فقد أَوجَبَ؛ المُغْدِرَةُ: الشديدة الظلمة التي تُغْدِرُ الناس في بيوتهم أَي تتركهم، وقيل: إِنما سميت مُغْدِرَةً لطرحها من يخرج فيها في الغَدَر، وهي الجِرَفَةُ.

  وفي حديث كعب: لو أَن امرأَة من الحُور العِينِ اطَّلعت إِلى الأَرض في ليلة ظلماء مُغْدِرَةٍ لأَضاءت ما على الأَرض.

  وفي النهر غَدَرٌ، وهو أَن يَنْضُبَ الماء ويبقى الوَحْل، فقالوا: الغدراءُ الظلمة.

  يقال: خرجنا في الغدراءِ.

  وغَدِرَت الغنم غَدَراً: شبعت في المَرْج في أَول بنته ولم يُسْل⁣(⁣١).

  عن أَحظَّها لأَن النبت قد ارتفع أَن يذكر فيه الغنم.

  أَبو زيد: الغَدَرُ والجَرَل والنَّقَل كلُّ هذه الحجارةُ مع الشجر.

  والغَدَر: الموضع الظَّلِف الكثير الحجارة.

  والغَدَر: الحجارة والشجر.

  وكل ما واراك وسدّ بصَرَك: غَدَرٌ.

  والغَدَرُ: الأَرض الرِّخْوَة ذات الجِحَرَة والجِرَفةِ واللَّخَاقيقِ المُتَعادِية.

  وقال اللحياني: الغَدَر الجِحَرَة والجِرَفَة في الأَرض والأَخَاقيق والجَراثِيم في الأَرض، والجمع أَغْدار.

  وغَدِرَت الأَرض غَدَراً: كثر غَدَرُها.

  وكل موضع صعب لا تكاد الدابة تنفُذ فيه: غَدَرٌ.

  ويقال: ما أَثبت غَدَرَه أَي ما أَثبته في الغَدَر، ويقال ذلك للفرس والرجل إِذا كان لسانه يثبت في موضع الزَّلَل والخصومة؛ قال العجاج:

  سَنابِكُ الخيل يُصَدّعْنَ الأَيَرْ ... من الصَّفا القاسي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ

  ورجل ثَبْتُ الغَدَرِ: يثبت في مواضع القتال والجَدَل والكلام، وهو من ذلك.

  يقال أَيضاً: إِنه لثَبْت الغَدَر إِذا كان ثَبْتاً في جميع ما يأْخذ فيه.

  وقال اللحياني: معناه ما أَثبت حجته وأَقل ضرر الزَّلَق والعِثار عليه.

  قال: وقال الكسائي: ما أَثْبَتَ غَدَرَ فلان أَي ما بقي من عقله، قال ابن سيده: ولا يعجبني.

  قال الأَصمعي: الجِحَرَةُ والجِرَفَة والأَخاقيق في الأَرض فتقول: ما أثبت حجته وأَقل زَلَقه وعِثاره.

  وقال ابن بزرج: إِنه لثَبْتُ الغَدر إِذا كان ناطَقَ الرجالَ ونازَعَهم كان قويّاً.

  وفرس ثَبْت الغَدَر: يثبت في موضع الزلل.

  والغَدائِرُ: الذوائب، واحدتها غَدِيرة.

  قال الليث: كل عَقِيصة غَدِيرة، والغَدِيرتان: الذُّؤابتان اللتان تسقطان على الصدر، وقيل: الغَدائِرُ للنساء وهي المضفورة والضفائر للرجال.

  وفي صفته، : قَدِمَ مكَّة وله أَربعُ غَدائِرَ؛ هي الذوائب، واحدتها غَدِيرة.

  وفي حديث ضِمام: كان رجلًا جَلْداً أَشْعَرَ ذا غَدِيرتن.

  الفراء: الغَدِيرة والرَّغيدة واحدة.

  وقد اغْتَدَر القومُ إِذا جعلوا الدقيقَ في إِناء وصبُّوا


(١) قوله [ولم يسل الخ] هكذا هو في الأصل.