فصل الغين المعجمة
  قَتَلْتَ نَفَراً من قُريش أَغْماراً؛ الأَغْمارُ جمع غُمْر، بالضم، وهو الجاهل الغِرُّ الذي لم يُجَرِّب الأُمور؛ قال ابن سيده: ويُقْتاس من ذلك لكل من لا غَناء عنده ولا رَأْي.
  ورجل غُمْر وغَمِر: لا تجربة له بحرب ولا أَمر ولم تحنِّكه التَّجارب؛ وقد روي بيت الشماخ:
  لا تَحْسَبَنّي، وإِن كُنْتُ امْرأً غَمِراً ... كحيّة الماء بين الصَّخْرِ والشِّيدِ
  قال ابن سيده: فلا أَدري أَهو إِتباع أَم لغة؛ وهم الأَغمار.
  وامرأَة غَمِرَةٌ: غِرٌّ.
  وغامَرَه أَي باطَشَه وقاتَلَه ولم يبال الموت.
  قال أَبو عمرو: رجل مُغامِرٌ إذا كان يقتحم المهالك.
  والغُمْرة: تَطْلى به العروس يتخذ من الورس.
  قال أَبو العميثل: الغُمْرة والغُمْنة واحد.
  قال أَبو سعيد: هو تمر ولبن يطلى به وجه المرأَة ويداها حتى ترِقَّ بشرتها، وجمعها الغُمَر والغُمَنُ؛ وقال ابن سيده في موضع آخر: والغُمْرة والغُمْرُ الزعفران، وقيل: الورس، وقيل: الجِصّ، وقيل: الكُرْكُم.
  وثوب مُغَمَّرُ: مصبوغ بالزعفران.
  وجارية مُغَمَّرةٌ: مطلية.
  ومغْتَمِرة ومُتَغَمِّرة: مُتَطلَّية.
  وقد غَمَّرت المرأَةُ وجهها تَغْمِيراً أَي طلت به وجهها ليَصْفُو لونها، وتَغَمَّرَت مثله؛ وغَمَّر فلانٌ جاريته.
  والغَمَرُ، بالتحريك: السَّهَكُ وريحُ اللحم وما يَعْلَق باليد من دَسَمِه.
  وقد غَمِرَت يدُه من اللحم غَمَراً، فهي غَمِرةٌ أَي زَهِمةٌ، كما تقول من السَّهَك: سَهِكةٌ؛ ومنه منديل الغَمَر، ويقال لمنديل الغَمَرِ: المَشُوش.
  وفي الحديث: مَنْ باتَ وفي يده غَمَرٌ؛ هو الدسم، بالتحريك، وهو الزهومة من اللحم كالوَضَرِ من السَّمْن.
  والغِمْرُ والغَمَرُ: الحقد والغلّ، والجمع غُمورٌ.
  وقد غَمِرَصدرُه عليّ، بالكسر، يَغْمَرُ غِمْراً وغَمَراً.
  والغامر من الأَرض والدور: خلافُ العامِر.
  وقال أَبو حنيفة: الغامِرُ من الأَرض كلِّها ما لم يستخرج حتى يصلح للزرع والغرس، وقيل: الغامِرُ من الأَرض ما لم يزرع مما يحتمل الزراعة، وإنما قيل له غامِرٌ لأَن الماء يبلغه فيَغْمُره، وهو فاعلٌ بمعنى مفعول، كقولهم: سرٌّ كاتمٌ وماءٌ دافقٌ، وإنما بني على فاعِلٍ ليقاَبل به العامر، وما لا يبلغه الماء من موات الأَرض لا يقال له غامِرٌ.
  قال أَبو عبيد: المعروف في الغامِر المعاشُ الذي أَهله بخير، قال: والذي يقول الناسُ إِن الغامِرَ الأَرض التي تُعْمَر، لا أَدري ما هو، قال: وقد سأَلت عنه فلم يبينه لي أَحد؛ يريد قولهم العامِر والغامِر.
  وفي حديث عمر، ¥: أَنه مَسَحَ السَّوادَ عامِرَه وغامِرَه، فقيل: إنه أَراد عامِرَه وخرابه.
  وفي حديث آخر: أَنه جعل على كلِّ جَرِيبٍ عامِرٍ أَو غامِرٍ دِرْهماً وقفيزاً، وإنما فعل عمر، ¥، ذلك لئلا يُقَصِّرَ الناسُ في المُزارعةِ.
  قال أَبو منصور: قيل للخراب غامِرٌ لأَن الماء قد غَمَرَه فلا تمكن زراعتُه أَو كَبَسَه الرمل والتراب، أَو غَلب عليه النَّزُّ فنبت فيه الأَباءُ والبَرْدِيّ فلا ينبت شيئاً، وقيل له غامِرٌ لأَنه ذو غَمْرٍ من الماء وغيره للذي غَمَره، كما يقال: همٌّ ناصبٌ أَي ذو نصَب؛ قال ذو الرمة:
  تَرَى قُورَها يَغْرَقْن في الآلِ مَرَّةً ... وآوِنةً يَخْرُجْنَ من غامِرٍ ضَحْلِ
  أي من سراب قد غَمَرَها وعلاها.
  والغَمْرُ وذات الغَمْر وذو الغَمْر: مواضع، وكذلك الغُمَيرْ؛ قال:
  هَجَرْتُك أَيّاماً بذي الغَمْرِ، إنَّني ... على هَجْرِ أَيّامٍ بذي الغَمْرِ نادِمُ