لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الغين المعجمة

صفحة 34 - الجزء 5

  أَن تدركوا حقيقةَ علمه كالماء الغائرِ الذي لا يُقْدَر عليه؛ ومنه حديث الدعاء: ومن أَبْعَدُ غَوْراً في الباطل مني.

  وغَوْرُ تهامةَ: ما بين ذات عرْق والبحرِ وهو الغَوْرُ، وقيل: الغَوْرُ تهامةُ وما يلي اليمنَ.

  قال الأَصمعي: ما بين ذات عرق إلى البحر غَوْرٌ وتهامة.

  وقال الباهلي: كل ما انحدر مسيله، فهو غَوْرٌ.

  وغارَ القومُ غَوْراً وغُؤُوراً وأَغارُوا وغَوَّرُوا وتَغَوَّرُوا: أَتَوا الغَوْرَ؛ قال جرير:

  يا أُمَّ حزْرة، ما رأَينا مِثْلَكم ... في المُنْجدِينَ، ولا بِغَوْرِ الغائِرِ

  وقال الأَعشى:

  نَبيّ يَرَى ما لا تَرَون، وذِكْرُه ... أَغارَ، لَعَمْري، في البلاد وأَنْجدا

  وقيل: غارُوا وأَغاروا أَخذوا نَحْوَ الغَوْر.

  وقال الفراء: أَغارَ لغة بمعنى غارَ، واحتج ببيت الأَعشى.

  قال محمد بن المكرم: وقد روي بيتَ الأَعشى مخروم النصف:

  غارَ، لَعَمْرِي، في البلاد وأَنْجَدا

  وقال الجوهري: غارَ يَغُورُ غَوْراً أَي أَتى الغَور، فهو غائِرٌ.

  قال: ولا يقال أَغارَ؛ وقد اختلف في معنى قوله:

  أَغار، لعمرِي، في البلاد وأَنجدا

  فقال الأَصمعي: أَغارَ بمعنى أَسرع وأَنجد أَي ارتفع ولم يرد أَتى الغَوْرَ ولا نَجْداً؛ قال: وليس عنده في إتيان الغَوْر إلا غارَ؛ وزعم الفراء أَنها لغة واحتج بهذا البيت، قال: وناسٌ يقولون أَغارَ وأَنجد، فإِذا أَفْرَدُوا قالوا: غارَ، كما قالوا: هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني، فإِذا أَفردوا قالوا: أَمْرَأَنِي.

  ابن الأَعرابي: تقول ما أَدري أَغارَ فلانٌ أَم مار؛ أَغارَ: أَتَى الغَوْرَ، ومارَ: أَتَى نجداً.

  وفي الحديث: أَنه أَقطع بلالَ ابنَ الحرث مَعادِنَ القَبَلِيَّة جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها؛ قال ابن الأَثير: الغَورُ ما انخفض من الأَرض، والجَلْسُ ما ارتفع منها.

  يقال: غارَ إذا أَتى الغَوْرَ، وأَغارَ أَيضاً، وهي لغة قليلة؛ وقال جميل:

  وأَنتَ امرؤٌ من أَهل نَجْدٍ، وأَهْلُنا ... تِهامٌ، وما النَّجْدِيّ والمُتَغَوّرُ؟

  والتَّغْوِيرُ: إتيان الغَوْر.

  يقال: غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنى.

  الأَصمعي: غارَ الرجلُ يَغُورُ إذا سارَ في بلاد الغَورِ؛ هكذا قال الكسائي؛ وأَنشد بيت جرير أَيضاً:

  في المنْجِدينَ ولا بِغَوْر الغائر

  وغارَ في الشيء غَوْراً وغُؤوراً وغِياراً، عن سيبويه: دخل.

  ويقال: إنك غُرْتَ في غير مَغارٍ؛ معناه طَلَبْتَ في غير مطْلَبٍ.

  ورجل بعيد الغَوْرِ أَي قَعِيرُ الرأْي جيّدُه.

  وأَغارَ عَيْنَه وغارَت عينُه تَغُورُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَتْ: دخلت في الرأْس، وغَارت تَغارُ لغة فيه؛ وقال الأَحمر:

  وسائلة بظَهْر الغَيْبِ عنّي: ... أَغارَت عينُه أَم لم تَغارا؟

  ويروى:

  ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي خَفِيٍّ: ... أَغارت عينه أَمْ لم تَغارا؟

  وغار الماءُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَ: ذهب في الأَرض وسَفَلَ فيها.

  وقال اللحياني: غارَ الماءُ وغَوَّرَ ذهب في العيون.

  وماءٌ غَوْرٌ: غائر، وصف بالمصدر.

  وفي التنزيل العزيز: قل أَرأَيتم إِنْ أَصبَحَ ماؤُكم غَوْراً؛ سمي بالمصدر، كا يقال: ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حَشْرٌ