لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الغين المعجمة

صفحة 37 - الجزء 5

  وأَصلها الخيل المُغيرة؛ وقال امرؤ القيس:

  وغارةُ سِرْحانٍ وتقرِيبُ تَتْفُل

  والسِّرحان: الذئب، وغارته: شدَّةُ عَدْوِه.

  وفي التنزيل العزيز: فالمُغيرات صُبْحاً.

  وغارَني الرجلُ يَغيرُني ويَغُورُني إذا أَعطاه الدّية؛ رواه ابن السكيت في باب الواو والياء.

  وأَغارَ فلانٌ بني فلان: جاءهم لينصروه، وقد تُعَدَى وقد تُعَدَّى بإلى.

  وغارَه بخير يَغُورُه ويَغِيرُه أَي نفعه.

  ويقال: اللهم غِرْنا منك بغيث وبخير أَي أَغِثّنا به.

  وغارَهم الله بخير يَغُورُهم ويَغِيرُهم: أَصابهم بِخصْب ومطر وسقاهم.

  وغارَهم يَغُورُهم غَوْراً ويَغِيرُهم: مارَهُم.

  واسْتَغْوَرَ الله: سأَله الغِيرةَ؛ أَنشد ثعلب:

  فلا تَعْجلا، واسْتَغْوِرا الله، إِنّه ... إذا الله سَنَّى عقْد شيء تَيَسَّرا

  ثم فسّره فقال: اسْتَغْوِرا من الميرَةِ؛ قال ابن سيده: وعندي أَن معناه اسأَلوه الخِصْبَ إِذ هو مَيْرُ الله خَلْقه هذه يائية واوية.

  وغار النهار أَي اشتدّ حرّه.

  والتَّغْوِير: القَيْلولة.

  يقال: غوِّروا أَي انزلوا للقائلة.

  والغائرة: نصف النهار.

  والغائرة: القائلة.

  وغَوَّر القوم تَغْويراً: دخلوا في القائلة.

  وقالوا: وغَوَّروا نزلوا في القائلة؛ قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور:

  وغَوَّرْنَ في ظِلِّ الغضا، وتَرَكْنَه ... كقَرْم الهِجان القادِرِ المُتَشَمِّس

  وغَوَّروا: ساروا في القائلة.

  والتغوير: نوم ذلك الوقت.

  ويقال: غَوِّروا بنا فقد أَرْمَضْتُمونا أَي انزلوا وقت الهاجرة حتى تَبْرُد ثم تَرَوّحوا.

  وقال ابن شميل: التغوير أَن يسير الراكب إلى الزّوال ثم ينزل.

  ابن الأَعرابي: المُغَوِّر النازل نصف النهار هُنَيْهة ثم يرحل.

  ابن بزرج: غَوَّر النهار إذا زالت الشمس.

  وفي حديث السائب: لما ورد على عمر، ¥، بِفَتْحِ نَهاوَنْدَ قال: وَيْحَك ما وراءك؟ فوالله ما بِتُّ هذه الليلة إلا تَغْوِيراً؛ يريد النومة القليلة التي تكون عند القائلة.

  يقال: غَوَّر القوم إذا قالوا، ومن رواه تَغْرِيراً جعله من الغِرار، وهو النوم القليل.

  ومنه حديث الإِفْك: فأَتينا الجيش مُغَوِّرِين؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في روايةٍ، أَي وقد نزلوا للقائلة.

  وقال الليث: التَّغْوِير يكون نُزولًا للقائلة ويكون سيراً في ذلك الوقت؛ والحجةُ للنزول قولُ الراعي:

  ونحْن إلى دُفُوفِ مُغَوِّراتٍ ... يَقِسْنَ على الحَصى نُطَفاً لقينا

  وقال ذو الرمة في التَّغْوير فجعله سيراً:

  بَرَاهُنَّ تَغْوِيري، إذا الآلُ أَرْفَلَتْ ... به الشمسُ أَزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ

  ورواه أَبو عمرو: أَرْقَلَت، ومعناه حركت.

  وأَرفلَت: بلغت به الشمس أَوساط الحَزْوَراتِ؛ وقول ذي الرمة:

  نزلنا وقد غَارَ النهارُ، وأَوْقَدَتْ ... علينا حصى المَعزاءِ، شمسٌ تَنالُها

  أَي من قربها كأَنك تنالها.

  ابن الأَعرابي: الغَوْرَة هي الشمس.

  وقالت امرأَة من العرب لبنت لها: هي تشفيني من الصَّوْرَة، وتسترني من الغَوْرة؛ والصَّوْرة: الحكة.

  الليث: يقال غارَتِ الشمس غِياراً؛ وأَنشد:

  فلمَّا أَجَنَّ الشَّمْسَ عنيّ غيارُها