لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الغين المعجمة

صفحة 38 - الجزء 5

  والإِغارَة: شدة الفَتْل.

  وحبل مُغارٌ: محكم الفَتْل، وشديد الغَارَةِ أَي شديد الفتل.

  وأَغَرْتُ الحبلَ أَي فتلته، فهو مُغارٌ؛ أَشد غارَتَه والإِغارَةُ مصدر حقيقي، والغَارَة اسم يقوم المصدر؛ ومثله أَغَرْتُ الشيء إِغارَةً وغارَة وأَطعت الله إِطاعةً وطاعةً.

  وفرس مُغارٌ: شديد المفاصل.

  واسْتَغار فيه الشَّحْم: استطار وسمن.

  واسْتغارت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ: تورَّمت؛ وأَنشد للراعي:

  رَعَتْه أَشهراً وحَلا عليها ... فطارَ النِّيُّ فيها واسْتَغارا

  ويروى: فسار النِّيُّ فيها أَي ارتفع، واستغار أَي هبط؛ وهذا كما يقال:

  تَصَوَّبَ الحسنُ عليها وارْتَقَى

  قال الأَزهري: معنى اسْتَغار في بيت الراعي هذا أَي اشتد وصَلُب، يعني شحم الناقة ولحمها إذا اكْتَنَز، كما يَسْتَغير الحبلُ إذا أُغِيرَ أَي شدَّ فتله.

  وقال بعضهم: اسْتَغارُ شحم البعير إِذا دخل جوفه، قال: والقول الأَول.

  الجوهري: اسْتغار أي سمن ودخل فيه الشحمُ.

  ومُغِيرة: اسم.

  وقول بعضهم: مِغِيرَةُ، فليس اتباعُه لأَجل حرف الحلق كشِعِيرٍ وبِعِيرٍ؛ إِنما هو من باب مِنْتِن، ومن قولهم: أَنا أُخْؤُوك وابنؤُوك والقُرُفُصاء والسُّلُطان وهو مُنْحُدُر من الجبل.

  والمغيرية: صنف من السبائية نسبوا إلى مغيرة بن سعيد مولى بجيلة.

  والغار: لغة في الغَيْرَة؛ وقال أَبو ذؤيب يشّبه غَلَيان القدور بصخب الضرائر:

  لَهُنّ نَشِيجٌ بالنَّشِيل كأَنها ... ضَرائر حِرْميٍّ، تَفَاحشَ غارُها

  قوله لهن، هو ضمير قُدورٍ قد تقدم ذكرها.

  ونَشِيجٌ غَلَيانٌ أَي تَنْشِج باللحم.

  وحِرْميّ: يعني من أَهل الحَرَم؛ شبّه غليان القُدُور وارتفاعَ صوتها باصْطِخاب الضرائر، وإنما نسبهنّ إلى الحَرم لأَن أَهل الحَرم أَول من اتخذ الضرائر.

  وأَغار فلانٌ أَهلَه أَي تزوّج عليها؛ حكاه أَبو عبيد عن الأَصمعي.

  ويقال: فلان شديد الغَارِ على أَهله، من الغَيْرَة.

  ويقال: أَغار الحبْلَ إغارة وغارَة إذا شدَّ فَتْله.

  والغارُ موضع بالشام، والغَوْرة والغوَيْر: ماء لكلب في ناحية السَّماوَة مَعْروف.

  وقال ثعلب: أُتِيَ عمر بمَنْبُوذٍ؛ فقال:

  عَسَى الغُوَيْر أَبْؤُسَا

  أَي عسى الريبة من قَبَلِكَ، قال: وهذا لا يوافق مذهب سيبويه.

  قال الأَزهري: وذلك أَن عمر اتَّهَمَه أَن يكون صاحب المَنْبوذ حتى أَثْنَى على الرجُل عَرِيفُه خيراً، فقال عمر حينئذٍ: هو حُرٌّ ووَلاؤه لك.

  وقال أَبو عبيد: كأَنه أَراد عسى الغُوَيْر أَن يُحْدِث أَبؤُساً وأَن يأْتي بأَبؤُس؛ قال الكميت:

  قالوا: أَساءَ بَنُو كُرْزٍ، فقلتُ لهم: ... عسى الغُوَيْرُ بِإِبْآسٍ وإِغْوارِ

  وقيل: إِن الغُوَير تصغير غارٍ.

  وفي المثل: عسى الغُوَيْر أَبؤُسا؛ قال الأَصمعي: وأَصله أَنه كان غارٌ فيه ناس فانهارَ أَو أَتاهم فيه عدوّ فقتلوهم فيه، فصار مثلًا لكل شيءٍ يُخاف أَن يأْتي منه شرّ ثم صغَّر الغارُ فقيل غُوَير؛ قال أَبو عبيد: وأَخبرني الكلبي بغير هذا، زعم أَن الغُوَيْر ماء لكلب معروف بناحية السَّماوَة، وهذا المثل إِنما تكلَّمت به الزِّباء لما وجَّهَت قَصِيراً اللَّخْمِيَّ بالعِير إلى العِراق ليَحْمل لها من بَزِّه، وكان قَصِير يطلُبها بثأْر جذِيمَة الأَبْرَش فحمَّل الأَجْمال صناديقَ فيها الرجالُ والسلاح، ثم