لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 44 - الجزء 5

  فُتور وسُجُوّ ليس بحادّ النظر.

  ابن الأَعرابي: أَفْتَر الرجلُ، فهو مُفْتِرٌ إِذا ضعفت جفونه فانكسر طَرْفه.

  الجوهري: طَرْف فاتر إِذا لم يكن حديداً.

  والفِتْر: ما بين طرف الإِبهام وطرف المُشيرة.

  وقيل: ما بين الإِبهام والسبابة.

  الجوهري: الفِتْرُ ما بين طرف السَّبَّابة والإِبهام إِذا فتحتهما.

  وفَتَر الشيءَ: قدّره وكاله بِفتْرِه، كشَبَره: كاله بِشبْره.

  والفَتْرَةُ: ما بين كل نَبِيَّيْنِ، وفي الصحاح: ما بين كل رسولين من رسل الله، ø، من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة.

  وفي الحديث: فَتْرَةَ ما بين عيسى ومحمد، عليهما الصلاة والسلام.

  وفي حديث ابن مسعود، ¥: أَنه مرض فبكى فقال: إِنما أَبكي لأَنه أَصابني على حال فَتْرة ولم يصبني على حال اجتهاد أَي في حال سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات.

  وفَتْرٌ وفِتْرٌ: اسم امرأَة؛ قال المسيب بن علس ويروى للأَعشى:

  أَصَرَمْتَ حبل الوَصْلِ من فَتْرِ ... وهَجَرْتَها ولَجَحْتَ في الهجرِ

  وسَمِعْتَ حَلْفتها التي حَلَفَتْ ... إِن كان سَمْعُك غير ذي وَقْر

  قال ابن بري: المشهور عند الرواة من فتر، بفتح الفاء، وذكر بعضهم أَنها قد تكسر ولكن الأَشهر فيها الفتح.

  وصرمتَ: قطعتَ.

  والحبل: الوصل.

  والوَقْر: الثقل في الأُذن.

  يقال منه: وَقِرَتْ أُذنُه تَوْقَرُ وَقْراً ووَقَرَتْ تَوْقِرُ أَيضاً، وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم تقديره: إِن لم يكن بك صمم فقد سمعت حلفتها.

  أَبو زيد: الفُتْر النَّبِيَّة، وهو الذي يُعْمل من خُوص يُنخل عليه الدقيق كالسُّفْرة.

  فتكر: لقيت منه الفِتَكْرِينَ والفُتَكْرِينَ، بكسر الفاء وضمها والتاء مفتوحة والنون للجمع، أَي الدواهي والشدائد، وقيل: هي الأَمر العَجَب العظيم كأَن واحد الفِتَكْرِينَ فِتَكْر، ولم ينطق به إِلا أَنه مقدر كان سبيله أَن يكون الواحد فَتكْره، بالتأْنيث، كما قالوا: داهية ومنكرة، فلما لم تظهر الهاء في الواحد جعلوا جمعه بالواو والنون عوضاً من الهاء المقدرة، وجرى ذلك مجرى أَرض وأَرضين، وإِنما لم يستعملوا في هذه الأَسماء الإِفراد فيقولوا: فِتَكْر وبِرَح وأَقْوَر، واقتصروا فيه على الجمع دون الإِفراد، من حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال والغلبة.

  فثر: الفَاثور، عند العامة: الطَّست أَو الخِوان يتخذ من رُخامٍ أَو فضة أَو ذهب؛ قال الأَغلب العجلي:

  إِذا انْجَلى فاثُور عَيْن الشَّمسِ

  وقال أَبو حاتم في الخِوان الذي يتخذ من الفضة:

  ونَحْراً كفَاثُورِ اللُّجَيْنِ، يَزينُه ... تَوَقُّدُ ياقوتٍ، وشَذْراً مُنَظَّما

  ومثله لمعن بن أَوس:

  ونحراً، كفاثور اللجين، وناهداً ... وبَطْناً كغِمْدِ السيف، لم يَدْرِ ما الحَمْلا

  ويروى: لم يعرف الحَمْلا.

  وفي حديث أَشراط الساعة: وتكون الأَرض كفَاثُور الفضة؛ قال: الفاثور الخِوان، وقيل: طست أَو جامٌ من فضة أَو ذهب؛ ومنه قولهم لقُرْص الشمس فاثورها؛ وفي حديث علي، ¥: كان بين يديه يوم عيد فَاثُور عليه خبزُ السَّمْراءِ أَي خِوان، وقد يشبَّه