لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 45 - الجزء 5

  الصدر الواسع به فيسمى فاثوراً؛ قال الشاعر:

  لها جِيدُ ريمٍ فوق فاثُور فِضَّةٍ ... وفَوقَ مَناطِ الكَرْمِ وَجْه مُصَوَّر

  وغمَّ بعضهم به جميع الأَخْونَة، وخص التهذيب به أَهل الشام فقال: وأَهل الشام يتخذون خِواناً من رُخام يسمونه الفاثور، فأَقام في مقام علي قوله [فأقام في مقام علي] هكذا في الأَصل؛ وقول لبيد:

  حَقائِبُهُمْ راحٌ عَتيقٌ ودَرْمَكٌ ... ورَيْطٌ وفاثُورِيَّةٌ وسُلاسِل

  قال: الفاثورية هنا أَخْوِنة وجَاماتٌ.

  وفي الحديث: تكون الأَرض يوم القيامة كفَاثورِ الفضةِ؛ وقيل: إِنه خوان من فضة، وقيل: جامٌ من فضة.

  والفاثور: المِصْحَاةُ وهي النَّاجُود والباطِيةُ.

  وقال الليث في كلام ذكره لبعضهم: وأَهل الشام والجزيرة على فاثُورٍ واحد، كأَنه عَنى على بساط واحد.

  وابن سيده وغيره: والفاثور الجَفْنةُ، عند ربيعة.

  وهم على فاثور واحد أَي بُسُطٍ واحدة ومائدة واحدة ومنزلة واحدة؛ قال: والكلمة لأَهل الشام والجزيرة.

  وفاثور: موضع؛ عن كراع؛ قال لبيد:

  بين فاثُورٍ أُفاقٍ فالدَّحَلْ⁣(⁣١)

  فجر: الفَجْر: ضوء الصباح وهو حُمْرة الشمس في سواد الليل، وهما فَجْرانِ: أَحدهما المُسْتطيل وهو الكاذب الذي يسمى ذَنَبَ السِّرْحان، والآخر المُسْتطير وهو الصادق المُنتَشِر في الأُفُقِ الذي يُحَرِّم الأَكل والشرب على الصائم ولا يكون الصبحُ إِلا الصادقَ.

  الجوهري: الفَجْر في آخر الليل كالشَّفَقِ في أَوله.

  ابن سيده: وقد انْفَجَر الصبح وتَفَجَّر وانْفَجَر عنه الليلُ.

  وأَفْجَرُوا: دخلوا في الفَجْر كما تقول: أَصبحنا، من الصبح؛ وأَنشد الفارسي:

  فما أَفْجَرَتْ حتى أَهَبَّ بسُدْفةٍ ... عَلاجيمُ، عَيْنُ ابْنَيْ صُباحٍ تُثيرُها

  وفي كلام بعضهم: كنت أَحُلّ إِذا أَسحرْت، وأَرْحَلُ إِذا أَفْجَرْت.

  وفي الحديث: أُعَرّسُ إِذا أَفْجَرْت، وأَرْتَحِل إِذا أَسْفَرْت أَي أَنزل للنوم والتعريس إِذا قربت من الفجر، وأَرتحل إِذا أَضاء.

  قال ابن السكيت: أَنت مُفْجِرٌ من ذلك الوقت إِلى أَن تطلع الشمس.

  وحكى الفارسي: طريقٌ فَجْرٌ واضح: والفِجار: الطُّرُقُ مثل الفِجاج.

  ومُنْفَجَرُ الرمل: طريق يكون فيه.

  والفَجْر: تَفْجيرُكَ الماء، والمَفْجَرُ: الموضع يَنْفَجِرُ منه.

  وانْفَجَر الماءُ والدمُ ونحوهما من السيّال وتَفَجَّرَ: انبعث سائلًا.

  وفَجَرَه هو يَفْجُره، بالضم، فَجْراً فانْفَجَرَ أَي بَجَسه فانْبَجَس.

  وفَجَّره: شُدّد للكثرة؛ وفي حديث ابن الزبير: فَجَّرْت بنفسك أَي نسبتها إِلى الفُجورِ كما يقال فَسَّقْته وكَفَّرْته.

  والمَفْجَرةُ والفُجْرةُ، بالضم: مُنْفَجَر الماء من الحوض وغيره، وفي الصحاح: موضع تَفَتُّح الماء.

  وفَجْرَة الوادي: مُتَّسعه الذي ينفجر إِليه الماء كثُجْرتَه.

  والمَفْجَرة: أَرض تطمئنّ فتنفجر فيها أَوْدِية.

  وأَفْجَرَ يَنْبُوعاً من ماء أَي أَخرجه.

  ومَفاجر الوادي: مَرَافضه حبث يرفضُّ إِليه السيل.

  وانْفَجَرَتْ عليهم الدواهي: أَتتهم من كل وجه كثيرة بَغْتة؛ وانْفَجَر عليهم القومُ، وكله على التشبيه.


(١) قوله [بين فاثور الخ] صدره:

ولدى النعمان مني موقف