[فصل الفاء]
  والمُتَفَجِّر: فرس الحرث بن وَعْلَةَ كأَنه يَتَفَجَّرُ بالعرق.
  والفَجَر: العطاء والكرم والجود والمعروف؛ قال أَبو ذؤيب:
  مَطاعيمُ للضَّيْفِ حين الشِّتاءِ ... شُمُّ الأُنوفِ، كثِيرُو الفَجَرْ
  وقد تَفَجَّرَ بالكَرم وانْفَجَرَ.
  أَبو عبيدة: الفَجَر الجود الواسع والكرم، من التَّفَجُّرِ في الخير؛ قال عمرو بن امرئ القيس الأَنصاري يخاطب مالك بن العجلان:
  يا مالِ، والسَّيِّدُ المُعَمَّمُ قد ... يُبْطِرُه، بَعْدَ رأْيه، السَّرَفُ
  نَحْنُ بما عندنا، وأَنت بما ... عِندك راضٍ، والرأْي مختلفُ
  يا مالِ، والحَقُّ إِن قَنِعْتَ به ... فالحقُّ فيه لأَمرِنا نَصَفُ
  خالفتَ في الرأْي كلَّ ذي فَجَرٍ ... والحقُّ، يا مالِ، غيرُ ما تَصِفُ
  إِنَّ بُجَيْراً مولىً لِقَوْمِكُمُ ... والحَقُّ يُوفى به ويُعْتَرَفُ
  قال ابن بري: وبيت الاستشهاد أَورده الجوهري:
  خالفتَ في الرأْي كلَّ ذي فَجَرٍ ... والبَغْيُ، يا مالِ، غيرُ ما تَصفُ
  قال: وصواب إِنشاده:
  والحق، يا مال، غير ما تصف
  قال: وسبب هذا الشعر أَنه كان لمالك بن العَجْلان مَوْلى يقال له بُجَيْر، جلس مع نَفَرٍ من الأَوْس من بني عمرو بن عوف فتفاخروا، فذكر بُجَيْر مالك بن العجلان وفضله على قومه، وكان سيد الحيَّيْنِ في زمانه، فغضب جماعة من كلام بُجير وعدا عليه رجل من الأَوس يقال له سُمَيْر بن زيد ابن مالك أَحد بني عمرو بن عوف فقتله، فبعث مالك إِلى عمرو بن عوف أَن ابعثوا إِليَّ بسُمَيْر حتى أَقتله بَمَوْلايَ، وإِلا جَرَّ ذلك الحرب بيننا، فبعثوا إِليه: إِنا نعطيك الرضا فخذ منا عَقْله، فقال: لا آخذ إِلا دِيَةَ الصَّريحِ، وكانت دية الصَّريح ضعف دية المَوْلى، وهي عشر من الإِبل، ودِيةُ المولى خمس، فقالوا له: إِن هذا منك استذلال لنا وبَغْيٌ علينا، فأَبى مالك إِلا أَخْذَ دِيَةِ الصريح، فوقعت بينهم الحرب إِلى أَن اتفقوا على الرضا بما يحكم به عمرو بن امرئ القيس، فحكم بأَن يُعْطى دية المولى، فأَبى مالك، ونَشِبَت الحرب بينهم مدة على ذلك.
  ابن الأَعرابي: أَفْجَر الرجلُ إِذا جاء بالفَجَرِ، وهو المال الكثير، وأَفْجَرَ إِذا كذب، وأَفْجَرَ إِذا عصى، وأَفْجَرَ إِذا كفر.
  والفَجَرُ: كثرة المال؛ قال أَبو مِحْجن الثقفي:
  فقد أَجُودُ، وما مَالي بذي فَجَرٍ ... وأَكْتُم السرَّ فيه ضَرْبَةُ العُنُقِ
  ويروى: بذي قَنَعٍ، وهو الكثرة، وسيأْتي ذكره.
  والفَجَر: المال؛ عن كراع.
  والفَاجرُ: الكثير المالِ، وهو على النسب.
  وفَجَرَ الإِنسانُ يَفْجُرُ فَجْراً وفُجوراً: انْبَعَثَ في المعاصي.
  وفي الحديث: إِن التُّجَّار يُبْعثون يوم القيامة فُجَّاراً إِلا من اتقى الله؛ الفُجَّار: جمع فاجِرٍ وهو المْنْبَعِث في المعاصي والمحارم.
  وفي حديث ابن عباس، ®، في العُمْرة: كانوا يَرَوْنَ العمرة في أَشهر الحج من أَفْجَرِ الفُجورِ أَي من أَعظم الذنوب؛ وقول أَبي ذؤيب: