[فصل الفاء]
  أَقبل الليل وأَدبر النهار فقد أَفْطَرَ الصائم أَي دخل في وقت الفِطْر وحانَ له أَن يُفْطِرَ، وقيل: معناه أَنه قد صار في حكم المُفْطِرين، وإن لم يأْكل ولم يشرب.
  ومنه الحديث: أَفْطَرَ الحاجمُ والمحجومُ أَي تَعرَّضا للإِفطارِ، وقيل: حان لهما أَن يُفْطِرَا، وقيل: هو على جهة التغليظ لهما والدعاء عليهما.
  وفَطَرَتِ المرأَةُ العجينَ حتى استبان فيه الفُطْرُ، والفَطِير: خلافُ الخَمِير، وهو العجين الذي لم يختمر.
  وفَطَرْتُ العجينَ أَفْطِره فَطْراً إذا أَعجلته عن إدراكه.
  تقول: عندي خُبْزٌ خَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ أَي طَرِيّ.
  وفي حديث معاوية: ماء نَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِير أَي طَريٌّ قَرِيبٌ حَدِيثُ العَمَل.
  ويقال: فَطَّرْتُ الصائمَ فأَفْطَر، ومثله بَشَّرُتُه فأَبْشَر.
  وفي الحديث: أَفطر الحاجمُ والمَحْجوم.
  وفَطَر العجينَ يَفْطِرُه ويَفْطُره، فهو فطير إذا اختبزه من ساعته ولم يُخَمّرْه، والجمع فَطْرَى، مَقصورة.
  الكسائي: خَمَرْتُ العجين وفَطَرْته، بغير أَلف، وخُبْز فَطِير وخُبْزة فَطِير، كلاهما بغير هاء؛ عن اللحياني، وكذلك الطين.
  وكل ما أُعْجِلَ عن إدراكه: فَطِير.
  الليث: فَطَرْتُ العجينَ والطين، وهو أَن تَعْجِنَه ثم تَخْتَبزَه من ساعته، وإذا تركته ليَخْتَمِرَ فقد خَمَّرْته، واسمه الفَطِير.
  وكل شيءٍ أَعجلته عن إدراكه، فهو فَطِير.
  يقال: إِيايَ والرأْيَ الفَطِير؛ ومنه قولهم: شَرُّ الرأْيِ الفَطِير.
  وفَطَرَ جِلْدَه، فهو فَطِيرٌ، وأَفْطَره: لم يُرْوِه من دِباغٍ؛ عن ابن الأَعرابي.
  ويقال: قد أَفْطَرْتَ جلدك إذا لم تُرْوِه من الدباغ.
  والفَطِيرُ من السِّياطِ: المُحَرَّمُ الذي لم يُجَدْ دباغُه.
  وفِطْرٌ، من أَسمائهم: مُخَدِّثٌ، وهو فِطْرُ بن خليفة.
  فعر: الفَعْرُ: لغة يمانية، وهو ضرب من النبت، زعموا أَنه الهَيْشُ؛ قال ابن دريد: ولا أَحُقُّ ذاك.
  وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَنه قال: الفَعْرُ أَكل الفَعارِير، وهي صغارُ الذآنين؛ قال الأَزهري: وهذا يُقَوِّي قولَ ابن دريد:
  فغر: فَغَر فاه يَفْغَرُه ويَفْغُره؛ الأَخيرة عن أبي زيد، فَغْراً وفُغُوراً: فتحه وشحَاه؛ وهو واسعُ فَغْرِ الفَمِ؛ قال حُمَيْدُ بن ثور يصف حمامة:
  عَجِبْتُ لها أَنَّى يَكُونُ غِناؤُها ... فَصيحاً، ولم تَفْغَرْ بمَنْطقها فَمَا؟
  يعني بالمَنْطِق بكاءها.
  وفَغَرَ الفَمُ نفْسُه وانْفَغَر: انفتح، يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى.
  وفي حديث الرؤيا: فيَفْغَرُ فاه فيُلْقِمه حَجَراً أَي بفتحه.
  وفي حديث أَنس، ¥: أَخَذَ تمراتٍ فَلاكَهُنَّ ثم فَغَر فَا الصبيِّ وتركها فيه.
  وفي حديث عصا موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: فإِذا هي حية عظيمة فاغِرَةٌ فاها.
  وفي حديث النابغة الجَعْدِيّ: كُلَّما سقطت له سِنٌّ فَغَرَتْ له سِنٌّ؛ قوله فغرت أَي طلعت، من قولك فَغَر فاه إذا فتحه، كأَنها تَتَفَطَّرُ وتَتَفَتَّح كما يَنْفَطِرُ ويَنْفَتِحُ النبات؛ قال الأَزهري: صوابه ثَغَرَتْ، بالثاء، إلا أَن تكون الفاء مبدلة من الثاء.
  وفَغْرُ الفَم: مَشَقُّه.
  وأَفْغَرَ النجمُ، وذلك في الشتاء، لأَن الثُّرَيَّا إِذا كَبَّدَ السماءَ مَنْ نَظَر إليه فَغَر فاه أَي فتحه.
  وفي التهذيب: فَغَرَ النجمُ، وهو الثُّرَيَّا إذا حَلَّقَ فصار على قِمَّةِ رأْسِك، فمن نظر إليه فَغَر فاه.
  والفَغْرُ: الوَرْدُ إذا فَتَّحَ.
  قال الليث: الفَغْرُ الوردُ إذا فَغَمَ وفَقَّحَ.
  قال الأَزهري: إخاله أَراد الفَغْوَ، بالواو، فصحَّفه وجعله راء.
  وانْفَغَر النَّوْرُ: تَفَتَّح.