لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 60 - الجزء 5

  والمَفْغَرَةُ: الأَرض الواسعة، وربما سميت الفَجْوَةُ في الجبل إِذا كانت دون الكَهْف مَفْغَرةً، وكلُّه من السَّعَة.

  والفُغَرُ: أَفواه الأَوْدِية، الواحدة فُغرَةٌ؛ قال عَدِيّ بن زيد:

  كالبيضِ في الرَّوْضِ المُنَوِّرِ قد ... أَفْضَى إِليه، إِلى الكَثِيبِ، فُغَرْ

  والفَغَّار: لقب رجل من فرسان العرب سمي بهذا البيت:

  فَغَرْتُ لَدَى النعمانِ لما لقيته ... كما فَغَرتْ للحَيْض شَمْطاءُ عارِكُ

  والفَاغِرةُ: ضرب من الطِّيب، وقيل: إِنه أُصول النَّيْلُوفَرِ الهندي.

  والفاغِرُ: دُوَيْبَّة أَبرق الأَنفِ يَلْكَعُ الناسَ، صفة غالبة كالغارِب، ودُوَيْبَّة لا تزال فاغِرةً فاها يقال لها الفاغر.

  وفِغْرَى: اسم موضع؛ قال كُثَيّر عَزَّة:

  وأَتْبَعْتُها عَيْنَيَّ، حتى رأَيتُها ... أَلَمَّتْ بفِغْرَى والقِنَان تَزُورُها

  فقر: الفَقْر والفُقْر: ضد الغِنى، مثل الضَّعْفِ والضُّعْف.

  الليث: والفُقْر لغة رديئة؛ ابن سيده: وقَدْرُ ذلك أَن يكون له ما يَكْفي عيالَه، ورجل فَقِيرٌ من المال، وقد فَقُرَ، فهو فَقير، والجمع فُقَراءُ، والأُنثى فَقِيرةٌ من نسوة فَقَائِر؛ وحكى اللحياني: نسوة فُقَراءُ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا، قال: وعندي أَن قائل هذا من العرب لم يَعْتدّ بهاء التأْنيث فكأَنه إِنما جمع فقيراً، قال: ونظيره نسوة فُقَهاءُ.

  ابن السكيت: الفَقِيرُ الذي له بُلْغَةٌ من العيش؛ قال الراعي يمدح عبد الملك بن مَرْوان ويشكو إِليه سُعاته:

  أَما الفَقِيرُ الذي كانت حَلُوبَتُه ... وَفْقَ العِيال، فلم يُتْرَكْ له سَبَدُ

  قال: والمسكين الذي لا شيء له.

  وقال يونس: الفَقِيرُ أَحسن حالًا من المسكين.

  قال: وقلت لأَعرابي مرةً: أَفَقِيرٌ أَنت؟ فقال: لا والله بل مسكين؛ فالمسكين أَسوأُ حالًا من الفقير.

  وقال ابن الأَعرابي: الفَقِيرُ الذي لا شيء له، قال: والمسكين مثله.

  والفَقْر: الحاجة، وفعله الافْتِقارُ، والنعت فَقِيرٌ.

  وفي التنزيل العزيز: إِنما الصدقات للفُقَراءِ والمساكين؛ سئل أَبو العباس عن تفسير الفَقِير والمسكين فقال: قال أَبو عمرو بن العلاء فيما يَروي عنه يونُس: الفَقِيرُ الذي له ما يَأْكل، والمسكين الذي لا شيء له؛ وروى ابن سلام عن يونس قال: الفَقِيرُ يكون له بعض ما يُقيمه، والمسكين الذي لا شيء له؛ ويُرْوى عن خالد بن يزيد أَنه قال: كأَن الفَقِيرَ إِنما سُمِّي فَقِيراً لِزَمانةٍ تصيبه مع حاجة شديدة تمنعه الزَّمانةُ من التَّقَلُّب في الكسب على نفسه فهذا هو الفَقِيرُ.

  الأَصمعي: المسكين أَحسن حالًا من الفَقِيرِ، قال: وكذلك قال أَحمد بن عبيد، قال أَبو بكر: وهو الصحيح عندنا لأَن الله تعالى سَمَّى من له الفُلْك مسكيناً، فقال: أَما السفينة فكانت لمساكين يَعْملون في البحر؛ وهي تساوي جُمْلة؛ قال: والذي احتج به يونس من أَنه قال لأَعرابي أَفَقيرٌ أَنت؟ فقال: لا والله بل مسكين، يجوز أَن يكون أَراد لا والله بل انا أَحسن حالًا من الفقير، والبيت الذي احتج به ليس فيه حجة، لأَن المعنى كانت لهذا الفَقِيرِ حَلوبةٌ فيما تقدم، وليست له في هذه الحالة حَلوبَةٌ؛ وقيل الفَقِيرُ الذي لا شيء له، والمسكين الذي له بعض ما