[فصل القاف]
  وقوله في الرمل:
  أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً: ... انَّنِي قد طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ
  قال ابن سيده: هكذا أَنشده الخليل بتسكين الراء ولو أَطلقه لجاز، ما لم يمنع منه مخافةُ إِقواء؛ وقول ابن مقبل:
  نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ ... من الأَحادِيثِ، حتى زِدْنَني لِينا
  إِنما أَراد بقَصْر من الأَحاديث فزِدْنَني بذلك لِيناً.
  والقَصْرُ: الغاية؛ قاله أَبو زيد وغيره؛ وأَنشد:
  عِشْ ما بدا لك، قَصْرُكَ المَوْتُ ... لا مَعْقِلٌ منه ولا فَوْتُ
  بَيْنا غِنى بَيْتٍ وبَهْجَتِه ... زال الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ
  وفي الحديث: من شَهِدَ الجمعة فصَلى ولم يُؤذ أَحداً بقَصْرِه إِن لم يُغْفَرْ له جُمْعَتَه تلك ذُنوبُه كلُّها أَن تكون كفارتُه في الجمعة التي تليها أَي غايته.
  يقال: قَصْرُك أَن تفعل كذا أَي حسبك وكفايتك وغايتك، وكذلك قُصارُك وقُصارَاك، وهو من معنى القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بلغت الغاية حَبَسَتْك، والباء زائدة دخلت على المبتدإِ دُخُولَها في قولهم: بحسبك قولُ السَّوْءِ، وجمعته منصوبة على الظرف.
  وفي حديث معاذ: فإِنَّ له ما قَصَرَ في بيته أَي ما حَبَسَه.
  وفي حديث أَسماء الأَشْهَلِيَّة: إِنا مَعْشَرَ النساء، محصوراتٌ مقصوراتٌ.
  وفي حديث عمر، ¥: فإِذا هم رَكْبٌ قد قَصَر بهم الليلُ أَي حبسهم.
  وفي حديث ابن عباس: قُصِرَ الرجالُ على أَربع من أَجل أَموال اليتامى أَي حُبِسُوا أَو منعوا عن نكاح أَكثر من أَربع.
  ابن سيده: يقال قَصْرُك وقُصارُك وقَصارُك وقُصَيْراكَ وقُصارَاكَ أَن تفعل كذا أَي جُهْدُك وغايتُك وآخرُ أَمرك وما اقْتَصَرْتَ عليه؛ قال الشاعر:
  لها تَفِراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها ... إِلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ
  وقال الشاعر:
  إِنما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ ... والعَوارِيُّ قُصارَى أَن تُرَدّ
  ويقال: المُتَمَنِّي قُصاراه الخَيْبةُ.
  والقَصْرُ كَفُّك نَفْسَك عن أَمر وكفُّكها عن أَن تطمح بها غَرْبَ الطَّمَع.
  ويقال: قَصَرْتُ نفسي عن هذا أَقْصُرها قَصْراً.
  ابن السكيت: أَقْصَر عن الشيءِ إِذا نَزَع عنه وهو يَقْدِر عليه، وقَصَر عنه إِذا عجز عنه ولم يستطعه، وربما جاءَا بمعنى واحد إِلا أَن الأَغلب عليه الأَول؛ قال لبيد:
  فلستُ، وإِن أَقْصَرْتُ عنه، بمُقْصِر
  قال المازني: يقول لستُ وإِن لمتني حتى تُقْصِرَ بي بمُقْصِرٍ عما أُريد؛ وقال امرؤ القيس:
  فتُقْصِرُ عنها خَطْوَة وتَبوصُ
  ويقال: قَصَرْتُ بمعنى قَصَّرْت؛ قال حُمَيْد:
  فلئن بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً ... ولئن قَصَرْتُ لكارِهاً ما أَقْصُرُ
  وأَقْصَر فلان عن الشيء يُقْصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عنه وانتهى.
  والإِقْصار: الكف عن الشيء.
  وأَقْصَرْتُ عن الشيء: كففتُ ونَزَعْتُ مع القدرة عليه، فإِن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا أَلف.
  وقَصَرْتُ عن الشيء قصوراً: عجزت عنه ولم أَبْلُغْه.
  ابن