لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 97 - الجزء 5

  وقوله في الرمل:

  أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً: ... انَّنِي قد طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ

  قال ابن سيده: هكذا أَنشده الخليل بتسكين الراء ولو أَطلقه لجاز، ما لم يمنع منه مخافةُ إِقواء؛ وقول ابن مقبل:

  نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ ... من الأَحادِيثِ، حتى زِدْنَني لِينا

  إِنما أَراد بقَصْر من الأَحاديث فزِدْنَني بذلك لِيناً.

  والقَصْرُ: الغاية؛ قاله أَبو زيد وغيره؛ وأَنشد:

  عِشْ ما بدا لك، قَصْرُكَ المَوْتُ ... لا مَعْقِلٌ منه ولا فَوْتُ

  بَيْنا غِنى بَيْتٍ وبَهْجَتِه ... زال الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ

  وفي الحديث: من شَهِدَ الجمعة فصَلى ولم يُؤذ أَحداً بقَصْرِه إِن لم يُغْفَرْ له جُمْعَتَه تلك ذُنوبُه كلُّها أَن تكون كفارتُه في الجمعة التي تليها أَي غايته.

  يقال: قَصْرُك أَن تفعل كذا أَي حسبك وكفايتك وغايتك، وكذلك قُصارُك وقُصارَاك، وهو من معنى القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بلغت الغاية حَبَسَتْك، والباء زائدة دخلت على المبتدإِ دُخُولَها في قولهم: بحسبك قولُ السَّوْءِ، وجمعته منصوبة على الظرف.

  وفي حديث معاذ: فإِنَّ له ما قَصَرَ في بيته أَي ما حَبَسَه.

  وفي حديث أَسماء الأَشْهَلِيَّة: إِنا مَعْشَرَ النساء، محصوراتٌ مقصوراتٌ.

  وفي حديث عمر، ¥: فإِذا هم رَكْبٌ قد قَصَر بهم الليلُ أَي حبسهم.

  وفي حديث ابن عباس: قُصِرَ الرجالُ على أَربع من أَجل أَموال اليتامى أَي حُبِسُوا أَو منعوا عن نكاح أَكثر من أَربع.

  ابن سيده: يقال قَصْرُك وقُصارُك وقَصارُك وقُصَيْراكَ وقُصارَاكَ أَن تفعل كذا أَي جُهْدُك وغايتُك وآخرُ أَمرك وما اقْتَصَرْتَ عليه؛ قال الشاعر:

  لها تَفِراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها ... إِلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ

  وقال الشاعر:

  إِنما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ ... والعَوارِيُّ قُصارَى أَن تُرَدّ

  ويقال: المُتَمَنِّي قُصاراه الخَيْبةُ.

  والقَصْرُ كَفُّك نَفْسَك عن أَمر وكفُّكها عن أَن تطمح بها غَرْبَ الطَّمَع.

  ويقال: قَصَرْتُ نفسي عن هذا أَقْصُرها قَصْراً.

  ابن السكيت: أَقْصَر عن الشيءِ إِذا نَزَع عنه وهو يَقْدِر عليه، وقَصَر عنه إِذا عجز عنه ولم يستطعه، وربما جاءَا بمعنى واحد إِلا أَن الأَغلب عليه الأَول؛ قال لبيد:

  فلستُ، وإِن أَقْصَرْتُ عنه، بمُقْصِر

  قال المازني: يقول لستُ وإِن لمتني حتى تُقْصِرَ بي بمُقْصِرٍ عما أُريد؛ وقال امرؤ القيس:

  فتُقْصِرُ عنها خَطْوَة وتَبوصُ

  ويقال: قَصَرْتُ بمعنى قَصَّرْت؛ قال حُمَيْد:

  فلئن بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً ... ولئن قَصَرْتُ لكارِهاً ما أَقْصُرُ

  وأَقْصَر فلان عن الشيء يُقْصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عنه وانتهى.

  والإِقْصار: الكف عن الشيء.

  وأَقْصَرْتُ عن الشيء: كففتُ ونَزَعْتُ مع القدرة عليه، فإِن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا أَلف.

  وقَصَرْتُ عن الشيء قصوراً: عجزت عنه ولم أَبْلُغْه.

  ابن