لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 96 - الجزء 5

  قَصِيراً. وقالوا: لا وفائتِ نَفَسِي القَصِيرِ؛ يَعْنُون النَّفَسَ لقِصَرِ وقته، الفائِتُ هنا هو الله ø.

  والأَقاصِرُ: جمع أَقْصَر مثل أَصْغَر وأَصاغِر؛ وأَنشد الأَخفش:

  إِليكِ ابنةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالةَ الرِّجالِ ... وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُه

  ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كلِّ شَرْمَحٍ ... طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُه

  يقول لها: لا تعيبيني بالقِصَرِ فإِن أَصْلالَ الرجال ودُهاتَهم أَقاصِرُهم، وإِنما قال أَقاصره على حدّ قولهم هو أَحسنُ الفتيان وأَجْمَله، يريد: وأَجملهم، وكذا قوله فإِن الأَقصرين أَمازره يريد أَمازِرُهم، وواحدُ أَمازِرَ أَمْزَرُ، مثل أَقاصِرَ وأَقْصَر في البيت المتقدم، والأَمْزَرُ هو أَفعل، من قولك: مَزُرَ الرجلُ مَزارة، فهو مَزِيرٌ، وهو أَمْزَرُ منه، وهو الصُّلْبُ الشديد والشَّرْمَحُ الطويل.

  وأَما قولهم في المثل: لا يُطاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ، فهو قَصِيرُ بن سَعْد اللَّخْمِيّ صاحب جَذِيمَة الأَبْرَشِ.

  وفرس قَصِيرٌ أَي مُقْرَبَةٌ لا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ لنفاستها؛ قال مالك بن زُغْبة، وقال ابن بري: هو لزُغْبَةَ الباهليّ وكنيته أَبو شقيق، يصف فرسه وأَنها تُصانُ لكرامتها وتُبْذَلُ إِذا نزلت شِدَّةٌ:

  وذاتِ مَناسِبٍ جَرْداءَ بِكْرٍ ... كأَنَّ سَراتَها كَرٌّ مَشيِقُ

  تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخيلِ عالٍ ... كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ

  تَراها عند قُبَّتِنا قَصِيراً ... ونَبْذُلُها إِذا باقتْ بَؤُوقُ

  البَؤُوقُ: الداهيةُ.

  وباقَتْهم: أَهْلَكَتْهم ودهَتْهم.

  وقوله: وذاتُ مَناسب يريد فرساً منسوبة من قِبَلِ الأَب والأُم.

  وسَراتُها: أَعلاها.

  والكَرُّ، بفتح الكاف هنا: الحبل.

  والمَشِيقُ: المُداوَلُ.

  وتُنِيفُ: تُشْرِفُ.

  والصَّلْهَبُ: العُنُق الطويل.

  والسَّحُوقُ من النخل: ما طال.

  ويقال للمَحْبُوسة من الخيل: قَصِير؛ وقوله:

  لو كنتُ حَبْلًا لَسَقَيْتُها بِيَه ... أَو قاصِراً وَصَلْتُه بثَوْبِيَه

  قال ابن سيده: أُراه على النَّسَب لا على الفعل، وجاء قوله ها بيه وهو منفصل مع قوله ثوبيه لأَن أَلفها حينئذ غير تأْسيس، وإِن كان الروي حرفاً مضمراً مفرداً، إِلا أَنه لما اتصل بالياء قوي فأَمكن فصله.

  وتَقَاصَرَ: أَظْهَرَ القِصَرَ.

  وقَصَّرَ الشيءَ: جعله قَصِيراً.

  والقَصِيرُ من الشَّعَر: خلافُ الطويل.

  وقَصَرَ الشعرَ: كف منه وغَضَّ حتى قَصُرَ.

  وفي التنزيل العزيز: مُحَلِّقِين رُؤُوسَكم ومُقَصِّرينَ؛ والاسم منه القِصارُ؛ عن ثعلب.

  وقَصَّرَ من شعره تَقْصِيراً إِذا حذف منه شيئاً ولم يستأْصله.

  وفي حديث عمر، ¥: أَنه مر برجل قد قَصَّر الشَّعَر في السوق فعاقَبه؛ قَصَّرَ الشعَرَ إِذا جَزَّه، وإِنما عاقبه لأَن الريح تحمله فتلقيه في الأَطعمة.

  وقال الفراء: قلت لأَعرابي بمنى: الْقِصارُ أَحَبُّ إِليك أَم الحَلْقُف يريد: التقصيرُ أَحَبُّ إِليك أَم حلق الرأْس.

  وإِنه لقَصِير العِلْم على المَثَل.

  والقَصْرُ: خلاف المَدِّ، والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر.

  والمَقْصُور: من عروض المديد والرمل ما أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نحو فاعلاتن حذفت نونه وأُسكنت تاؤه فبقي فاعلات فنقل إِلى فاعلان، نحو قوله:

  لا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه ... كلُّ عَيْشٍ صائرٌ للزَّوالْ