لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 99 - الجزء 5

  أَي حُبِسْنَ عليه يَشْرَبُ أَلبانها في شدة الشتاء.

  قال ابن جني: هذا جواب كم، كأَنه قال كم قُصِرْن عليه، وكم ظرف ومنصوبه الموضع، فكان قياسه أَن يقول ستة أَشهر لأَن كم سؤال عن قدرٍ من العدد محصور، فنكرة هذا كافية من معرفته، أَلا ترى أَن قولك عشرون والعشرون وعشروك فائدته في العدد واحدة؟ لكن المعدود معرفة في جواب كم مرة، ونكرة أُخرى، فاستعمل الشتاء وهو معرفة في جواب كم، وهذا تطوّع بما لا يلزم وليس عيباً بل هو زائد على المراد، وإِنما العيب أَن يُقَصِّرَ في الجواب عن مقتضى السؤَال، فأَما إِذا زاد عليه فالفضل له، وجاز أَن يكون الشتاء جوباً لكم من حيث كان عدداً في المعنى، أَلا تراه ستة أَشهر؟ قال: ووافقنا أَبو علي، ¦، ونحن بحلب على هذا الموضع من الكتاب وفسره ونحن بحلب فقال: إِلا في هذا البلد فإِنه ثمانية أَشهر؛ ومعنى قوله:

  وهو للذود أَن يقسَّمن جار

  أَي أَنه يُجيرها من أَن يُغار عليها فَتُقْسَمَ، وموضع أَن نصبٌ كأَنه قال: لئلا يُقَسَّمْنَ ومن أَن يُقَسَّمْنَ، فَحذف وأَوصل.

  وامرأَة قَصُورَة وقَصيرة: مَصُونة محبوسة مقصورة في البيت لا تُتْرَكُ أَن تَخْرُج؛ قال كُثَيِّر:

  وأَنتِ التي جَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ ... إِليَّ، وما تدري بذاك القَصائِرُ

  عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ، ولم أُرِدْ ... قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النساء البَحاتِرُ

  وفي التهذيب: عَنَيتُ قَصُوراتِ الحجالِ، ويقال للجارية المَصونة التي لا بُروزَ لها: قَصِيرةٌ وقَصُورَة؛ وأَنشد الفراء:

  وأَنتِ التي حببتِ كلَّ قَصُورة

  وشَرُّ النساءِ البَهاتِرُ.

  التهذيب: القَصْرُ الحَبْسُ؛ قال الله تعالى: حُورٌ مقصورات في الخيام، أَي محبوسات في خيام من الدُّرِّ مُخَدَّرات على أَزواجهن في الجنات؛ وامرأَة مَقْصورة أَي مُخَدَّرة.

  وقال الفرّاء في تفسير مَقْصورات، قال: قُصِرْنَ على أَزواجهن أَي حُبِسْن فلا يُرِدْنَ غيرهم ولا يَطْمَحْنَ إِلى من سواهم.

  قال: والعرب تسمي الحَجَلَةَ المقصورةَ والقَصُورَةَ، وتسمي المقصورة من النساء القَصُورة، والجمع القَصائِرُ، فإِذا أَرادوا قِصَرَ القامة قالوا: امرأَة قَصِيرة، وتُجْمَعُ قِصاراً.

  وأَما قوله تعالى: وعندهم قاصراتُ الطَّرْفِ أَترابٌ؛ قال الفراء: قاصراتُ الطَّرْف حُورٌ قد قَصَرْنَ أَنفسهنَّ على أَزواجهن فلا يَطْمَحْنَ إِلى غيرهم؛ ومنه قول امرئ القيس:

  من القاصراتِ الطَّرْفِ، لو دَبَّ مُحْوِلٌ ... من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لأَثَّرا

  وقال الفراء: امرأَة مَقْصُورة الخَطْوِ، شبهت بالمقيَّد الذي قَصَرَ القيدُ خَطوَه، ويقال لها: قَصِيرُ الخُطى؛ وأَنشد:

  قَصِيرُ الخطى ما تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَى ... ولا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّما

  التهذيب: وقد تُجْمَعُ القَصِيرةُ من النساء قِصارَةً؛ ومنه قول الأَعشى:

  لا ناقِصِي حَسَبٍ ولا ... أَيْدٍ، إِذا مدَّتْ قِصارَه

  قال الفراء: والعرب تدخل الهاء في كل جمع على فِعالٍ،