لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 100 - الجزء 5

  يقولون: الجِمالَةُ والحِبالَة والذِّكارَة والحِجارة، قال: جِمالاتٌ صُفْرٌ.

  ابن سيده: وأَما قول الشاعر:

  وأَهْوى من النِّسْوانِ كلَّ قَصِيرةٍ ... لها نَسَبٌ، في الصالحين، قَصِيرُ

  فمعناه أَنه يَهْوى من النساء كل مقصورة يُغْنى بنسبها إِلى أَبيها عن نَسَبها إِلى جَدِّها.

  أَبو زيد: يقال أَبْلِغ هذا الكلامَ بني فلان قَصْرَةً ومَقْصُورةً أَي دون الناس، وقد سميت المَقْصورة مَقْصُورَةً لأَنها قُصِرَت على الإِمام دون الناس.

  وفلان قَصِيرُ النسب إِذا كان أَبوه معروفاً إِذ ذِكْره للابن كفايةٌ عن الانتماء إِلى الجد الأَبعد؛ قال رؤبة:

  قد رَفَعَ العَجَّاجُ ذِكْري فادْعُني ... باسْمٍ، إِذا الأَنْسابُ طالتْ، يَكفِني

  ودخل رُؤْبةُ على النَّسَّابة البَكْريّ فقال: من أَنتف قال: رؤبة بن العجاج.

  قال: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ.

  وسَيْلٌ قَصِير: لا يُسِيل وادِياً مُسَمًّى إِنما يُسِيلُ فُرُوعَ الأَوْدِية وأَفْناءَ الشِّعابِ وعَزَازَ الأَرضِ.

  والقَصْرُ من البناء: معروف، وقال اللحياني: هو المنزل، وقيل: كل بيت من حَجَر، قُرَشِيَّةٌ، سمي بذلك لأَنه تُقصَرُ فيه الحُرَمُ أَي تُحْبس، وجمعه قُصُور.

  وفي التنزيل العزيز: ويجْعَل لك قُصُوراً.

  والمَقْصُورة: الدار الواسعة المُحَصَّنَة، وقيل: هي أَصغر من الدار، وهو من ذلك أَيضاً.

  والقَصُورَةُ والمَقْصورة: الحَجَلَةُ؛ عن اللحياني.

  الليث: المَقْصُورَة مقام الإِمام، وقال: إِذا كانت دار واسعة مُحَصَّنة الحيطان فكل ناحية منها على حِيالِها مَقْصُورة، وجمعها مَقاصِرُ ومَقاصِيرُ؛ وأَنشد:

  ومن دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ

  المُصْمَتُ: المُحْكَمُ.

  وقُصارَةُ الدار: مَقْصُورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار.

  قال أُسَيْدٌ: قُصارَةُ الأَرض طائفة منها قَصِيرَة قد علم صاحبها أَنها أَسْمَنُها أَرضاً وأَجودُها نبتاً قدر خمسين ذراعاً أَو أَكثر، وقُصارَةُ الدار: مَقْصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار، قال: وكان أَبي وعمي على الحِمى فَقَصَرَا منها مقصورة لا يطؤها غيرهما.

  واقْتَصَرَ على الأَمر: لم يُجاوزه.

  وماء قاصِرٌ أَي بارد.

  وماء قاصِرٌ: يَرْعى المالُ حولَه لا يجاوزه، وقيل: هو البعيد عن الكلإِ.

  ابن السكيت: ماء قاصِرٌ ومُقْصِرٌ إِذا كان مَرْعاه قريباً؛ وأَنشد:

  كانتْ مِياهِي نُزُعاً قَواصِرَا ... ولم أَكنْ أُمارِسُ الجَرائرا

  والنُّزُعُ: جمع النَّزُوعِ، وهي البئر التي يُنْزَعُ منها باليدين نَزْعاً، وبئر جَرُورٌ: يستقى منها على بعير؛ وقوله أَنشده ثعلب في صفة نخل:

  فهُنَّ يَرْوَيْنَ بطَلٍّ قَاصِرِ

  قال: عَنى أَنها تشرب بعروقها.

  وقال ابن الأَعرابي: الماء البعيد من الكلإِ قاصِرٌ باسِطٌ ثم مُطْلِبٌ.

  وكَلأَ قاصِرٌ: بينه وبين الماء نَبْحَةُ كلب أَو نَظَرُك باسِطاً.

  وكَلأَ باسِطٌ: قريب؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  إِليكِ ابْنَةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالَةَ الرجالِ ... وأَصْلالُ الرجالِ أَقاصِرُه

  لم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه عنى حَبائسَ قَصائِرَ.

  والقُصارَةُ والقِصْرِيُّ والقَصَرَة والِقُصْرى والقَصَرُ؛ الأَخيرة عن اللحياني: ما يَبْقى في المُنْخُلِ بعد