لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 106 - الجزء 5

  قِطْرِيّ.

  وفي حديث عائشة: قال أَيْمَنُ دَخَلْتُ على عائشة وعليها دِرْعٌ قِطْرِيٌّ تَمَنُه خمسة دراهم؛ أَبو عمرو: القِطْرُ نوع من البُرود؛ وأَنشد:

  كَساكَ الحَنْظَليُّ كساءَ صُوفٍ ... وقِطْرِيّاً، فأَنتَ به تَفِيدُ

  شمر عن البَكْراوِيّ قال: البُرُود والقِطْرِيّة حُمْرٌ لها أَعلام فيها بعض الخشونة، وقال خالد بن جَنْبَةَ: هي حُلَلٌ تُعْمَلُ بمكان لا أَدري أَين هو.

  قال: وهي جِيادٌ وقد رأَيتها وهي حُمْرٌ تأْتي من قِبَلِ البحرين.

  قال أَبو منصور: وبالبحرين على سِيف وعُمان⁣(⁣١) مدينة يقال لها قَطَرٌ، قال: وأَحسبهم نسبوا هذه الثياب إِليها فخففوا وكسروا القاف للنسبة، وقالوا: قِطْرِيٌّ، والأَصل قَطَرِيٌّ كما قالوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قال جرير:

  لَدَى قَطَرِيَّاتٍ، إِذا ما تَغَوَّلَتْ ... بها البِيدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَيافِيا

  أَراد بالقَطَرِيَّاتِ نَجائبَ نسبها إِلى قَطَر وما والاها من البَرِّ؛ قال الراعي وجعل النعام قَطَرِيَّةً:

  الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَريَّةٍ ... والآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ

  نسب النعائم إِلى قَطَرٍ لاتصالها بالبَرِّ ومحاذاتها رِمالَ يَبْرِينَ.

  والقُطْر، بالضم: الناحية والجانب، والجمع أَقْطار.

  وقومُك أَقْطارَ البلادِ: على الظرف وهي من الحروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها غرائب.

  وفي التنزيل العزيز: من أَقطار السماوات والأَرض؛ أَقطارُها: نواحيها، واحدها قُطْر، وكذلك أَقتارُها، واحدها قُتْرٌ.

  قال ابن مسعود: لا يعجبنك ما ترى من المرء حتى تنظر على أَيِّ قُطْرَيْه يقع أَي على أَي شِقَّيه يقع في خاتمة عمله، أَعلى شق الإِسلام أَو غيره.

  وأَقطارُ الفَرَس: ما أَشرف منه وهو كاثِبَتُه وعَجُزُه، وكذلك أَقطار الخيل والجمل ما أَشْرَفَ من أَعاليه.

  وأَقطارُ الفَرس والبعير: نواحيه.

  والتَّقاطُرُ: تقابُلُ الأَقطارِ.

  وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه على قُطْرِه أَي جانبه، فَتَقَطَّر أَي سقط، قال الهُذَليُّ المُتَنَخِّلُ:

  التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه ... كأَنه من عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ

  مُجَدَّلًا يتَسَقَّى جِلْدُه دَمَه ... كما يُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ

  ويروى: يتَكَسَّى جِلْدُه.

  والقُطُلُ: المقطوعُ.

  وقول: مُصْفَرّاً أَنامِلُه يريد أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه.

  والعُقار: الخَمْر التي لازَمَتِ الدَّنَّ وعاقَرَتْه.

  والثَّمِلُ: الذي أَخذ منه الشَّرابُ.

  والمُجَدَّلُ: الذي سقط بالجَدالَةِ وهي الأَرض.

  والدَّوْمَةُ: واحدةُ الدَّوْمِ وهو شجر المُقْل.

  الليث: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شديدة قلت قَطَّرْتُه؛ وأَنشد:

  قد عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها ... ما قَطَّرَ الفارِسَ إِلَّا أَنا

  وفي الحديث: فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ في الفُراتِ فغَرِقَ أَي أَلقته في الفُرات على أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْه.

  والنَّقَدُ: صِغارُ الغَنَم.

  وفي الحديث: أَن رجلًا رمى امرأَةً يوم الطائف فما أَخطأَ أَن قَطَّرَها.

  وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، ®: قد جمع حاشِيَتَيْه وضَمَّ قُطْرَيْه أَي جمع جانبيه عن الإِنتشارِ والتَّبَدُّدِ والتَّفَرُّقِ، والله


(١) قوله [على سيف وعمان] كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: قال أبو منصور في اعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والقعير قرية يقال لها قطر.