لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 271 - الجزء 1

  مُعاناة لا كالرِّماح لأَنها مُظْهَرة يمكن تعجيل الأَذى بها، وإنما اشترطوا ذلك ليكون عَلَماً وأَمارةً للسَّلْم إذ كان دُخولُهم صُلْحاً.

  وجَلَبَ الدَّمُ، وأَجْلَبَ: يَبِسَ، عن ابن الأَعرابي.

  والجُلْبةُ: القِشْرةُ التي تَعْلُو الجُرْحَ عند البُرْءِ.

  وقد جَلَبَ يَجْلِبُ ويَجْلُبُ، وأَجْلَبَ الجُرْحُ مثله.

  الأَصمعي: إذا عَلَتِ القَرْحةَ جِلْدةُ البُرْءِ قيل جَلَبَ.

  وقال الليث: قَرْحةٌ مُجْلِبةٌ وجالِبةٌ وقُروحٌ جَوالِبُ وجُلَّبٌ، وأَنشد:

  عافاكَ رَبِّي مِنْ قُرُوحٍ جُلَّبِ ... بَعْدَ نُتُوضِ الجِلْدِ والتَّقَوُّبِ

  وما في السَّماءِ جُلْبةٌ أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُها، عن ابن الأَعرابي.

  وأَنشد:

  إذا ما السَّماءُ لَمْ تَكُنْ غَيْرَ جُلْبةٍ ... كجِلْدةِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ تُنِيرُها

  تُنِيرُها أَي كأَنَّها تَنْسِجُها بِنِيرٍ.

  والجُلْبةُ في الجَبَل: حِجارة تَراكَمَ بَعْضُها على بَعْض فلم يكن فِيه طَرِيقٌ تأْخذ فيه الدَّوابُّ.

  والجُلْبةُ من الكَلإِ: قطْعةٌ متَفَرِّقةٌ ليست بِمُتَّصِلةٍ.

  والجُلْبةُ: العَضاه إذا اخْضَرَّتْ وغَلُظَ عُودُها وصَلُبَ شَوْكُها.

  والجُلْبةُ: السَّنةُ الشَّديدةُ، وقيل: الجُلْبة مثل الكُلْبةِ، شَدَّةُ الزَّمان؛ يقال: أَصابَتْنا جُلْبةُ الزَّمانِ وكُلْبةُ الزمان.

  قال أَوْسُ بن مَغْراء التَّمِيمي:

  لا يَسْمَحُون، إذا ما جُلْبةٌ أَزَمَتْ ... ولَيْسَ جارُهُم، فِها، بِمُخْتارِ

  والجُلْبةُ: شِدّة الجُوع؛ وقيل: الجُلْبةُ الشِّدّةُ والجَهْدُ والجُوعُ.

  قال مالك بن عويمر بن عثمان بن حُنَيْش الهذلي وهو المتنخل، ويروى لأَبي ذؤيب، والصحيح الأَوّل:

  كأَنَّما، بَيْنَ لَحْيَيْه ولَبَّته ... مِنْ جُلْبةِ الجُوعِ، جَيَّارٌ وإرْزِيزُ

  والإِرْزِيزُ: الطَّعْنة.

  والجَيَّارُ: حُرْقةٌ في الجَوْفِ؛ وقال ابن بري: الجَيَّارُ حَرارةٌ مَن غَيْظٍ تكون في الصّدْرِ.

  والإِرْزِيزُ الرِّعْدةُ.

  والجوالِبُ الآفاتُ والشّدائدُ.

  والجُلْبة: حَدِيدة تكون في الرَّحْل؛ وقيل هو ما يُؤْسر به سِوى صُفَّتِه وأَنْساعِه.

  والجُلْبةُ: جِلْدةٌ تُجْعَلُ على القَتَبِ، وقد أَجْلَبَ قَتَبَه: غَشَّاه بالجُلْبةِ.

  وقيل: هو أَن يَجْعَل عليه جِلْدةً رَطْبةً فَطِيراً ثم يَتْرُكها عليه حتى تَيْبَسَ.

  التهذيب: الإِجْلابُ أَن تأْخذ قِطْعةَ قَدٍّ، فتُلْبِسَها رأْسَ القَتَب، فَتَيْبَس عليه، وهي الجُلْبةُ.

  قال النابغة الجَعْدِي:

  أُّمِرَّ، ونُحِّيَ مِنْ صُلْبِه ... كتَنْحِيةِ القَتَبِ المُجْلَبِ

  والجُلْبةُ: حديدةٌ صغيرة يُرْقَعُ بها القَدَحُ.

  والجُلْبةُ: العُوذة تُخْرَز عليها جِلْدةٌ، وجمعها الجُلَبُ.

  وقال علقمة يصف فرساً:

  بغَوْجٍ لَبانُه يُتَمُّ بَرِيمُه ... على نَفْثِ راقٍ، خَشْيةَ العَيْنِ، مُجْلَبِ⁣(⁣١)

  يُتَمُّ بَرِيمُه: أَي يُطالُ إطالةً لسَعةِ صدرِه.

  والمُجْلِبُ: الذي يَجْعَل العُوذةَ في جِلْدٍ ثم تُخاطُ


(١) قوله [مجلب] قال في التكملة ومن فتح اللام أراد أن على العوذة جلدة.