لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 276 - الجزء 1

  ولا تَقْدَحْ في ساقِه، معناه: لا تَقْتُلْه⁣(⁣١) ولا تَفْتِنْه، وهو على المَثَل.

  قال: وقد فُسِّر الجَنْبُ ههنا بالوَقِيعةِ والشَّتمِ.

  وأَنشد ابن الأَعرابي:

  خَلِيليَّ كُفَّا، واذكُرا اللَّه في جَنْبي

  أَي في الوَقِيعة فيَّ.

  وقوله تعالى: والصاحِبِ بالجَنْبِ وابنِ السَّبِيلِ، يعني الذي يَقْرُبُ منك ويكونُ إلى جَنْبِك.

  وكذلك جارُ الجُنُبِ أَي اللَّازِقُ بك إلى جَنْبِك.

  وقيل: الصاحِبُ بالجَنْبِ صاحِبُك في السَّفَر، وابنُ السَّبِيل الضَّيفُ.

  قال سيبويه وقالوا: هُما خَطَّانِ جَنابَتَيْ أَنْفِها، يعني الخَطَّينِ اللذَين اكْتَنَفا جنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيةِ.

  قال: كذا وقع في كتاب سيبويه.

  ووقع في الفرخ: جَنْبَيْ أَنْفِها.

  والمُجَنِّبتانِ من الجَيش: المَيْمَنةُ والمَيْسَرَةُ.

  والمُجَنَّبةُ، بالفتح: المُقَدَّمةُ.

  وفي حديث أَبي هريرة، ¥: أَنَّ النبيَّ، ، بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَلِيدِ يومَ الفَتْح على المُجَنِّبةِ اليُمْنى، والزُّبَيرَ على المُجَنِّبةِ اليُسْرَى، واستعمل أَبا عُبَيْدةَ على البَياذِقةِ، وهُمُ الحُسَّرُ.

  وجَنَبَتا الوادي: ناحِيَتاه، وكذلك جانِباه.

  ابن الأَعرابي يقال: أَرْسَلُوا مُجَنِّبَتَينِ أَي كَتيبَتَين أَخَذَتا ناحِيَتَي الطَّريقِ.

  والمُجَنِّبةُ اليُمْنى: هي مَيْمَنةُ العسكر، والمُجَنِّبةُ اليُسْرى: هي المَيْسَرةُ، وهما مُجَنِّبَتانِ، والنون مكسورة.

  وقيل: هي الكَتِيبةُ التي تأْخذ إحْدَى ناحِيَتي الطَّريق.

  قال: والأَوَّل أَصح.

  والحُسَّرُ: الرَّجَّالةُ.

  ومنه الحَديث في الباقِياتِ الصَّالحاتِ: هُنَّ مُقَدِّماتٌ وهُنَّ مُجَنِّباتٌ وهُنَّ مُعَقِّباتٌ.

  وجَنَبَ الفَرَسَ والأَسيرَ يَجْنُبُه جَنَباً.

  بالتحريك، فهو مَجْنُوبٌ وجَنِيبٌ: قادَه إلى جَنْبِه وخَيْلٌ جَنائبُ وجَنَبٌ، عن الفارسي.

  وقيل: مُجَنَّبةٌ.

  شُدِّدَ للكثرة.

  وفَرَسٌ طَوعُ الجِنابِ، بكسر الجيم، وطَوْعُ الجَنَبِ، إذا كان سَلِس القِيادِ أَي إذا جُنِبَ كان سَهْلاً مُنْقاداً.

  وقولُ مَرْوانَ⁣(⁣٢) بن الحَكَم: ولا نَكُونُ في هذا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا، لم يفسره ثعلب.

  قال: وأُراه من هذا، وهو اسم للجمع.

  وقوله:

  جُنُوح، تُباريها ظِلالٌ، كأَنَّها ... مَعَ الرَّكْبِ، حَفَّانُ النَّعامِ المُجَنَّب⁣(⁣٣)

  المُجَنَّبُ: المُجْنُوبُ أَي المَقُودُ.

  ويقال جُنِبَ فلان وذلك إذا ما جُنِبَ إلى دَابَّةٍ.

  والجَنِيبَة: الدَّابَّةُ تُقادُ، واحدة الجَنائِبِ، وكلُّ طائِعٍ مُنْقادٍ جَنِيبٌ.

  والأَجْنَبُ: الذي لا يَنْقادُ.

  وجُنَّابُ الرَّجلِ: الذي يَسِير معه إلى جَنْبِه.

  وجَنِيبَتا البَعِير: ما حُمِلَ على جَنْبَيه.

  وجَنْبَتُه: طائِفةٌ من جَنْبِه.

  والجَنْبةُ: جِلْدة من جَنْبِ البَعير يُعْمل منها عُلْبةٌ، وهي فوق المِعْلَقِ من العِلابِ ودُونَ الحَوْأَبةِ.

  يقال: أَعْطِني جَنْبةً أَتَّخِذْ مِنْها عُلْبةً.

  وفي التهذيب: أَعْطِني جَنْبةً، فيُعْطِيه جِلْداً فيَتَّخِذُه عُلْبة.


(١) قوله [لا تقتله] كذا في بعض نسخ المحكم بالقاف من القتل، وفي بعض آخر منه لا تغتله بالغين من الاغتيال.

(٢) قوله [وقول مروان الخ] أورده في المحكم بلصق قوله وخيل جنائب وجنب.

(٣) قوله [جنوح] كذا في بعض نسخ المحكم، والذي في البعض الآخر منه جنوحاً بالنصب.