[فصل الميم]
  والبُوصي: الملَّاح، والماهر: السابح.
  ويقال: مَهَرْتُ بهذا الأَمر أَمهَرُ به مَهارة أَي صرتُ به حاذقاً.
  قال ابن سيده: وقد مَهَر الشيءَ وفيه وبه يَمْهَر مَهْراً ومُهُوراً ومَهارة ومِهارة.
  وقالوا: لم تفعل به المِهَرَة ولم تُعْطِه المِهَرَة، وذلك إِذا عالجت شيئاً فلم ترفُق به ولم تُحسِن عملَه، وكذلك إِن غَذَّى إِنساناً أَو أَدّبه فلم يحسن.
  أَبو زيد: لم تعط هذا الأَمر المِهَرَة أَي لم تأْته من قِبَل وجهه.
  ويقال أَيضاً: لم تأْت إِلى هذا البناء المِهَرَة أَي لم تأْته من قِبَل وجهه ولم تَبْنِه على ما كان ينبغي.
  وفي الحديث: مَثَلُ الماهِر بالقرآن مَثَل السَّفَرَة؛ الماهر: الحاذق بالقراءة، والسفَرة: الملائكة.
  الأَزهري: والمُهْر ولد الرَّمَكَة والفرسِ، والأُنثى مُهْرة، والجمع مُهَر ومُهَرات؛ قال الربيع بن زياد العبسي يحرِّض قومه في طلب دم مالك بن زهير العبسي، وكانت فزارة قتلته لما قَتَلَ حذيفة بن بدر الفزاري:
  أَفبَعْدَ مَقْتَلِ مالك بنِ زُهَيْر ... تَرْجو النساءُ عَواقِبَ الأَطْهارِ؟
  ما إِنْ أَرَى في قتله لِذوِي الحِجى ... إِلا المَطِيَّ تُشدُّ بالأَكْوارِ
  ومُجَنَّباتٍ ما يَذُقْنَ عَذُوفاً ... يَقْذِفْنَ بالمُهَرات والأَمْهارِ(١)
  المجنبات: الخيل تُجَنَّب إِلى الإِبل.
  ابن سيده: المُهْر ولدُ الفرس أَوّل ما يُنْتَج من الخيل والحُمُرِ الأَهلية وغيرها، والجمع القليل أَمْهار؛ قال عدي بن زيد:
  وذي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ ... يَغْذُو أَوابِدَ قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهارا
  يعني بالأَمْهار ههنا أَولادَ الوحش، والكثير مِهار ومِهارة؛ قال:
  كأَن عَتِيقاً مِن مِهارة تَغلِب ... بأَيْدِي الرِّجال الدَّافِنين ابنَ عَتَّابْ
  وقد فَرَّ حَرْبٌ هارباً وابنُ عامِرٍ ... ومن كان يرجو أَنْ يَؤُوبَ، فلا آبْ
  قال ابن سيده: هكذا روته الرواة بإِسكان الباء ووزن نَعَتْتَابْ؛ ووزن فلا آب مفاعيلْ، والأُنثى مُهْرَة؛ قال الأَزهري: ومنه قولهم لا يَعْدَمُ شَقِيٌّ مُهَيْراً.
  يقول: من الشَّقاءِ مُعالَجَة المِهارَةِ.
  وفرس مُمْهِرٌ: ذات مُهْر.
  وأُمُّ أَمْهار: اسم قارَة، وفي التهذيب: هَضْبَة، وقال ابن جبلة: أُمُّ أَمْهار أُكُمٌ حُمْر بأَعْلى الصَّمَّان، ولعلها شبهت بالأَمْهار من الخيل فسميت بذلك؛ قال الراعي:
  مَرَّتْ على أُمِّ أَمْهارٍ مُشَمِّرَةً ... تَهْوِي بها طُرُقٌ، أَوساطُها زُورُ
  وأَما قول أَبي زبيد في صفة الأَسد:
  أَقْبَلَ يَرْدِي، كما يَرْدِي الحِصانُ، إِلى ... مُسْتَعْسِبٍ أَرِبٍ مِنْه بِتَمْهِيرِ
  أَرِبٍ: ذي إِرْبَةٍ أَي حاجة.
  وقوله بِتَمْهِير أَي يَطْلُب مُهْراً.
  ويقال للخَرَزَة: المُهْرة، قال: وما أُراه عربيّاً.
  والمِهارُ: عُود غليظ يُجْعَل في أَنْفِ البُخْتيِّ.
  والمُهَرُ: مَفاصِلُ مُتلاحِكَةٌ في الصَّدْرِ، وقيل: هي غَراضِيفُ الضُّلوعِ، واحدتها مُهْرَةٌ؛ قال أَبو حاتم: وأُراها بالفارسية، أَراد فُصُوصَ الصدْرِ أَو خَرَزَ الصدْرِ في الزوْر؛ أَنشد ابن الأَعراي لغُداف:
  عن مُهْرَةِ الزَّوْرِ وعنْ رَحاها
(١) وقوله [عذوفاً] أورده المؤلف هنا وأورده في عدف بمهملتين وهاء تأنيث.