لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 200 - الجزء 5

  لقيتُه في نَدَرَى بلا أَلف ولام.

  ويقال: إِنما يكون ذلك في النَّدْرة بعد النَّدْرة إِذا كان في الأَحايين مرة، وكذلك الخطِيئة بعد الخطيئة.

  ونَدَرتِ الشجرةُ: ظهَرت خُوصَتُها وذلك حين يَستمكِن المالُ من رَعْيِها.

  وندَرَ النباتُ يَنْدُرُ: خرج الورَق من أَعراضِه.

  واستندرتِ الإِبلُ: أَراغَتْه للأَكل ومارسَتْه.

  والنَّدْرة: الخَضْفَة بالعَجَلة.

  وندَرَ الرجلُ: خَضَفَ.

  وفي حديث عمر، ¥: أَن رجلًا ندَرَ في مجلسِه فأَمَرَ القومَ كلهم بالتطهر لئلا يَخْجَل النادِرُ؛ حكاها الهَرَوِيّ في الغَرِيبَين، معناه أَنه ضَرطَ كأَنها ندَرَت منه من غير اختيار.

  ويقال للرجل إِذا خَضَفَ: ندَرَ بها، ويقال: ندَرَ الرجلُ إِذا مات؛ وقال ساعدة الهذلي:

  كِلانا، وإِن طال أَيامُه ... سَيَنْدُرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ

  سَيَنْدُرُ: سَيَموت.

  والنَّدْرة: القِطعة من الذهب والفضة توجد في المَعْدِن.

  وقالوا: لو ندَرْت فلاناً لوجدتَه كما تُحِب أَي لو جرّبتَه.

  والأَندَرُ: البَيْدَرُ، شامِيَّة، والجمع الأَنادِر؛ قال الشاعر:

  دَقَّ الدِّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ

  وقال كُراع: الأَنْدَر الكُدْس من القمح خاصة.

  والأَندَرُون: فِتْيان من مواضع شتى يجتمعون للشُّرب؛ قال عمرو بن كلثوم:

  ولا تُبْقِي خُمُور الأَندَرِينا

  واحدهم أَندَرِيٌّ، لمَّا نسَب الخمرَ إِلى أَهل القرية اجتمعتْ ثلاثُ ياءات فخفَّفها للضرورة، كما قال الراجز:

  وما عِلْمِي بِسِحْرِ البابِلِينا

  وقيل: الأَندَرُ قرية بالشام فيها كروم فجمَعها الأَندَرِين، تقول إِذا نسَبتَ إِليها: هؤلاء الأَندَرِيُّون.

  قال: وكأَنه على هذا المعنى أَراد خمور الأَندَرِيِّين فخفَّف ياء النسبة، كما قولوا الأَشْعَرِين بمعنى الأَشعريين.

  وفي حديث عليّ، كرم لله وجهه: أَنه أَقبل وعليه أَندَرْوَرْدِيَّةُ؛ قيل: هي فوق التُّبَّان ودون السراوِيل تُغطِّي الركبة، منسوبة إِلى صانع أَو مكانٍ.

  أَبو عمرو: الأَندَرِيّ الحَبْل الغليظ؛ وقال لبيد:

  مُمَرٍّ كَكَرِّ الأَندَرِيّ شَتيم

  نذر: النَّذْرُ: النَّحْبُ، وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً، وجمعه نُذُور، والشافعي سَمَّى في كتاب جِراحِ العَمْد ما يجب في الجِراحات من الدِّيات نَذْراً، قال: ولغة أَهل الحجاز كذلك، وأَهل العراق يسمونه الأَرْش.

  وقال أَبو نَهْشَل: النَّذْرُ لا يكون إِلا في الجِراح صِغارها وكِبارها وهي مَعاقِل تلك الجِراح.

  يقال: لي قِبَل فلان نذْر إِذا كان جُرْحاً واحداً له عَقْل؛ وقال أَبو سعيد الضرير: إِنما قيل له نَذْر لأَنه نُذِرَ فيه أَي أَوجب، من قولك نَذَرتُ على نفسي أَي أَوجبْت.

  وفي حديث ابن المسيَّب: أَن عمر وعثمان، ®، قَضَيا في المِلْطاة بنصف نَذْرِ المُوضِحَة أَي بنصف ما يجب فيها من الأَرْش والقِيمة؛ وقد نَذَرَ على نفسه لله كذا يَنْذِرُ ويَنْذُر نَذْراً ونُذُوراً.

  والنَّذِيرة: ما يُعطيه.

  والنَّذِيرة: الابن يجعله أَبواه قَيِّماً أَو خادماً للكَنيسة أَو للمتعبَّد من ذكر وأُنثى، وجمعه النَّذَائر، وقد نَذَرَه.

  وفي التنزيل العزيز: إِني نَذَرْتُ لكَ ما في بطني مُحَرَّراً؛ قالته امرأَة عِمران أُمُّ مريم.

  قال الأَخفش: تقول العرب نَذَرَ على نفسه نَذْراً ونذَرتُ مالي فأنا أَنذِرُه نذْراً؛ رواه عن يونس عن العرب.

  وفي