لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 230 - الجزء 5

  يَكْثُرْ حَمَلَةُ القرآن يُنَقِّرُوا، ومتى ما يُنَقِّرُوا يختلفوا؛ التَّنْقِيرُ: التَّفْتِيشُ؛ ورجل نَقَّارٌ ومُنَقِّرٌ.

  والمُناقَرَةُ: مراجعةُ الكلام بين اثنين وبَثُّهُما أَحادِيثَهما وأُمُورَهما.

  والنَّاقِرَةُ: الداهيةُ.

  ورَمَى الرامي الغَرَضَ فَنَقَره أَي أَصابه ولم يُنْفِذْه، وهي سِهامٌ نَواقِرُ.

  ويقال للرجل إِذا لم يستقم على الصواب: أَخْطَأَتْ نَواقِرُه؛ قال ابن مقبل:

  وأَهْتَضِمُ الخَالَ العَزِيزَ وأَنْتَحِي ... عليه، إِذا ضَلَّ الطَّرِيقَ نَواقِرُه

  وسهم ناقِرٌ: صائبٌ.

  والنَّاقِرُ: السهم إِذا أَصاب الهَدَفَ.

  وتقول العرب: نعوذ بالله من العَواقِرِ والنَّواقِرِ، وقد تقدم ذكر العواقر، وإِذا لم يكن السهم صائباً فليس بِناقِرٍ.

  التهذيب: ويقال نعوذ بالله من العَقَرِ والنَّقَرِ، فالعَقَرُ الزَّمانَة في الجسد، والنَّقَرُ ذهاب المال.

  ورماه بِنَواقِرَ أَي بِكَلِمٍ صَوائِبَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي يف النواقر من السهام:

  خَواطِئاً كأَنها نَواقِرُ

  أَي لم تخطئْ إِلَّا قريباً من الصواب.

  وانْتَقَرَ الشيءَ وتَنَقَّرَه ونَقَّرَه ونَقَّرَ عنه، كل ذلك: بحث عنه.

  والتَّنْقيرُ عن الأَمرِ: البحث عنه.

  ورجل نَقَّارٌ: مُنَقِّرٌ عن الأُمور والأَخبار.

  وفي حديث ابن المسيب: بلغه قول عكرمة في الحين أَنه ستة أَشهر فقال: انْتَقَرَها عِكْرِمَةُ أَي استنبطها من القرآن؛ قال ابن الأَثير: والتَّنْقير البحث هذا إِن أَراد تصديقه، وإِن أَراد تكذيبه فمعناه أَنه قالها من قِبَل نفسه واختص بها من الانتقار الاختصاص، يقال: نَقَّرَ باسم فلان وانْتَقَر إِذا سماه من بين الجماعة.

  وانْتَقَر القومَ: اختارهم.

  ودعاهم النَّقَرَى إِذا دعا بعضاً دون بعض يُنَقِّرُ باسم الواحد بعد الواحد.

  قال: وقال الأَصمعي إِذا دعا جماعتهم قال: دَعَوْتُهم الجَفَلَى؛ قال طرفة بن العبد:

  نحن في المَشْتَاةِ نَدْعُو الجَفَلَى ... لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ

  الجوهري: دعوتهم النَّقَرَى أَي دَعْوَةً خاصةً، وهو الانْتِقار أَيضاً، وقد انْتَقَرَهُم؛ وقيل: هو من الانتقار الذي هو الاختيار، أَو من نَقَرَ الطائر إِذا لقط من ههنا وههنا.

  قال ابن الأَعرابي: قال العُقَيليّ ما ترك عندي نُقارَةً إِلَّا انْتَقَرَها أَي ما ترك عندي لَفْظَةً مُنْتَخَبَةً مُنْتَقاةً إِلَّا أَخذها لذاته.

  ونَقَّر باسمه: سماه من بينهم.

  والرجل يُنَقِّرُ باسم رجل من جماعة يخصه فيدعوه، يقال: نَقَّرَ باسمه إِذا سماه من بينهم، وإِذا ضرب الرجل رأْس رجل قلت: نَقَرَ رأْسه.

  والنَّقْرُ: صوت اللسان، وهو إِلزاق طرفه بمخرج النون ثم يُصَوِّتُ به فَيَنْقُر بالدابة لتسير؛ وأَنشد:

  وخانِقٍ ذي غُصَّةٍ جِرْياضِ ... راخَيْتُ يومَ النَّقْرِ والإِنْقاضِ

  وأَنشده ابن الأَعرابي:

  وخانِقَيْ ذي غُصَّةٍ جَرَّاضِ

  وقيل: أَراد بقوله وخانِقَيْ هَمَّيْن خَنَقَا هذا الرجل.

  وراخيت أَي فَرَّجْتُ.

  والنَّقْرُ: أَن يضع لسانه فوق ثناياه مما يلي الحَنَكَ ثم يَنْقُرَ.

  ابن سيده: والنَّقْرُ أَن تُلْزِقَ طرف لسانك بحنكك وتَفْتَحَ ثم تُصَوِّتَ، وقيل: هو اضطراب اللسان في الفم إِلى فوق وإِلى أَسفل؛ وقد نَقَرَ بالدابة نَقْراً وهو صُوَيْتٌ يزعجه.

  وفي الصحاح: نَقَرَ بالفرس؛ قال عبيد بن