لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 232 - الجزء 5

  موضع؛ قال:

  لما رَأَيْتُهُمُ كأَنَّ جُمُوعَهُمُ ... بالجِزْعِ من نَقَرَى، نِجاءُ خَرِيفِ⁣(⁣١)

  وأَما قول الهُذَليّ:

  ولما رَأَوْا نَقْرَى تَسِيلُ أَكامُها ... بأَرْعَنَ جَرَّارٍ وحامِيَةٍ غُلْبِ

  فإِنه أَسكن ضرورة.

  ونَقِيرٌ: موضع؛ قال العجاج:

  دَافَعَ عَنِّي بِنَقِيرٍ مَوْتَتي

  وأَنْقِرَةُ: موضع بالشأْم أَعجمي؛ واستعمله امرؤ القيس على عُجْمَتِه:

  قد غُودِرَتْ بأَنْقِرَه

  وقيل: أَنْقِرَةُ موضع فيه قَلْعَةٌ للروم، وهو أَيضاً جمع نَقِيرٍ مثل رغيف وأَرْغِفَةٍ، وهو حفرة في الأَرض؛ قال الأَسود بن يَعْفُرَ:

  نَزَلوا بأَنْقِرَةٍ يَسِيلُ عليهِمُ ... ماءُ الفُرَاتِ، يَجِيءُ من أَطْوَادِ

  أَبو عمرو: النَّواقِرُ المُقَرْطِسات؛ قال الشماخ يصف صائداً:

  وسَيِّرْه يَشْفِي نفسَه بالنَّواقِر

  والنَّواقِرُ: الحُجَجُ المُصِيباتُ كالنَّبْلِ المصيبة.

  وإِنه لَمُنَقَّرُ العين أَي غائر العين.

  أَبو سعيد: التَّنَقُّرُ الدعاء على الأَهل والمال.

  أَراحني الله منه، ذهب الله بماله.

  وقوله في الحديث: فأَمَرَ بنُقْرَةٍ من نحاس فأُحميت؛ ابن الأَثير: النُّقْرَةُ قِدْرٌ يُسَخَّنُ فيها الماء وغيره، وقيل: هو بالباء الموحدة، وقد تقدم.

  الليث: انْتَقَرَتِ الخيلُ بحوافرها نُقَراً أَي احْتَفَرَتْ بها.

  وإِذا جَرَتِ السُّيُولُ على الأَرض انْتَقَرتْ نُقَراً يحتبس فيها شيء من الماء.

  ويقال: ما لفلان بموضع كذا نَقِرٌ ونَقِزٌ، بالراء وبالزاي المعجمة، ولا مُلْكٌ ولا مَلْكٌ ولا مِلْكٌ؛ يريد بئراً أَو ماء.

  نكر: النُّكْرُ والنَّكْراءُ: الدَّهاءُ والفِطنة.

  ورجل نَكِرٌ ونَكُرٌ ونُكُرٌ ومُنْكَرٌ من قوم مَناكِير: دَاه فَطِنٌ؛ حكاه سيبويه.

  قال ابن جني: قلت لأَبي عليّ في هذا ونحوه: أَفتقول إِنّ هذا لأَنه قد جاء عنهم مُفْعِلٌ ومِفْعالٌ في معنى واحد كثيراً، نحو مُذْكِرٍ ومِذْكارٍ ومُؤْنِثٍ ومِئْناثٍ ومُحْمِق ومِحْماقٍ وغير ذلك، فصار جمع أَحدهما كجمع صاحبه، فإِذا جَمَعَ مُحْمِقاً فكأَنه جمع مِحْماقاً، وكذلك مَسَمٌّ ومَسامّ، كما أَن قولهم دِرْعٌ دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ وناقة هِجانٌ ونوقٌ هِجانٌ كُسِّرَ فيه فِعالٌ على فِعالٍ من حيث كان فِعالٌ وفَعِيلٌ أُختين، كلتاهما من ذوات الثلاثة، وفيه زائدة مَدَّة ثالثة، فكما كَسَّرُوا فَعِيلًا على فِعالٍ نحو ظريف وظراف وشريف وشراف، كذلك كَسَّرُوا فِعالًا على فِعال فقالوا درع دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ، وكذلك نظائره؟ فقال أَبو عليّ: فلست أَدفع ذلك ولا آباه.

  وامرأَة نَكرٌ، ولم يقولوا مُنْكَرَةٌ ولا غيرها من تلك اللغات.

  التهذيب: امرأَة نَكْراء ورجل مُنْكرٌ دَاه، ولا يقال للرجل أَنْكَرُ بهذا المعنى.

  قال أَبو منصور: ويقال فلان ذو نَكْراءَ إِذا كان داهِياً عاقلًا.

  وجماعة المُنْكَرِ من الرجال: مُنْكَرُونَ، ومن غير ذلك يجمع أَيضاً بالمناكير؛ وقال الأُقيبل القيني:

  مُسْتَقْبِلًا صُحُفاً تدْمى طَوابِعُها ... وفي الصَّحائِفِ حَيَّاتٌ مَناكِيرُ


(١) قوله [كأن جموعهم] كذا بالأصل. والذي في ياقوت: كأن نبالهم الخ، ثم قال: أي نبالهم مطر الخريف. وقوله: واما قول الهذلي، عبارة ياقوت: مالك بن خالد الخناعي الهذلي.