لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 257 - الجزء 5

  يصفه بالحِذْق. ابن الأَعرابي: يقال للخاتم الهِجار والزينة؛ وقول العجاج:

  وغِلْمَتي منهم سَحِيرٌ وبَحِرْ ... وآبِقٌ من جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ

  فسره ابن الأَعرابي فقال: الهَجِر الذي يمشي مُثْقَلًا ضعيفاً متقارِبَ الخَطْوِ كأَنه قد شدّ بهِجار لا ينبسط مما به من الشر والبلاء، وفي المحكم: وذلك من شدة السقي.

  وهَجَرٌ: اسم بد مذكر مصروف، وفي المحكم: هَجَرُ مدينة تصرف ولا تصرف؛ قال سيبويه: سمعنا من العرب من يقول: كجالب التمر إِلى هَجَرٍ يا فَتى، فقوله يا فتى من كلام العربي، وإِنما قال يا فتى لئلا يقف على التنوين وذلك لأَنه لو لم يقل له يا فتى للزمه أَن يقول كجالب التمر إِلى هجر، فلم يكن سيبويه يعرف من هذا أَنه مصروف أَو غير مصروف.

  الجوهري: وفي المثل: كَمُبْضِع تمر إِلى هَجَرَ.

  وفي حديث عمر: عَجِبْتُ لتاجِر هَجَرَ وراكب البحر؛ قال ابن الأَثير: هَجَرٌ بلد معروف بالبحرين وإِنما خصها لكثرة وبائها، أَي تاجرها وراكب البحر سواء في الخَطَرِ، فأَما هَجَرُ التي ينسب إِليها القلال الهَجَرِيَّة فهي قرية من قرى المدينة، والنسب إِلى هَجَرَ هَجَرِيٌّ على القياس، وهاجِرِيٌّ على غير قياس؛ قال:

  ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها ... كَسَحِّ الهاجِرِيِّ جَرِيمَ تمْرِ

  ومنه قيل للبَنَّاءِ: هاجِرِيٌّ.

  والهَجْرُ والهَجِيرُ: موضعان.

  وهاجَرُ: قبيلة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَةِ هاجَرٌ ... وهَكَّ الخَلايا، لم تَرِقَّ عُيُونُها

  وبنو هاجَرَ: بطن من ضَبَّة.

  غيره: هاجَرُ أَوَّلُ امرأَة جَرَّتْ ذيلها وأَوّل من ثَقَبَتْ أُذنيها وأَوّل من خُفِضَ؛ قال: وذلك أَن سارة غضبت عليها فحلفت أَن تقطع ثلاثة أَعضاء من أَعضائها، فأَمرها إِبراهيم، #، أَن تَبَرَّ قَسَمَها بِثَقْبِ أُذنَيْها وخَفْضِها، فصارت سُنَّةً في النساء.

  هدر: الهَدَرُ: ما يَبْطُلُ من دَمٍ وغيره.

  هَدَرَ يَهْدِرُ، بالكسر، ويَهْدُر، بالضم، هَدْراً وهَدَراً، بفتح الدال، أَي بطل.

  وهَدَرْتُه وأَهْدَرْتُه أَنا إِهْداراً وأَهْدَرَه السُّلْطانُ: أَبطله وأَباحه.

  ودماؤهم هَدَرٌ بينهم أَي مُهْتَدَرَةٌ قوله [أي مهتدرة] عبارة القاموس مهدرة مبنياً للمفعول محذوف المثناة الفوقية.

  وتَهادَرَ القوم: أَهْدَرُوا دماءهم.

  وذَهَبَ دَمُ فلان هَدْراً وهَدَراً، بالتحريك، أَي باطلًا ليس فيه قَوَدٌ ولا عَقْلٌ ولم يُدْرَكْ بثأْره.

  وفي الحديث: أَن رجلًا عَضَّ يَدَ آخرَ فنَدَرَ سِنُّه فأَهْدَرَه أَي أَبطله.

  وفي الحديث: من اطَّلَع في دار بغير إِذن فقد هَدَرَتْ عينُه أَي إِنْ فَقَؤُوها ذهبت باطلةً لا قصاص فيها ولا دية.

  وضَرَبَه فهَدَر سَحْرَه أَي أَسْقَطَه، وفي الصحاح: ضَرَبَه فهَدَرَتْ رِئَتُه تَهْدِر هُدُوراً أَي سقطت.

  والهَدْرُ والهادِرُ: الساقط؛ الأُولى عن كراع.

  وبنو فلان هَدَرَةٌ وهِدَرَةٌ وهُدَرَةٌ: ساقطون ليسوا بشيء؛ قال ابن سيده: والفتح أَقيس لأَنه جمع هادِرٍ فهو مثل كافر وكَفَرَةٍ، وأَما هِدَرَةٌ فلا يُكَسَّرُ عليه فاعل من الصحيح ولا المعتل، إِلا أَنه قد يكون من أَبنية الجموع، وأَما هُدَرَةٌ فلا يوافق ما قاله النحويون لأَن هذا بناء من الجمع لا يكون إِلا للمعتل دون الصحيح نحو غُزاة وقُضاة، اللهمّ إِلا أَن يكون اسماً للجمع، والذي روى هُدَرَةً، بالضم، إِنما هو ابن الأَعرابي وقد أُنْكِرَ ذلك عليه.

  ورجل هُدَرَةٌ،