لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 285 - الجزء 1

  وفي حديث بناءِ الكَعْبَةِ: فسَمِعنا جَواباَ مِن السَّماءِ، فإذا بِطائِرٍ أَعظَم مِن النَّسْرِ؛ الجَوابُ: صَوْتُ الجَوْبِ، وهو انْقِضاضُ الطير.

  وقول ذي الرمة:

  كأَنَّ رِجْلَيْه رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ ... إذا تَجاوَبَ، مِنْ بُرْدَيْه، تَرْنِيمُ

  أَراد تَرْنِيمانِ تَرْنِيمٌ من هذا الجَناح وتَرْنِيمٌ مِن هذا الآخر.

  وأَرضٌ مُجَوَّبةٌ: أَصابَ المطَرُ بعضَها ولم يُصِبْ بَعْضاً.

  وجابَ الشيءَ جَوْباً واجْتابَه: خَرَقَه.

  وكُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ وسَطَه فقد جُبْتَه.

  وجابَ الصخرةَ جَوْباً: نَقَبها.

  وفي التنزيل العزيز: وثَمُودَ الذين جابُوا الصَّخْرَ بِالوادِ.

  قال الفرَّاءُ: جابُوا خَرَقُوا الصَّخْرَ فاتَّخَذُوه بُيُوتاً.

  ونحو ذلك قال الزجاجُ واعتبره بقوله: وتَنْحِتُون مِن الجِبال بُيُوتاً فارِهِينَ.

  وجابَ يَجُوبُ جَوْباً: قَطَعَ وخَرَقَ.

  ورجُلٌ جَوَّابٌ: مُعْتادٌ لذلك، إذا كان قَطَّاعاً للبِلادِ سَيَّاراً فيها.

  ومنه قول لقمان بن عاد في أَخيه: جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمد.

  أَراد: أَنه يَسْري لَيْلَه كُلَّه لا يَنامُ، يَصِفُه بالشَّجاعة.

  وفلان جوَّابٌ جَأَّبٌ أَي يَجُوبُ البِلاد ويَكسِبُ المالَ.

  وجَوَّابٌ: اسم رجل من بني كلابٍ؛ قال ابن السكيت: سُمي جَوَّاباً لأَنه كان لا يَحْفِرُ بئْراً ولا صخْرةً إلا أَماهَها.

  وجابَ النعلَ جَوْباً: قَدَّها.

  والمِجْوَب: الذي يُجابُ به، وهي حَديدةٌ يُجابُ بها أَي يُقْطَعُ.

  وجابَ المفَازةَ والظُّلْمةَ جَوْباً واجْتابَها: قَطَعَها.

  وجابَ البِلادَ يَجُوبُها جَوْباً: قَطَعَها سَيْراً.

  وجُبْتُ البَلدَ واجْتَبْتُه: قَطَعْتُه.

  وجُبْتُ البِلاد أَجُوبُها وأَجِيبُها إذا قَطَعتها.

  وجَوَّابُ الفَلاةِ: دَلِيلُها لقَطْعِه إيَّاها.

  والجَوْبُ: قطْعُك الشيءَ كما يُجابُ الجَيْبُ، يقال: جَيْبٌ مَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ، وكلُّ مُجَوَّفٍ وسَطُه فهو مُجَوَّبٌ.

  قال الراجز:

  واجْتابَ قَيْظاً، يَلْتَظِي التِظاؤُه

  وفي حديث أَبي بكر، ¥، قال للأَنْصارِ يَوْم السَّقِيفةِ: إنما جِيبَتِ العَرَبُ عنا كما جِيبَت الرَّحَى عن قُطْبها أَي خُرِقَتِ العَربُ عَنَّا، فكُنَّا وسَطاً، وكانت العرَبُ حَوالَينا كالرَّحَى.

  وقُطْبِها الذي تَدُورُ عليه.

  وانْجابَ عنه الظلامُ: انْشَقَّ.

  وانْجابَتِ الأَرضُ: انْخَرَقَتْ.

  والجَوائِبُ: الأَخْبارُ الطَّارِئةُ لأَنها تَجُوبُ البِلادَ.

  تقول: هل جاءَكم من جائبِة خَبَرٍ أي مِن طَريقةٍ خارِقةٍ، أَو خَبَرٍ يَجُوبُ الأَرْضَ منْ بَلَدٍ إلى بَلَدٍ، حكاه ثعلب بالإِضافة.

  وقال الشاعر:

  يَتَنازَعُون جَوائِبَ الأَمْثالِ

  يعني سَوائِرَ تَجُوبُ البلاد.

  والجابةُ: المِدْرى من الظِّباءِ، حين جابَ قَرْنُها أَي قَطَعَ اللحم وطَلَع.

  وقيل: هي المَلْساءُ اللَّيِّنةُ القَرْن؛ فإن كان على ذلك، فليس لها اشتقاق.

  التهذيب عن أَبي عبيدة: جابةُ المِدْرَى من الظِّباءِ، غير مهموز، حين طَلَعَ قَرْنه.