لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 287 - الجزء 5

  بأَصوات رجال حادين، والأَلف في آخره للإِطلاق؛ وقال الراجز:

  كأَنما زُهاؤُه لمَنْ جَهَرْ ... ليلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ

  الوَغْرُ: الصوت.

  ووَغَرُهُمْ: كَوَغْرِهم؛ ولم يحك ابن الأَعرابي في وَغْرِ الجيش إِلا الإِسكانَ فقط، وصرح بأَن الفتح لا يجوز.

  والإِيغارُ: المستعمل في باب الخراج، قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً صحيحاً.

  غيره: يقال أَوْغَرَ العاملُ الخراجَ أَي استوفاه، وفي التهذيب: وَغَرَ.

  ويقال: الإِيغار أَن يُوغِرَ المَلِكُ لرجلٍ الأَرضَ يجعلها له من غير خراج.

  قال: وقد يسمى ضمانُ الخراج إِيغاراً، وهي لفظة مولَّدة، وقيل: الإِيغار أَن يُسْقِطَ الخراجَ عن صاحبه في بلد ويُحَوِّلَ مثلَه إِلى بلد آخر فيكون ساقطاً عن الأَوّل وراجعاً إِلى بيت المال، وقيل: سمي الإِيغارَ لأَنه يُوغِرُ صدور الذين يزاد عليهم خَراجٌ لا يلزمهم.

  وأَوْغرْتُ صدرَه أَي أَوقدته من الغيظ وأَحميته.

  أَبو سعيد: أَوغَرْتُ فلاناً إِلى كذا أَي أَلجأْته؛ وأَنشد:

  وتَطاوَلَتْ بك هِمَّةٌ محطوطَةٌ ... قد أَوْغَرَتْكَ إِلى صِباً ومُجُونِ

  أَي أَلجأَتك إِلى الصبا.

  قال: واشتقاقه من إِيغار الخراج وهو أَن يؤدي الرجل خراجه إِلى السلطان الأَكبر فراراً من العمال.

  يقال: أَوْغَرَ الرجلُ خَراجَه إِذا فعل ذلك.

  قال ابن سيدة: وهو بالواو لوجود أَوْغَرَ وعدم أَيْغَر، والله تعالى أَعلم.

  وفر: الوَفْرُ من المال والمتاع: الكثيرُ الواسعُ، وقيل: هو العامُّ من كل شيء، والجمع وُفُورٌ؛ وقد وَفَرَ المالُ والنباتُ والشيءُ بنفسه وَفْراً ووُفُوراً وفِرَةً.

  وفي حديث عليّ، ¥: ولا ادَّخَرْتُ من غنائمها وَفْراً؛ الوَفْرُ: المال الكثير، وفي التهذيب: المال الكثير الوافر الذي لم ينقص منه شيء، وهو موفور وقد وَفَرْناه فِرَةً، قال: والمستعمل في التعدّي وفَّرْناه تَوْفِيراً.

  وفي الحديث: الحمد لله الذي لا يَفِرُه المَنْعُ أَي لا يُكْثِرُه من الوافِر الكثير.

  يقال: وَفَرَه يَفِرُه كوَعَدَه يَعِدُه.

  وأَرض وَفْراءُ: في نباتها فِرَةٌ.

  وهذه أَرض في نباتها وَفْرٌ ووَفْرَةٌ وفِرَةٌ أَيضاً أَي وُفُورٌ لم تُرْعَ.

  والوَفْراءُ: الأَرضُ التي لم يَنْقُصْ من نبتها؛ قال الأَعشى:

  عَرَنْدَسَةٌ لا يَنْقُصُ السَّيْرُ غَرْضَها ... كأَحْقَبَ بالوَفْراءِ جَأْبٍ مُكَدَّمِ

  العرندسة: الشديدة من النوق.

  والغَرْضُ للرَّحْلِ: بمنزلة الحزام للسرج؛ يريد أَنها لا تَضْمُر في سيرها وكَلالها فَيَقْلَقَ غَرْضُها.

  ويقال: إِنها لعظم جوفها تستوفي الغَرْضَ.

  والأَحقب: الحمار الذي بموضع الحَقَبِ منه بياض، وإِنما تشبه الناقة بالعير لصلابته، ولهذا يقال فيها عَيْرانة.

  والجأْب: الغليظ.

  ومكدَّم: مُعَضَّض أي كَدَّمَتْه الحمير وهو يطردها عن عانته.

  ووَفَّرَ عليه حقه تَوْفِيراً واستوفَرَه أَي استوفاه وتَوَفَّرَ عليه رَعى حُرُماتِه.

  ويقال: هم مُتوافِرونَ أَي هم كثير.

  ووفُرَ الشيءُ وَفْراً وفِرَةً ووفَّره: كثره، وكذلك وَفَرَه مالَه وَفْراً وفِرَةً.

  ووَفَّرَه: جعله وافِراً.

  ووَفَرَه عِرْضَه ووَفَّره له: لم يَشْتِمْه كأَنه أَبقاه له كثيراً طيباً لم يَنْقُصْه بشتم؛ قال: