لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 288 - الجزء 5

  أَلِكْنِي، وفِرْ لابنِ الغَرِيرَةِ عِرْضَه ... إِلى خالِدٍ من آلِ سَلْمى بنِ جَنْدَلِ

  ووَفُرَ عِرْضُه ووَفَرَ وُفوراً: كَرُمَ ولم يُبْتَذَلْ، قال: وهو من الأَوّل⁣(⁣١)، وفي التنزيل العزيز: جَزاءً مَوْفوراً؛ هو من وَفَرْتُه أَفِرُه وَفْراً وفِرَةً، وهذا معتمد، واللازم قولك وَفَرَ المالُ يَفِرُ وُفوراً وهو وافر، وسِقاءٌ أَوْفَرُ، وهو الذي لم ينقص من أَديمه شيء، والموفور: الشيء التام؛ ووَفَرْتُ الشيءَ وَفْراً.

  وقولهم: تُوفَرُ وتُحْمَدُ من وقولك وَفَرْتُه عِرْضَه وماله.

  قال الفراء: إِذا عُرِضَ عليك الشيء تقول تُوفَرُ وتُحْمَدُ، ولا تقل تُوثَر؛ يُضْرَب هذا المثل للرجل تعطيه الشيء فيردُّه عليك من غير تسخُّط؛ وقول الراجز:

  كأَنها من بُدُنٍ وإِيفارْ ... دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ

  إِنما هو من الوفور والتمام.

  يقول: كأَنها مما أَوْفَرَها الراعي دَبَّتْ عليها الأَنْبار، ويروى: واستيفار، والمعنى واحد، ويروى: وإِيغار من أَوغَرَ العاملُ الخراج أَي استوفاه، ويروى بالقاف من أَوقَرَه أَي أَثقله.

  ووَفَرَ الشيءَ: أَكمَلَه.

  ووَفَر الثوبَ: قطعه وافراً؛ وكذلك السقاء إِذا لم يقطع من أَديمه فَضْلٌ.

  ومَزادة وَفْراءُ: وافِرَةُ الجلد تامة لم يُنْقَصْ من أَديمها شيء، وسِقاءٌ أَوْفَرُ؛ قال ذو الرمة:

  وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزُها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بَيْنَها الكُتَبُ⁣(⁣٢)

  والوفْراءُ أَيضاً: الملأَى المُوَفَّرَةُ المِلْءِ.

  وتَوَفّرَ فلانٌ على فلان بِبِرّه، ووَفَّرَ الله حظه من كذا أَي أَسبغه.

  والموفورُ في العروض: كل جزء يجوز فيه الزحاف فيسلم منه؛ قال ابن سيده: هذا قول أَبي إِسحق، قال: وقال مرة الموفور ما جاز أَن يخرم فلم يخرم، وهو فعولن ومفاعلين ومفاعلتن، وإِن كان فيها زحاف غير الخرم لم تخلُ من أَن تكون موفورة، قال: وإِنما سميت موفورة لأَن أَوتادها توفرت.

  وأُذُنٌ وَفْراءُ: ضَخْمَةُ الشحمة عظيمة؛ وقول الشاعر:

  وابْعَثْ يَساراً إِلى وَفْرٍ مُدَمَّعَةٍ ... واجْدَحْ إِليها...

  معناه أَنه لم يُعْطُوا منها الديات فهي موفورةٌ، يقول له: أَنت راع، ووَفَرَه عطاءَه إِذا رَدَّه عليه وهو راضٍ أَو مستقل له.

  والوَفْرَةُ: الشعر المجتمع على الرأْس، وقيل: ما سال على الأُذنين من الشعر، والجمع وِفارٌ؛ قال كثير عزة:

  كأَنَّ وِفارَ القومِ تحتَ رِحالِها ... إِذا حُسِرَتْ عنها العمائمُ، عُنْصُلُ

  وقيل: الوَفْرَةُ أَعظم من الجُمَّةِ؛ قال ابن سيده: وهذا غلط إِنما هي وَفْرَةٌ ثم جُمَّة ثم لِمَّة.

  والوَفْرَةُ: ما جاوز شحمة الأُذنين، واللِّمَّةُ: ما أَلمَّ بالمَنْكِبَينِ.

  التهذيب: والوَفْرَةُ الجُمَّة من الشعر إِذا بلغت الأُذنين، وقد وفَرَها صاحبها، وفلان مُوَفَّرُ الشعر؛ وقيل: الوَفْرَةُ الشعرة إِلى شمحة الأُذن ثم الجُمَّة ثم اللِّمَّةُ.

  وفي حديث أَبي رِمْثَةَ: انطلقتُ مع أَبي نَحْوَ رسول الله، ، فإِذا هو ذو


(١) قوله [وهو من الأول] لعل المراد انه من باب ضرب أو هو محرف عن وهو من اللازم بدليل ما بعده.

(٢) قوله [مشلشل] أي مقطر، نعت لسرب كما نص عليه الصحاح. والكتب جمع كتبه كغرفة وغرف: خروف الخرز. وأثأى: خرم. والخوارز: جمع خازرة.